نظم مركز النيل للإعلام بالفيوم ندوة صباح اليوم الأربعاء بعنوان " التراث والهوية وبناء الشخصية المصرية فى ظل المبادرات الرئاسية "وذلك بقاعة المؤتمرات بالمركز.
ويأتي ذلك استمرارا للحملة الإعلامية التى أطلقتها الهيئة العامة للإستعلامات تحت شعار " أيد فى ايد ... هننجح أكيد " للتوعية بالمبادرات الرئاسية وحث المواطنين على المشاركة والاستفادة منها والتى ينفذها قطاع الإعلام الداخلى من خلال مراكزه على مستوى الجمهورية تحت إشراف الدكتور احمد يحيى رئيس القطاع، وتزامنا مع إطلاق المبادرة الرئاسية"بداية جديدة للتنمية البشرية وبناء الإنسان ".
شارك فى الندوة مجموعة كبيرة ممثلة من بعض الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى ومكلفات الخدمة العامة والمرأة، حاضر فيها الدكتور شعبان الأمير رئيس الفريق البحثى للتراث وتأصيل الهوية المصرية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمى وعضو مجلس بحوث الثقافة والمعرفة وبحضور وإشراف محمد هاشم مدير المركز وإدارة الحوار واللقاء، حنان حمدى مسئول البرامج
وتناولت الندوة الإشارة لأهمية المبادرات الرئاسية ودورها فى التنمية البشرية والتوعية بأهمية المشاركة والاستفادة من تلك المبادرات والتأكيد على أهمية نشر الوعى بقضايا التراث والهوية المصرية وكيفية بناء الشخصية المصرية التى تتسم بالمبادئ والقيم والأخلاق النبيلة.
حيث أكد الدكتور شعبان الأمير أن المبادرات الرئاسية دائما نقطة فارقة ومضيئة داخل المجتمع في ظل حرص القيادة السياسية على إحداث تغييرات نوعية وبناء الإنسان المصري صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا، وتوطين مفهوم العدالة الاجتماعية من خلال تبني سياسات حماية متكاملة هادفة لرفع العبء عن كاهل المواطنين وتقديم الدعم لجميع الفئات داخل المجتمع، وتحسين جودة الحياة، مشيرا إلى ان مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى»، تهدف إلى الاستثمار فى رأس المال البشرى من خلال برنامج عمل يستهدف تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية من خلال تعزيز الجهود والتنسيق والتكامل بين جميع جهات الدولة.
وأكد الأمير، أهمية احياء قيمة وقيم التراث المادي والمعنوي في المجتمع لإثراء الحالة الثقافية للحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة. والحفاظ علي التراث الريفي المصري وتوعية الريف بقضايا التراث والهوية المصرية من خلال الجمعيات الأهلية، مؤكدا أيضا أنه إذا كنا كمصريين نفتخر بالتراث المصري وبالدولة المصرية القديمة يجب علينا استلهام الماضي والنهوض بالحاضر للبناء بالمستقبل في ظل الجمهورية المصرية الجديدة تحت قيادة واعية وحكيمة وعلى راسها الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي يولي اهتمام بالغا ببناء الانسان المصري وبالهوية المصرية وتأصيلها للاستفادة من الماضي وللعمل بالحاضر.
وأشار إلى ان من اهم سمات الشخصية المصرية أنها متوارثة علي مدار الحقب والازمنة التاريخية: وكذلك الولاء والانتماء والوطنية وحب الوطن والخوف عليه والزود عنه ورفعة شأنه ونجاحه وتعميره والمساهمة في بنائه ورفعته .
اما عن حقائق بناء الشخصية المصرية أكد أنها حقائق كثيرة بأدلة وشواهد وبراهين ووثائق ليست بورقية او كلام يقال بل وثائق وشواهد وادلة تاريخية حجرية جدران مقابر وبرديات وتراث ثابت ومنقول تحكي وتصف وتعدد في تميز الشخصية المصرية وبنائها المتين، محذرا من ان الإشكالية عند اهل الشر هو محاولاتهم العديدة في تفتيت او كسر او ضياع الشخصية المصرية أو طمس الهوية المصرية، مؤكدا ان الشخصية المصرية تعتبر نسبيا أكثر ثباتا خاصة فى مواجهة تغيرات العولمة , حيث نجد أن مجتمعات عربية أخرى قد ذابت تماما أو تكاد فى النظام العالمى الجديد بكل سلبياته وإيجابياته، وربما يعود ذلك الثبات النسبى للشخصية المصرية إلى تراكم سماتها فى طبقات حضارية عبر عصور طويلة وتأكد هذه السمات مع الزمن رغم التغيرات.
وتابع أن الشخصية المصرية شخصية عميقة الجذور تتوغل في أعماق التاريخ، تتميز بالمرونة والقدرة الدائمة على التكيف والتعايش مع المتغيرات الحضارية مما جعلها قادرة وبقوة على مواجهة التحديات والصعاب التي يفرضها هذا العصر وكل عصر .. وخاصة علاقة المصري بتراثه وعلاقته بما يستجد من متغيرات .
واشار إلى أن الشخصية المصرية تقوم على سبعة أعمدة رئيسية أربعة منها تاريخية، وثلاثة جغرافية. والأعمدة التاريخية تتمثل في الحضارات (الفرعونية – اليونانية والرومانية – القبطية – العربية الإسلامية) أما الأعمدة الجغرافية فقد تجسدت في الانتماء الجغرافي المتمثل في (البحر الأبيض المتوسط – إفريقيا – الوطن العربي).
واختتم اللقاء بالتأكيد على ضرورة نشر الوعى بأهمية الحفاظ على الهوية المصرية والحفاظ على التراث المصرى واوصى المشاركون بضرورة تكثيف التوعية لدى طلاب المدارس وشباب الجامعات بأهمية التراث والهوية المصرية.