استقبل المطران الياس عوده متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس الوزير السابق فارس بويز في مقر المطرانية ببيروت، كما التقى بعد ذلك بفؤاد السنيورة رئيس مجلس الوزراء اللبناني الاسبق رافقه الوزيران السابقان طارق متري وخالد قباني والدكتور أنطوان قربان.
وقال الرئيس السنيورة عقب اللقاء:
«كالعادة نأتي إلى هذه الدار لنلتقي مع المطران عوده، الأخ الكبير والصديق، ولنستزيد من حكمته ومن إيمانه بلبنان السيد الحر المستقل. ككل مرة يكون هناك حديث مطوّل حول ما يجري من شؤون وشجون وما يتعرّض له لبنان من اعتداءٍ إسرائيليّ غاشم في ظروفٍ لم يُستشر بها اللبنانيون وبالتالي أُمليت علينا هذه الأوضاع التي أدت في المحصّلة إلى هذا الهجوم والاجتياح الجوّي والبرّي الذي تمارسه إسرائيل على لبنان.
واضاف : كانت مناسبة للبحث في العديد من الشؤون التي ينبغي علينا أن نستخلص منها العظات والدروس من أجل أن نستعيد بلدنا في ظل هذه الأزمة الخطيرة التي تعصف به، من أجل إنقاذ لبنان. لبنان يتعرّض الآن لتحدّياتٍ كبرى تنال من إنسانه ومن هذه المجموعة من الضحايا الأبرياء الذين سقطوا ومن هذا العدد الكبير من الجرحى وأيضاً من الدمار ومن الإشكالات التي تحصل نتيجة لما يحصل.
وتابع : لذلك نرى أن جميع الجهود الآن يجب أن تتركّز حول إنقاذ لبنان ويبدأ ذلك من التأكيد على وحدة اللبنانيين وعلى تضامنهم جميعاً إزاء هذا الاجتياح من أجل أن يستعيدوا دولتهم السيدة صاحبة القرار الوحيد الذي يجب أن يكون في لبنان، وتعود هي صاحبة السلطة الوحيدة على الأراضي اللبنانية. هذه الدروس التي يجب أن نستخلصها من الذي جرى والذي يتطلّب، بالإضافة إلى تعزيز الوحدة بين اللبنانيين والذي كما سمعنا بأنه سيُصار غداً إلى عقد قمة روحية في بكركي وهذه خطوة مشكورة وجيدة وهي تأتي على مثال ما جرى في العام 2006 خلال الاجتياح الذي تعرّض له لبنان. جرت قمة روحية في بكركي آنذاك وهذه المرة الثانية، لأنها تعبّر عن وحدة اللبنانيين وعن رغبتهم في التضامن بين بعضهم البعض وأن يكون هذا التضامن همّه الأساس إنقاذ لبنان والحرص على أن ترجع دولته صاحبة القرار.
واشار السنيورة الى أن هذا الأمر يتطلّب أولاً أن نطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النار وهذا الأمر يجب أن يكون الصرخة غداً لتؤيّد وقف إطلاق النار والتطبيق الكامل والحرفي لكل مندرجات القرار الدولي 1701. بالتوازي مع ذلك، العودة إلى احترام الدستور الذي غادرناه ولعنّا أباه خلال كل هذه السنوات من الفراغ بعدم قدرتنا على انتخاب رئيس للجمهورية. هذا الأمر ضروري جداً أن يجري، انتخاب رئيس للجمهورية وأن تتوقّف الأعذار ويتوقف التلكّؤ والابتعاد عن احترام الدستور والقوانين التي ترعى علاقة اللبنانيين بعضهم ببعض.
واشار الى ان هذا باختصار ما جرى بحثه مع المطران الأخ الكبير والصديق الذي يشعر بما يعانيه اللبنانيون الآن من شظف العيش، من مشكلات تتعلّق بالأمن، من اضطرارهم إلى مغادرة قراهم وبلداتهم طلباً للجوء وعدم تعريض حياتهم وحياة أولادهم ومستقبلهم. إن شاء الله تكون خطوة نحو القيام بالتدرّج مباشرة في وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بكامل بنوده وأيضاً انتخاب رئيس للجمهورية.
وقال الوزير السابق عقب الزيارة:
«تباحثت مع المطران عوده بالأوضاع الراهنة وبخطورة هذا الظرف المصيري الذي يمرّ به لبنان. أود القول بأن علينا أن ندرك أن هذه الحرب ليست حرباً عسكرية، هي أخطر من حرب عسكرية، هي مشروع سياسي كبير إقليمي يتضمّن الجانب اللبناني منه، يحاول أن يقيمه نتنياهو في هذه المنطقة. هذه الحرب قد تكون حرباً خطيرة بأهدافها أكثر مما هي خطيرة بحالتها. من هنا، ما أخشاه فعلاً هو أن تحاول إسرائيل الدخول إلى لبنان، إلى حيث تستطيع، ولا حدود لها في هذا الموضوع. من أجل فرض شروط على لبنان، سيكون ربما من الصعب لا بل من المستحيل على لبنان أن يتحمّلها دون أن ينفجر الوضع الداخلي. لذلك، أعتقد أن علينا أولاً أن نسرع بموضوع انتخاب رئيس للجمهورية كي لا يتذرّع أحد بأن لا محاور في لبنان ولا أحد في لبنان يتكلّم إليه وأعتقد ثانياً أن على الدولة أن تستوعب قضية النزوح كي لا تُستعمل هذه القضية من قِبل الإسرائيليين كقنبلة موقوتة في الداخل بكل تشعّبات هذا الأمر وعلينا أن نقوم بحركيّة دوليّة بديناميكية كبيرة جداً من أجل أن لا يحصل دخول بالعمق. هذه الحرب ليست حرباً عسكرية لها أهداف مؤقتة أو موضوعية على قدر ما هي مشروع سياسي يجرّنا إليه نتنياهو».