في قرية صغيرة بمحافظة دمياط، تعيش رغدة عبده، فتاة شابة تبلغ من العمر 27 عامًا، قصة رغدة هي قصة كفاح وإصرار، تعكس إيمانها العميق بالله وثقتها القوية بنفسها، على الرغم من كل الصعوبات التي واجهتها منذ طفولتها.
منذ نعومة أظافرها، عانت رغدة من مرض ضيق التنفس، لكن هذا المرض لم يكسر إرادتها، تقول رغدة: "أنا أكبر أخواتي، ومنذ طفولتي أعاني من ضيق التنفس، لكنني لم أستسلم لهذا المرض. أردت استكمال تعليمي والانضمام لكلية الفنون التطبيقية، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة كانت عائقًا كبيرًا."
عملت رغدة في العديد من الوظائف بعد حصولها على دبلوم الزراعة، لكنها لم تشعر بالراحة بسبب رغبتها في الحرية وعدم قدرتها على الموازنة بين العمل والدراسة. تقول: "كنت أعمل لساعات طويلة، لكنني شعرت بأنني محاصرة. كنت أرغب في العمل بحرية، وألا أكون مقيدة بجدول صارم".
في ظل هذه التحديات، خطرت لرغدة فكرة العمل كدليفري. "رغبت في أن أكون حرة في عملي، وأن أتمكن من حضور محاضراتي في معهد السياحة والفنادق. بدأت في توفير المال لشراء اسكوتر، وهو أمر لم يكن سهلًا، وعملت ليلًا ونهارًا لتوفير ثمن الاسكوتر".
لم يكن الطريق سهلًا أمام رغدة، وواجهت صعوبات كثيرة، من بينها مرضها وتنمر المجتمع. "واجهت تنمرًا وسخرية من كوني فتاة تعمل في مجال يهيمن عليه الذكور، لكنني تغلبت على ذلك بثقتي بالله وبنفسي. تعلمت القيادة وحصلت على رخصة بعد سنتين من التدريب."
كان لدعم والديها دور كبير في نجاحها "شجعني والدي على تعلم القيادة والعمل كدليفري، رغم اعتراضهما في البداية. كانا يخشيان عليّ من السخرية والمضايقات، لكنني أصررت على تحقيق حلمي."
بدأت رغدة في الترويج لعملها كدليفري لمحلات الجزارة والسوبر ماركت في منطقتها. "قمت بالدعاية لنفسي وبدأت في تلقي الطلبات. لم يكن الأمر سهلًا، لكنني كنت مصممة على النجاح".
تحلم رغدة بإكمال دراستها في معهد السياحة والفنادق، والانضمام لكلية الفنون التطبيقية والحصول على الدراسات العليا والدكتوراة. "أحلم بإنهاء دراستي وأن أصبح أكاديمية معروفة. كما أحلم بإنشاء مشروع خدمات متكاملة لتعليم قيادة العجلات والسيارات والاسكوترات."
رغدة لا تزال تواجه صعوبات، لكنها تعتبرها جزءًا من رحلتها نحو النجاح. "كل صعوبة واجهتها جعلتني أقوى. تعلمت أن أكون صبورة وأن أومن بنفسي وبقدراتي. لم يكن الأمر سهلًا، لكنني لم أستسلم".
في النهاية، توجه رغدة رسالة لكل شاب وفتاة: "تمسكوا بأحلامكم مهما كانت الصعوبات. لا تدعوا أحدًا يثنيكم عن تحقيق ما تؤمنون به. الإيمان بالنفس والإصرار هما مفتاح النجاح."
قصة رغدة عبده هي قصة إلهام للكثيرين، حيث تثبت أن الإيمان بالله والثقة بالنفس يمكن أن يتغلبا على أي عقبة، برغم كل التحديات، تستمر رغدة في تحقيق أحلامها، ملهمة الآخرين للسعي وراء أحلامهم بكل قوة وإصرار