أقامت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت ندوة احتفالا بالذكرى 51 لحرب أكتوبر المجيدة 1973.
أقيمت الندوة اليوم بعنوان "انتصارات ٦ أكتوبر المجيدة ملحمة مصرية خالدة"، وبدأت الجلسة الافتتاحية بالسلام الجمهوري أعقبه كلمة لكل من: أ. د. أشرف مؤنس مقرر الندوة، أ. د. أحمد زكريا مقرر اللجنة العلمية لمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب، أ.د. أسامة طلعت رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق.
و عرض مادة فيلمية عن حرب السادس من أكتوبر من إهداء الشئون المعنوية بالقوات المسلحة.
ترأس الجلسة الأولى الدكتور أشرف مؤنس أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر - جامعة عين شمس الذي بدأ بتوجيه التحية للجيش المصري وقيادات حرب أكتوبر وعلى رأسهم الرئيس الشهيد محمد أنور السادات.
تحدث في الجلسة كل من اللواء طيار دكتور هشام الحلبي مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا وتناول موضوع "تحرير سيناء ما بين الحرب والسلام". وأكد الحلبي في كلمته على أهمية العلم والمعرفة في مواجهة مغالطات إسرائيل والرد على إدعاءاتهم للتهوين من هزيمتهم المنكرة في ٦ أكتوبر ١٩٧٣.
وأكد أن حرب أكتوبر كانت معجزة عسكرية نجحت في اجتياز النابالم والسواتر المنيعة وتدمير ثلاثة خطوط دفاعية واقتحام القناة، وتم كسر نظريات عسكرية صحيحة بسلاح دفاعي قديم في زمن قياسي هو ست ساعات.
وتحدث الدكتور شريف عبد الجواد: أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب - جامعة المنيا حول "موقف الاتحاد السوفيتي من حرب أكتوبر ۱۹۷۳ ". وكان موقف الاتحاد السوفيتي مناصرا للموقف المصري كما أمد مصر بالسلاح في صراعها مع إسرائيل ولكن الاتحاد تباطأ في تسليح مصر بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر وتولي الرئيس السادات رئاسة جمهورية مصر العربية، وعندما اتخذ السادات قرار طرد الخبراء السوفييت تأزم الوضع السياسي مع الاتحاد السوفييتي وهى أزمة أدارتها مصر بمهارة دبلوماسية وانتهت بموافقة الاتحاد على تزويد مصر بمزيد من التسليح النوعي.
وتناولت دكتورة نبوية أحمد عبد الحافظ باحث بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية "الدور الأمريكي في حرب أكتوبر ۱۹۷۳" .
وقالت، إن روجرز، وزير الخارجية الأمريكي، عرض مبادرة لإطلاق وقف النار في عام ١٩٦٩ والتي وافق عليها الرئيس جمال عبد الناصر لاستكمال إنشاء حائط الصواريخ. وجاء الرئيس السادات الذي طرح مبادرة فبراير ١٩٧١ والتي قوبلت بالرفض من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وأجرى محمد حافظ إسماعيل، مستشار السادات للأمن القومي، لقائين سريين مع هنري كسنجر الذي قال أن مصر مهزومة والمهزوم لا يقترح. واتخذ السادات قرار الحرب التي انحازت فيها الولايات المتحدة الأمريكية للجانب الإسرائيلي.
وتحدث أيمن عيد نائب مدير وحدة الدراسات التاريخية - مؤسسة مؤرخي مصر للثقافة عن "كتائب المدفعية الصاروخية وتأثيرها على مسرح العمليات إبان حرب أكتوبر ۱۹۷۳"، قائلًا:" كان الرئيس جمال عبد الناصر قد أولى أهمية للتسليح والتصنيع الحربي. وذهبت مجموعة من الجيش المصري للاتحاد السوفييتي للتدريب والعودة مرة أخرى لقيادة الألوية في سلاح المدفعية، وكان ذلك نواة للدفاع المدفعي الذي قام بدور مهم في العبور وقصف مواقع العدو، كما قام لواء المدفعية بدور كبير في مرحلة تطوير الهجوم".
رأس الجلسة الثانية الدكتور السيد
فليفل، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر - جامعة القاهرة الذي افتتح الجلسة باسترجاع بعض ذكرياته في الحرب من خلال استطلاع المخابرات الحربية.
تحدث في الجلسة كل من:
الدكتور وديع فتحي عبد الله الشحات أستاذ التاريخ الوسيط بكلية الآداب - جامعة المنيا وتناول تجربته في سلاح الاستطلاع أثناء حرب أكتوبر ۱۹۷۳. وشرح مشاعره بعد النكسة وإصراره ومن معه من شباب على تجاوز الهزيمة. وكان من أصحاب المؤهلات العليا الذين التحقوا بالمخابرات الحربية والاستطلاع في عام ١٩٧٢. ومن كل بيت مصري خرج مقاتل شارك في الحرب تدربوا في مراكز التدريب واستخدموا كل مؤهلاتهم في تحقيق النصر. وتم تدريبه على الملاحظة والإدارة والكمين وغيرها من مهارات القتال وكان ما واجهناه في التدريب أصعب كثيراً مما رأيناه في الحرب.
وكانت المهمة الأخطر هى جمع معلومة دقيقة، مفصلة، وموثوقة. وأشار الدكتور وديع إلى أن قائد الاستطلاع كان يختار فريق لكل مهمة ويترك مهمة اختيار قائدها لأفراد الفريق.
ومن جانبه تحدث إسلام كمال رئيس تحرير مجلة روز اليوسف عن "سيناريوهات ما بعد حرب أكتوبر". وأكد أنه ليس هناك وجه مقارنة بين ٦ أكتوبر ١٩٧٣، و٧ أكتوبر ٢٠٢٣ حيث امتلك الجيش المصري مخابرات قوية وحرصت القيادة السياسية على إقامة علاقات قوية مع الأشقاء العرب وهو ما يختلف عما نراه من تدهور علاقة بعض الفصائل الفلسطينية مع بعض أشقائهم. وحذر من تغيير الهوية التكتيكية للجيش الإسرائيلي حيث أصبح جيشهم قادرا على المواجهة المسلحة لفترات زمنية ممتدة وهو عكس الوضع في حرب أكتوبر ١٩٧٣.
وتحدثت دكتورة سحر حسن باحث بمركز تاريخ مصر المعاصر حول "تأثير حرب أكتوبر ۱۹۷۳ على اتجاهات الاقتصاد المصري".
وأشارت إلى أن نكسة ١٩٦٧ كانت ضربة للمخطط التنموي المصري. وتم وضع تخطيط استثنائي لاقتصاد الحرب حتى يتم للدولة اكتمال التسليح وإعادة بناء الجيش المصري، وهو ما أدى إلى إعادة توزيع الموارد داخل الموازنة العامة. وأدت الفجوة في الموارد المحلية إلى تزايد الاعتماد على التمويل الخارجي وهو ما تم مواجهته لاحقا بخطة لإعادة تعبئة رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية وهو ما أدى لاحقا إلى سياسة الانفتاح.
وتحدثت أ. نورا حلمي باحثة في الشأن الإسرائيلي عن
"مرتكزات العقيدة القتالية لنظرية الحروب الدينية الإسرائيلية - حرب أكتوبر ۱۹۷۳ نموذجا". وشرحت مفهوم الحاخامية العسكرية الذي تم من خلاله تديين الجيش الإسرائيلي كجيش لدولة يهودية حروبها هى امتداد لحروب بني إسرائيل ضد الأغيار من غير اليهود. وأكدت اعتمادهم على سياسة الأرض المحروقة ونقل القتال إلى أرض العدو.