قالت الكاتبة سارة ممدوح، مترجمة وباحثة، إن النسبة الأكبر لأعمال الجريمة المنتشرة من مترجمات لروايات عالمية شهيرة، مثل أعمال أجاثا كريستي وآرثر كونان دويل، وهو "نوع من الاستسهال للمترجمين والناشرين".
وأضافت الكاتبة والمترجمة، في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، أنه رغم وجود العديد من الكتاب في الماضي والحاضر، لكن للأسف هناك لدى البعض نوع من أنواع الاستسهال والاعتماد على سمعة هؤلاء الكتاب، حتى وإن اتسمت بعض الروايات بالسذاجة وسطحية الفكرة".
الاعتماد على سمعة الكتاب العالمية (استسهال)
وتابعت: " أدب الجريمة المنتشر حاليًا -وليس كل المتواجد- قائم على فكرة "من الجاني؟"، وهذا يعني بناء الحبكة في إطار تشويقي تصاعدي لقضية قتل أو سرقة بناء على إخفاء اسم الشخصية التي فعلت الجريمة نفسها "وهذا يُرى على إنه النوع الأكثر شيوعًا بين القراء الشباب، وهم الجمهور المستهدف لبيع هذه الكتب".
وأوضحت أن أدب الجريمة في الواقع هو "بحر من التنويعات، منها التحقيقات البوليسية -وهو النوع الشائع- والقضايا الكونية الغامضة، مثل اختفاء أشخاص والاكتشاف أنهم قد التحقوا بسفينة فضائية مثلا، والانتقام، وهو نوع يتولى فيه الشخص ذو الخصومة البحث والانتقام، والأدب الإجرامي القائم على وجود شخص غير أخلاقي ينفذ جرائم لاعتقاد شخصي".
عوامل نجاح كتابة جريمة أصلية
وعن كتابة قصة جريمة أصلية وليدة البيئة المصرية، أكدت سارة ممدوح أن هناك عدد من العوامل التي ينبغي للكاتب مراعاتها خلال العمل من أجل أن يوازن الكاتب بين متطلبات القراء وبين حرية إبداعه "فيجب عليه البعد عن المؤثرات المرئية، والكتابة بعد فاصل زمني من رؤية او قراءة عمل جريمة، والاعتماد على خريطة عمل محددة بعدد الكلمات ومؤطرة بإطار زمني؛ فيما يمكن الاستلهام من أحداث وقعت بالفعل وخلق صراع داخلي بين الشخصيات على الخلفية الاجتماعية والواقعية للقصة، وكذلك يمكن استلهام جريمة من التاريخ، ونحن تاريخنا غني بالأحداث. وأيضًا، يمكن الاستلهام من الأساطير لو فكرنا في كتابة جريمة الفانتازيا.
اللجوء الى الاستلهام المرئى
وأشارت سارة إلى أن بعض الأعمال العربية يقوم كتابها باللجوء لـ "الاستلهام المرئي"، بمعنى مشاهدة الأفلام الأجنبية الناجحة في هذا المجال ثم تطويع الإطار العام للعادات المقبولة في مجتمعنا "لكن هذا يرجع لذائقة القارئ، الذي يبحث عن الإطار البسيط المتعارف عليه، القائم على التشويق".
واستكملت: "لكن لا ننكر أن البعض اتجه لإدخال بعض العناصر الأخرى، مثل الجانب الاجتماعي للشخصيات أو الصراعات الشخصية والنفسية، لكن -من وجهة نظري- لا يزال أمامنا شوط طويل من الجرأة في الإبداع والبعد عن القوالب وعدم القلق من محاولات تغيير عقلية القارئ، وتشجيع الكاتب على الخروج من منطقة الراحة إلى عوالم الاستكشاف.
العكوف على ترجمة الأكثر مبيعًا
ولفتت الكاتبة والمترجمة سارة ممدوح إلى "دخول أنواع معاصرة من الترجمات معتمد على نفس السبب، وهو العكوف على ترجمة الأعمال الأكثر مبيعًا".