حاول الدكتور أحمد مجدى أستاذ الدراما والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس، فى ورقته البحثية التى تحمل عنوان «تفكيك مركزية النص الشكسبيرى فى رؤية ما بعد الحداثة لقضايا عالمنا المعاصر.. نص "هاملت بالمقلوب نموذجا» الإجابة عن بعض الأسئلة المحورية وهى: كيف صاغ سامح مهران رؤية معاصرة لنصه؟ وتكشف بعض التحولات الكبرى التى تشهدها مجتمعاتنا العربية والعالمية فى ظل إشكاليات العولمة، وصعود التكنولوجيا والإعلام المرئى بشكل غير مسبوق؟
وقال مجدي، إن المجتمعات الحالية سواء فى الأقطاب العربية أو حتى فى الخارج تعانى من الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعى والمنصات الافتراضية بشكل يفوق الحدود المنطقية، وهو ما عمل خلخلة مركزية الواقع والحقيقة والمسلمات، وأصبحت البدائل تتخلص فى الانفتاح على كل ما هو خيالي حالم وافتراضي وزائف، باعتبارها القيم الجديدة، التى ينبنى عليها حقائق مجتمعات ما بعد الحداثة، فى ظل هذا الكم الهائل من التخييل والتزييف، التى تحدثه مواقع الإعلام المرئى، وهو ما تسبب فى تنحى الواقع والحقيقة، واحلال كل ما هو زائف محلهما فى بعض الأحيان.
وأشار مجدى من خلال بحثه إلى أن المسرح عملية فنية عابرة للثقافات تتخطى فكرة المركزيات المهيمنة، من أجل الغرض من الكتابة والطرح والمعالجة فى أى زمان ومكان، إذ أن بعد ظهور الفضاءات الافتراضية العمومية والتكنولوجيا الحديثة أصبحت الإشكاليات تنصب على الموضوعات الشمولية التى تخص الإنسانية عموما وليس بشرط أن تستعرض صدام المركزيات، أو تؤكد على هيمنة نص معين على التراث المسرحى الإنسانى.
جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة من المحور الفكرى «المسرح وصراع المركزيات»، التي أقيمت مساء اليوم الثلاثاء بالمجلس الأعلى للثقافة، ضمن فعاليات الدورة الـ31 المقامة حاليا فى الفترة من 1 حتى 11 سبتمبر الجارى، وتحمل اسم الأكاديمى الراحل الدكتور علاء عبدالعزيز، وبمشاركة 26 عرضا مسرحيا لـ 19 دولة عربية وأجنبية.