السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

قراءة في الصحف

فيسك يكتب عن لبنان.. وبحور الوحل الجهادي السوري


روبرت فيسك
روبرت فيسك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول “,”روبرت فيسك“,”، الوضع في بلاد الشام؛ إذ تناول الحالة في كل من لبنان وسوريا وعدم وجود فاصل حقيقي بين المجتمعين، بينما ما يفرقهم حقا الاختلاف المذهبي بين الشيعة والسنة.
وقال “,”روبرت فيسك“,” في مقاله في جريدة “,”الإندبندت“,”: ادعى الجيش اللبناني أن هناك “,”مؤامرة“,” لجر لبنان إلى الحرب السورية، حيث إن نظرية “,”المؤامرة“,” هي سمة من سمات جميع الدول العربية.
وما تخشاه السلطات العسكرية حقًّا هو أن تدفع الجماعات السلفية المدعومة من قبل دول الخليج، نفس المتمردين السنة، الذين يقاتلون نظام الأسد للمجتمع اللبناني، حيث يشتبه الجيش في أن أماكن تمركزهم في أعماق وادي البقاع الشمالي حول قرية عرسال وفي مدينة طرابلس الشمالية، وكذلك في بيروت وصيدا.
وأضاف فيسك، ما لم يصرح به الجيش اللبناني رسميا، لكن ذكر بشكل خاص، هو أن أعدادًا كبيرة من المتمردين “,”السوريين“,” هم في الواقع لبنانيو الجنسية، يعودون إلى الوطن لبنان ليدفنوا، وكذلك مئات من مقاتلي حزب الله الشيعة يموتون جنبًا إلى جنب مع القوات السورية في معركة القصير-وقريبا وربما- في المدينة العظيمة حلب.
وحتى الأمس، مازالت قوات لبنانية تحاول هدم وإزالة حواجز أنشئت في المدينة الروماني القديمة بطول العشرات من الشوارع من قبل عصابات سنية مجهولة الهوية في حي باب التبانة الفقير، على أمل يائس بأنهم قد يتمكنون من استعادة الضاحية النائية ومنع هذه المناطق من التحول إلى إقطاعيات السلفية.
يقول روبرت فيسك: عندما زرت هذا الحي نفسه قبل أسبوعين، كان غارقًا تحت نيران القناصة بشكل مستمر، بدءًا من قمة تل العلويين الشيعي إلى جبل محسن، الداعم لنظام الأسد، التقيت العديد من المقاتلين غير المنتمين لأي ميليشيا كبرى، حيث يوجد الآن ما لا يقل عن 25 ميليشا في المناطق السنية في طرابلس، واحدة من أكبر تلك المجموعات السلفية التي يقودها رجل يدعى “,”أسامة صباغ“,” الذي لا يرغب نسبيًّا في المشاركة في القتال.
“,”ليس كل السلفيين تابعين لتنظيم القاعدة“,” هذا المسلح الذي يدعو نفسه خالد، أصر على قوله ذلك، ثم أضاف “,”لكن السلفيين يتحدثون إلينا وليس لدينا مشكلة معهم“,”، العديد من السنة في نفس هذه الشوارع الفقيرة، حيث تنتشر الأغطية العملاقة عبر الأزقة فقط لمنع نشر القناصة كما هي الحال في حلب، يقولون إنهم لن يسمحوا بسيطرة السلفيين على منطقتهم حتى الآن ما عدا العملية العسكرية الحديثة الناجحة التي دعهما الرئيس العماد ميشيل سليمان، فإن خالد ورفاقه قد يكونون عاجزين لا حول لهم لا قوة.
وبشكل خاص، فقد تعلم الجيش فيما يخص نشأة الجماعات السلفية، بالرغم من محاولة عدد قليل من الصحفيين اللبنانيين نقل هذه التفاصيل، إلا أنها تنشر في الصفحات الداخلية إلى حد كبير، على سبيل المثال، فالمتمرد السني المناهض للأسد من بعلبك (اللبنانية) حسين درغام، قتل في الدفاع عن القصير (السورية)، ثم عاد للدفن في بعلبك، كما قتل ثلاثة رجال سنة آخرين من بعلبك في إحدى ضواحي القصير ولم يتم بعد انتشال رفاتهم وربما لن يتم ذلك أبدا، بعد أن سقطت المدينة في يد القوات السورية وحزب الله.
وبالنسبة للجيش يعد هؤلاء الرجال القتلى أشباحًا، لقد نسي كثير من اللبنانيين الآن كيف أن الإسلاميين (من لبنان ودول عربية أخرى) استولوا على مخيم اللاجئين الفلسطينيين في نهر البارد شمال طرابلس عام 2007. ومن المفارقات، أن هؤلاء المسلحين من جماعة فتح الإسلام أرسلوا إلى لبنان من قبل ما كان يعرف آنذاك بنظام الأسد فائق الاستقرار.
وبعد حصار دام 105 أيام، اعتقلت القوات اللبنانية 215 من الإسلاميين، بعضهم لا يزال حتى اليوم قيد المحاكمة في بيروت، بينما فر آخرون إلى صيدا- خسر خلالها الجيش اللبناني 168 جنديا و500 جرحى، والخسائر من جانب الإسلاميين 226 قتيلاً، وفي قرية من إحدى قرى السنة في التلال بالقرب من طرابلس، رفض السكان السماح لأحد قتلى الجماعات الإسلامية أن يدفن لأن أبناءهم السنة كانوا من بين “,”الشهداء“,” في الجيش.
الآن المقبرة “,”الجداول“,” تحولت بشكل غريب، عندما أعيد مقاتل حزب الله “,”صالح الصباغ“,”، وهو سني اعتنق المذهب الشيعي، إلى مقبرة صيدا السنية للدفن الشهر الماضي، أغلق أنصار أحد الشيوخ المحليين السنيين العاملين ضد الأسد مدخل المقبرة بأكياس الرمل، ثم قاموا بإحراق الإطارات، كما صرخ أحدهم بضرورة إلقاء جثة الرجل في البحر، الذي قتل أثناء قتال المتمردين المناهضين للأسد في سوريا، ثم دفن بعد ذلك في مقبرة الشيعة، تلى ذلك إطلاق النيران بين الجماعات المختلفة المتنافسة في وقت لاحق في المساء.
وفي قرية حدودية شمال لبنان في وادي خالد، قام أعضاء جبهة متمردي النصرة المضادة للأسد (الذي يشتبه باحتمال وجود علاقات قوية مع حركة فتح الإسلام) بالهتاف خارج مسجد القرية، كما طاف في الشوارع مؤيدو جبهة متمردي آل النصرة حاملين لافتات في بيروت على مقربة من طريق المطار، ويعد هذا أول ظهور لجماعة إسلامية متمردة في العاصمة اللبنانية.
من هنا قام الجيش اللبناني والأمن الداخلي بجمع تفاصيل أخرى تقشعر لها الأبدان، حول الجماعات الإسلامية، قال أحد الرجال (عرف نفسه باسم عدنان) للجيش اللبناني كيف أن أئمة السنة يحصلون على “,”فتاوى“,” تحثهم على الاعتداء على الأسر المعارضة داخل سوريا، عدنان، وفقا لتصريحات الجيش، قال إن مجموعته أعدمت 13 من القوات الحكومية السورية، ثلاثة منهم بقطع الرأس، واعترف أنه دخل قرية التركمان على مشارف القصير، وأطلق النار على رجل في ساقه ثم اغتصب بناته الذين تتراوح أعمارهم بين سبع وثمانٍ و10 سنوات.
ما يثير ذعر الجيش اللبناني، أن ما يصل إلى 20000 لاجئ سوري من القصير من السُنة نزحوا إلى عرسال فقط، حيث قتل ثلاثة جنود لبنانيين الأسبوع الماضي كانت مهمتهم مراقبة مهربي الأسلحة لمعارضي الأسد، أما عدد اللاجئين الآن النازحين يساوي مجموع سكان مدينة عرسال، ولا عجب أن حكومة بيروت تتحدث الآن عن منع استقبال اللاجئين السوريين.
ويضيف فيسك: من قصورهم الآمنة يشجع حكام الخليج غضب السُنة في البلاد، بدءا من مفتي المملكة العربية السعودية، وهو صديق حميم للولايات المتحدة، الذي يؤيد الداعية يوسف القرضاوي في الدعوة لجميع الشباب السنة لمحاربة نظام الأسد وحزب الله - داخل سوريا.
ممارسات حزب الله الذي ادعى أنه لا يفضل الانضمام لقوات الأسد في القصير، أثارت تساؤلات السُنة في لبنان، حيث أعطى حزب الله – الذي روج لسنوات فكرة “,”مقاومة“,” الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين – انطباع بأن قصير كأنها ضاحية من ضواحي القدس. حيث قام يوم الأحد، بمهاجمة الإسلاميين بالبنادق والعصي لكل من الذكور والإناث العزل من المتظاهرين المناهضين للأسد أمام السفارة الإيرانية في بيروت، مما أسفر عن مقتل رئيس منظمة طلابية للحركة، هاشم سلمان.
ثم بعد بضع ساعات، تجمع أنصار السنة 100 ألف من الجيش السوري الحر في صيدا. أحصيت بينهم 750 من حراس الميليشيا أصحاب الزي الأسود، يحملون أجهزة لاسلكي، ولكن دون البنادق، وقبل سبعة أيام فقط كانت هناك محاولات اغتيال ضد اثنين من شيوخ السنة الموالين لحزب الله، حيث أدين واحد منهم وأعدم بالرصاص في صيدا، في الآونة الأخيرة أدى تدخل حزب الله في القصير إلى إشعال الموقف وعدم التفرقة في القتل إذ قتل شحاذ يدعى أحمد صبح برصاص قناص، كان صبح جالسا لممارسة نشاطه المعتاد على رصيف بالقرب من مقهى حيث إن قناصا قتله.