الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ليسوا إخواناً.. وليسوا مصريين..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ماذا فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي للإخوان حتى يكرهونه كل هذه الكراهية؟ رغم أن الإخوان هم الذين اختاروا الرجل لمنصب وزير الدفاع، وكان مرسي لا يفوت مناسبة إلا ويفخر بالرجل وبالقوات المسلحة ويصفهم بأنهم رجالٌ من ذهب، هكذا هو حال الإخوان لا يثبتون على رأي ولا تصدق لهم كلمة وتتغير مواقفهم بتغير مصالحهم، وإلا فما كل هذا التغير في موقفهم من السيسي الذي يسبونه بأقذع السباب في مظاهراتهم ومسيراتهم، ولوثوا حوائط مصر بكتابة هذه السباب عليها، ولولا صبر الرجل لكان له معهم شأنٌ آخر.

ماذا كان ينتظر الإخوان من السيسي؟، هل كانوا ينتظرون أن يقف إلى جوارهم في مواجهة الشعب المصري وثورته عليهم في 30 يونيو، هل كانوا يريدون أن يُجروا بحورَ الدمِ أنهاراً من ميدان التحرير لقصر الاتحادية إلى مسجد السلطان إبراهيم بالإسكندرية حتى ميدان الساعة بمدينة الأقصر، هل كانوا يريدون تحويل مصر إلى سوريا جديدة يحارب الجيش فيها أبناء شعبه.. ألم تكن تلبية الجيش رغبة الشعب في إسقاط النظام في ثورة يناير برداً وسلاماً عليهم، فلماذا كان الأمر ناراً ودماراً عندما انصاع الجيش لمطالب الشعب في 30 يونيو؟!.
وفيما يتعلق بمظلومية الإخوان الجديدة .. فض اعتصامي رابعة والنهضة، فلم تشارك القوات المسلحة في هذا الفض ولم يكن للسيسي علاقة بهذا الأمر من جهة، ومن جهة أخرى كنا جميعاً في مأزق حقيقي لأول مرة في تاريخ الدولة المصرية؛ فإما أن تعود الدولة أو يتلاشى كيانها إلى الأبد، فكان الفض هو القرار المنطقي الذي يمكن أن تتخذه أية دولة ذات سيادة على أراضيها أياً كان موقعها على خريطة العالم، ولكم في الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وجنوب أفريقيا العبرةُ والمثل، وذلك رغم صبر الدولة المصرية غير المسبوق وترك الباب مفتوحاً أمام عديدٍ من
المحاولات لإقناع الجماعة بفض الاعتصام سلمياً، ولكن لا حياةَ لمن تنادي.
ورغم كل ما فعله بنا الإخوان طوال 15 شهراً من عنفٍ وتفجيراتٍ وإرهابٍ وبذاءاتٍ، إلا أن الرئيس السيسي في لقاءٍ له مع وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية لم يغلق الباب في وجوههم رغم أنهم كالوا له الإساءات والاتهامات وقذفوه بما ليس فيه، حيث ذكر أن من لم يرتكب العنف من أعضاء الجماعة يستطيع أن يترشح في الانتخابات النيابية القادمة دون إقصاء أو تهميش.
وبدلاً من أن تُصدر الجماعة بياناً تشكر فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي على هذا القدر من التسامح السياسي غير المسبوق وتعتذر فيه للشعب المصري على ما ارتكبته طوالَ الشهورِ الماضية في حقه، جاء الرد موجعاً ومؤلماً بذلك التفجير الإرهابي أسفل كوبري بولاق أبو العلا الذي راح ضحيته ضابطان من أشرف الرجال الذين لا ذنبَ لهم سوى أنهم مصريون يسهرون على أمن هذا الوطن. وفي اليوم نفسه، تم زرع قنبلتين استهدفتا خطين للسكك الحديدية في محافظة الشرقية، ولولا ستر الله لوقع عددٌ من حوادث القطارات المروعة جراء هذين التفجيرين. والأدهى من ذلك أن كل هذا يحدث مع بداية العام الدراسي الجديد لكي لا يهنأ المصريون ببداية مستقرة للدراسة ولكي لا يطمئنوا على أمن أبنائهم الذين يخرجون إلى مدراسهم كلَ صباح، كما يتوافق ذلك مع سفر الرئيس إلى نيويورك بغيةَ إحراجه أمام العالم بتصوير أن الأمورَ في مصر غيرَ مستقرة.
ولم يكتفِ الإخوان ولا تنظيمهم الدولي بهذا كله، بل إنهم أعدوا العُدَة لإحراج رئيسَ مصر أمام العالم بالتظاهر ضده في نيويورك رغم أننا كمصريين نغار على مصرَ ورئيسِها في أي بلد نعيش فيها أو نسافرَ إليه، ولانحتمل نقداً ولا تجريحاً لهما. إن الرئيس هو واجهة مصر يتكلم باسمها ويمثلها في المحافل الدولية الكبرى ويُعد رمزاً وطنياً لها، ومن هنا فإن من يحاول النيل منه فرداً كان أوجماعة ، فإن الوطنَ والوطنيةَ منه براء.
وفي النهاية أقول إن مافعله الإخوان بنا في مصر، وما حاوله أن يفعلوه في نيويورك يؤكد أمراً واحداً هو أنهم: ليسوا إخواناً .. وليسوا مصريين.