وسع الذهب العالمي من خسائره للجلسة الثالثة على التوالي ليسجل أدنى مستوياته منذ شهرين متأثراً بقوة الدولار الأمريكية وتزايد الإقبال على الاستثمارات الخطرة على حساب الذهب الذي يمثل استثمار للملاذ الآمن، بينما تترقب الأسواق بيانات هامة هذا الأسبوع قد تساهم في تغيير تحركات المعدن النفيس حالياً.
وسجل سعر الذهب الفوري انخفاض اليوم بنسبة 0.9% ليسجل أدنى مستوى منذ شهرين عند 2590 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2621 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2595 دولار للأونصة.
وانخفضت أسعار الذهب العالمي خلال الأسبوعين الماضيين ليفقد 200 دولار من قيمته منذ تسجيل أعلق مستوى تاريخي عند 2790 دولار للأونصة وحتى أدنى مستوى سجله اليوم وفق تحليل جولد بيليون لتتبع حركة الذهب.
وبذلك يكون انخفض الذهب منذ بداية شهر نوفمبر بنسبة 5.5% في طريقه لتسجيل أو انخفاض شهري بعد 4 أشهر متتالية من الهبوط.
السبب الرئيسي وراء الانخفاض الحاد في مستويات الذهب حالياً هو الارتفاع القياسي في مستويات الدولار الأمريكي الذي سجل اليوم أعلى مستوى منذ أكثر من 4 أشهر، ليسجل ارتفاع منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.8% مقابل سلة من العملات الرئيسية.
السياسات المتوقعة لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب دفعت الدولار الأمريكي إلى الارتفاع بشكل كبير ليعوض جزء كبير من خسائره الأخيرة، لأن الأسواق ترى أن هذه السياسات سيكون لها ضغط كبير على معدلات التضخم وبالتالي ستعمل على إبطاء مسار خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي خلال عام 2025.
من شأن هذا أن يؤثر سلباً على مستويات أسعار الذهب لأن بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
ارتفاع الدولار جاء بالتوازي مع ارتفاع البيتكوين نظراً لأن دونالد ترامب لديه موقف مؤيد للبيتكوين، مما زاد من إقبال الاستثمارات على العملة الرقمية الأشهر على حساب الذهب الذي فيما يبدوا أصبح ممول لهذه الصفقات.
يتركز الاهتمام هذا الأسبوع على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر أكتوبر يوم الأربعاء، ومؤشر أسعار المنتجين ومطالبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس، وبيانات مبيعات التجزئة يوم الجمعة.
ومن المقرر أيضًا أن يتحدث العديد من مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، بما في ذلك رئيس البنك جيروم باول.
يأتي هذا بعد اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع الماضي الذي شهد قرار البنك المتوقع بخفض الفائدة 25 نقطة أساس، ليشير أن قرارات البنك القادمة ستشهد حذر وتدقيق كبير، وتضع الأسواق الآن احتمال بنسبة 65% أن يقدم الفيدرالي على خفض آخر في الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأخير هذا العام في ديسمبر.
من ناجية أخرى نجد أن بيانات مجلس الذهب العالمي أظهرت أن التدفقات النقدية على صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب قد انخفضت خلال الأسبوع المنتهي في 8 نوفمبر بمقدار – 8.6 طن ذهب، وهو أول انخفاض أسبوعي بعد 3 أسابيع متتالية من الارتفاع.
التدفقات النقدية خرجت بشكل أساسي من صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية بمقدار – 10 طن ذهب، وذلك يعكس التغير في نظرة صناديق الاستثمار بالنسبة للاستثمار في الذهب في ظل التغيرات السياسة التي قد تشهدها الولايات المتحدة بعد فوز ترامب بمقعد الرئاسة.