الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

نشأت أبوالخير يكتب: القيامة رجاء الشعوب في الخلود والحياة الأبدية

نشأت أبو الخير
نشأت أبو الخير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حين خلق الله أدم ووضعه فى جنة عدن وأوصاه أن يأكل من جميع أشجار الجنة، ماعدا شجرة معرفة الخير والشر  نها عن الأكل منها  محذرا أياه " كما جاء فى الاصحاح الثالث من سفر التكوين "يوم أن تأكل منها موتا تموت فما كان من أدم وأمرته حواء أن أكلا من الشجرة المحرمة وكسرا وصية الرب،فأخرجه الرب من الجنة، ومن هنا كان لابد من عدل الله أن يأخذ مجراه بموت أدم، وفى نفس الوقت لابد ان رحمته ومحبته ألا يموت أدم.


 ومن هنا كانت المعضلة  التي وقفت البشرية على مدار تاريخها وأجيالها عاجزة أن تجد حلا لها 
يقول بولس الرسول فى رسالته الى أهل رومية 5: 12 "من أجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم  وبالخطية الموت، وهكذا أجتاز الموت الى جميع الناس،" الجميع زاغوا  وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد رومية 3:12" اذ أخطأ الجميع وعلى مدى تاريخ البشرية لم يستطيع أحد أن يحل هذه المعضلة 
 وتعاقبت الأجيال الطويلة المظلمة والسماء تحتفظ بصمتها  حيال الأرض، فلا رسالة ولا أعلان للناس والبشرية أشبه بغريق هوى فلم يكن أمامه  من أمل الا حين لاح أمامه فلك النجاة والفلك كان المسيح، عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد "1تى 3: 16" فقد يتصور البعض ان المسيح  مجرد انسان  عادى ونحن أكسبناه مقاما الهيا، لكن الحقيقة الله ظهر فى شكل انسان " وهو قادر على كل شىء " من أجل التجسد والفداء وخلاص البشرية كلها لتنال الحياة الابدية، وخلاصها من خطية ادم الوراثية، فالمسيح هو ذاته الله الكلمة  فلما شاء ان يقوم بمهمة الفداء على الارض أتخذ جسدا " يو 1: 14" والتجسد كان من أجل الفداء والخلاص 
 جاء يسوع الى عالمنا  وولد فى بيت لحم وتحققت جميع النبوءات  فتجسد الله هو بالحقيقة سر التقوى، فطبيعتنا فسدت  بعد سقوط أدم وحواء وكان لابد من تجديدها وأعادة خلقه للانسان  وصنعه مرة ثانية  ، فما كان من الممكن ان يتم  هذا التجديد الا بسكنى الله فى قلوبنا  وتقديسه لطبيعتنا  من الداخل وهذا سر الاسرار فى المسيحية، أن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة "2 كو 5: 17" فالتجسد لا يضر بقداسة الله ولكنه بالحرى اساسي لقداستنا نحن، ولقد شاء الرب فى تواضعه  ان ينزل الى العالم فى يوم غير معروف لم تحتفل به البشرية، ولكن أحتفلت بميلاده الملائكة وجماعة من الرعاة والمجوس والنجم الذى ظهر فى المشرق وأحتفلت العذراء مريم ويوسف النجار  فى صمت وهدوء وفى فقر فى مزود بقر، والشعب الذى جاء المسيح منه لم يحتفل به الى خاصتة جاء  وخاصته لم تقبله "يو 1: 11 "، النور الذى أضاء فى الظلمة والظلمة لم تدركة " يو 1: 5".


كان ميلاد يسوع المسيح بركة للعالم ولم يشعر العالم بالبركة فى وقتها وبدأنا نحس بهذة البركة  فيما بعد حينما قدم هذا المولود الخلاص للعالم كله، اذ دعى أسمه يسوع  لانه يخلص شعبه من خطاياهم مت 1: 21، كان مولده ميلادا لعصر الحب الذى أحب الله فيه العالم حتى المنتهى حتى بذل ذاته عنا، ليس لأحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه من  اجل أحبائة يو 15: 13، أن الله لا يشاء موت الخاطى فكيف يحيا الانسان وهو محكوم  عليه بالموت بعد ان سقط فى الخطيئة لان  أجرة الخطية هى موت " رو 6: 23 "، الحل لا يكمن فى مسامحة أدم لان هذا يتعارض مع عدل الله كذلك لا يكون الحل فى ان يميت الله أدم  لان هذا يتعارض مع رحمة الله ومع حكمته وكرامته ومحبته، فكان الحل فى الفداء  ان يموت أخر عوضا عن أدم فيأخذ العدل مجراه وتأخذ  الرحمة طريقها مع حياة أدم، ولا يصلح اى شخص لهذة المهمة  غير يسوع المسيح لانه الشخص الذى تتحقق فيه المواصفات اللازمة لذلك أن يكون إنسان، أن يموت، أن يكون غير محدود، أن يكون بلا خطية ( من منكم يبكتنى على خطية يو 8: 46 )، ان يكون خالقا  وهذه الصفات لا تتوفر الا فى شخص يسوع المسيح، فجاء يسوع وتجسد وصلب ومات ودفن وقام من الاموات بقوته الذاتية وبجسد  نورانى، قام ولم يمت مثل من قاموا قبله او بعده  ولن يموت الى الابد، وان لم يكن المسيح  قد قام فباطلة كرازتنا وباطلة ايضا ايمانكم 1 كو 15: 14، ففى الصليب تم الفداء وقدم الخلاص للبشرية جمعاء  فالقيامة المجيدة قد اثبتت ألوهية المسيح له كل المجد " فعقيدة الثالوث القدوس عقيدة اساسية فى الايمان المسيحى وعقيدة الصلب والفداء والخلاص حجر الزاوية فى العقيدة المسيحية "لانه بدون سفك دم لا يحصل مغفرة  عب 9: 22  ( ويسوع ) ليس بأحد غيره الخلاص اع 4: 12"، لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله  بل اخلى نفسه اخذا صورة عبد وأن ظهر فى الهيئة كإنسان  أطاع حتى الموت موت الصليب " فى 2: 6 " ولكن الكل من الله الذى صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا  خدمة المصالحة  اى أن الله كان فى المسيح مصالحا العالم لنفسه  غير حاسبا لهم خطاياهم  وواضعا فينا كلمة المصالحة “2 كو 5:18 ”.

ففى الصليب تم الفداء والخلاص، فالصليب عند الهالكين جهالة اما عندنا نحن المخلصين قوة الله للخلاص 1 كو 1: 18، لذا نجد بولس فيلسوف المسيحية العظيم  لم يجد شىء يفتخر به لا نسبه ولا حسبه ولا جنسيته ولا مكانته  اعظم من ان يفتخر بصليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح قائلا: "حاشا لى أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح غل 6: 14 فهو ميراث الامم وبه كانت القيامة رجاء الشعوب فى الخلود والحياة الابدية السعيدة".