يقول الأب أغسطينوس منير الفرنسيسكاني، إن الصدقة ليست مجرد مال نقدمه، بل هي قصة تحول داخلي، حيث يتغير القلب وتولد الروح من جديد.
هذا ما فهمه القديس فرنسيس الأسيزي عندما شاهد الأبرص لأول مرة في البداية، شعر بالخوف و الاشمئزاز، لكنه فجأة شعر أن الله يناديه في لحظته الضعيفة وخوفه اقترب منه، ولمسه، وقبّله، وفي تلك اللحظة، تغيرت كل الدنيا في قلبه، وكأنّه رأى المسيح نفسه في عيون الأبرص.
الصدقة ليست فقط لتلبية احتياجات الآخرين، بل هي نار تَحرق أنانيتنا و تدفعنا للشعور بألم الآخرين وكأنه ألمنا. فرنسيس، عندما ترك كل شيء وعاش فقيرًا، لم يخسر شيئًا، بل ربح السماء على الأرض، لأنه تعلم أن من يفرغ قلبه من الدنيا، يملأه الله بنوره.
في فترة الصوم الكبير، لا نتوقف فقط عن العطاء، بل نمر بتغيير داخلي. نتعلم أن الحب ليس مجرد كلمات، بل أفعال، وأن العطاء ليس واجبًا فحسب، بل هو لقاء مع الله في أضعف إخوتنا. افتح يدك، ولكن قبل ذلك، افتح قلبك، لأن من يعطي بحب، يشعر بلمسة يد المسيح في قلبه، وهذه هي أغلى هدية يمكن أن ينالها أي شخص.