شهد الاسبوع الماضي الكثير من الانشطة البيئية والكثير من الإجراءات من قبل وزارة البيئة، على رأسها عقد اجتماعات مكبرة للاستعداد لمواجهة موسم نوبات تلوث الهواء الحادة" السحابة السوداء"
حيث استقبلت وزيرة البيئة وزير الزراعة لمناقشة الإجراءات الاستباقية لمواجهة ظاهرة السحابة السوداء قبل بدء موسم حصاد الأرز
حيث عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، اجتماعا تنسيقيًا، مع الدكتور علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وذلك لمناقشة الاستعدادت والإجراءات الاستباقية لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة المعروفة بالسحابة السوداء لهذا العام خريف ٢٠٢٤، وتحديد الأدوار والمسئوليات للوزارات والجهات ذات الصلة وضمان فاعليتها
وقد ثمنت فؤاد الاستجابة السريعة لمعالى وزير الزراعة فى التنسيق مع وزارة البيئة قبل البدء فى موسم حصاد قش الأرز للتعرف على كافة المشكلات والتحديات التى حدثت العام الماضى
وأشارت فؤاد إلى أنه سيتم عقد ورش عمل مع المزارعين لتشجيعهم على الحد من حرق المخلفات الزراعية، وتوعية متعهدي قش الأرز بآليات الاستفادة المثلى من القش، لضمان فاعلية منظومة الجمع والنقل والتخزين والتدوير بالمحافظات، بالإضافة إلي عقد ورش عمل مع المستثمرين لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة، والتعرف على المعوقات التي تواجههم.
وأشارت وزيرة البيئة إلى تعاون وزارتي البيئة والزراعة في تقديم الدعم الفني للمزارعين، وتسهيل حصول المتعهدين على المعدات التي تساهم في جمع ومعالجة المخلفات الزراعية، إضافة إلى استمرار إدارة الإرشاد في حملات التوعية بالمشاركة مع فروع جهاز شئون البيئة بالمحافظات لدعم ممارسات الإدارة الآمنة للمخلفات الزراعية، واستمرار دور وزارة الزراعة في المراقبة والمتابعة لكافة مواقع تجميع المخلفات وإرسال بيانات عن الحصاد اليومي.
وقد ناقشت الدكتورة ياسمين فؤاد المحاور الأساسية لتنفيذ خطة مواجهة فترة نوبات تلوث الهواء الحادة 2024-2025، بمحافظات الدلتا خلال موسم حصاد قش الأرز، والتى تشمل محافظات (الغربية، كفر الشيخ، البحيرة، الشرقية، القليوبية، الدقهلية) لافتة إلى انضمام محافظة أسيوط للمنظومة هذا العام ، حيث وأوضحت نتائج الرصد من خلال الأقمار الصناعية زيادة حرق حطب الذرة بتلك المحافظة.
وأكدت وزيرة البيئة على دور وزارة الزراعة كشريك أساسى ورئيسى فى عملية مواجهة نوبات تلوث الإجراءات الحادة، وعدد من الإجراءات الاستباقية ومنها العمل على توقيع بروتوكول حراسة وتأجير المعدات مع قطاع الزراعة الآلية، وإعداد قائمة محدثة ببيانات توزيع الأراضي الزراعية وكميات المخلفات المتوقعة وفقا للوضع الراهن، وربط غرفة العمليات المركزية بوزارة الزراعة بغرفة عمليات وزارة البيئة والتنمية المحلية والجهات المعنية الأخرى، والتنسيق الكامل مع غرف العمليات على مستوى الفروع الإقليمية وغيرها، والتعاون مع وزارة البيئة في وضع خطط الإدارة اللازمة.
وشددت على ضرورة اتخاذ الوزارة عدد من الإجراءات الاستباقية قبل وأثناء السحابة لضمان نجاح المنظومة، حيث يتم التنسيق مع كافة الوزارات والجهات المعنية من خلال إدارة اللجنة العليا واللجان الفرعية ومجموعات العمل بالمحافظات، والعمل على تسهيل حصول المتعهدين على المعدات التي تساهم في جمع ومعالجة المخلفات الزراعية، وإدارة فرق العمل ومحاور المرور على أماكن الأكثر حصادا للأرز، واتخاذ الإجراءات الفنية والمادية اللازمة لاستعدادات الفروع المركزية للوزارة.
ومن جانبه وجه علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الشكر الى وزيرة البيئة على تعاونها المثمر والبناء مع وزارة الزراعة مؤكدا على وضع كل امكانيات ومعدات الوزارة تحت تصرف وزارة البيئة وفي خدمة منظومة جمع وتدوير قش الارز ومشيرا الى ضرورة عرض كل السلبيات التي شهدتها المنظومة في العام من اجل تلافيها وكذلك البناء على الايجابيات التي تحققت في الأعوام السابقة والتي ساهمت بشكل كبير في القضاء على السحابة السوداء.
واضاف "فاروق" أن الاستفادة الاقتصادية من الكميات الهائلة من المخلفات الزراعية ومنها قش الارز يعد هدفاً اساسياً من أهداف التنمية الزراعية المستدامة بما يساهم في تحسين دخل المزارعين وذلك من خلال إنتاج أعلاف غير تقليدية تساعد في خفض استيراد الأعلاف المطلوبة لتنمية الثروة الحيوانية ، وتقليل الفجوة العلفية.
وأشار وزير الزراعة إلى أن عمليات تدوير قش الأرز تسهم في إنتاج الأسمدة العضوية، وإنتاج الطاقة الحيوية ومنتجات الحرف اليدوية وتوفير فرص عمل جديدة غير تقليدية للشباب لا سيما في المناطق الريفية ، بالإضافة إلى الهدف الأكبر وهو حماية البيئة من التلوث وصحة الإنسان من الأمراض.
وقد وجه وزير الزراعة قيادات الوزارة بالتعاون مع مسئولى وزارة البيئة والعمل على مدار الساعة طول فترة جمع وتدوير القش الارز مشيرا الى متابعته الشخصية للمنظومة من خلال زيارات ميدانية مفاجئة للمحافظات المصرح فيها بزراعة الأرز ومؤكدا على سياسة الثواب والعقاب لكل العاملين في المنظومة ، كما وجه "فاروق" بتكثيف توعية المزراعين سواء من خلال وسائل الإعلام او الندوات الإرشادية المباشرة في الحقول لحث المزراعين على الاستفادة من المخلفات الزراعية في تحقيق عائد اقتصادي يسهم في رفع مستوى معيشتهم.
ووجه وزير الزراعة ايضا بإنشاء غرفة عمليات مركزية خاصة بمنظومة قش الارز في ديوان عام الوزارة للتنسيق مع غرف العمليات بمديريات الزراعة في المحافظات مع اعداد قاعدة بيانات خاصة بكل العاملين في المنظومة لسهولة وسرعة التواصل معهم ليلا ونهارا وذلك للتعامل الفوري مع اي حالات حرق قش الارز لتحرير محاضر مخالفات واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين
بالتنسيق مع وزارة البيئة.
وخلال اللقاء، استعرض الدكتور على أبوسنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة مصادر وأسباب ظهور السحابة السوداء والتى تشتمل على مصادر انبعاثات متعددة تتمثل فى حرق المخلفات الزراعية - خاصة قش الأرز في محافظات الدلتا القربية من القاهرة الكبري، وحرق حطب الذرة بمحافظة أسيوط، والحرق المكشوف للمخلفات البلدية : ( القمامة ومخلفات الصناعة) في العديد من المواقع في محافظات القاهرة الكبري والدلتا، إضافة إلى الأنشطة الصناعية (كبيرة / متوسطة / صغيرة) المنتشرة حول القاهرة ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، وعوادم المركبات، فضلا عن العوامل الجوية التي تساعد على تركيز الملوثات.
وأشار أبوسنة إلى مشاركة مشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى الذي تنفذه وزارة البيئة بالتعاون مع البنك الدولى بتقديم الدعم ببعض المعدات، والمساهمة في إيجاد آلية لحوكمة عملية إدارة السحابة السوداء خلال الفترة القادمة.
وأوضح أبو سنة أن هناك إجراءات سيتم إتخاذها ومنها تفعيل الرصد والمتابعة عبر الأقمار الصناعية وأجهزة الإنذار المبكر وتحليل بيانات جودة الهواء، وتفعيل خدمات استقبال شكاوى المواطنين لمنع الحرق المكشوف لقش الأرز والمخلفات الصلبة، إضافة إلى تكثيف الندوات واللقاءات مع صغار المزارعين لتعريفهم بالإجراءات الخاصة بالحد من نوبات تلوث الهواء وكيفية الاستفادة من قش الأرز، وتطبيق العقوبات المنصوص عليها بالقانون 202 لسنة 2020 واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين.
كما شهد الاسبوع الماضي تنظيم وزارة البيئة وتحت رعاية محافظ الشرقية إجتماعاً لمناقشة الإستعدادات وعرض خطة مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال خريف وشتاء ٢٠٢٤-٢٠٢٥ بديوان عام محافظة الشرقية، وذلك بالتنسيق بين جهاز شئون البيئة، ومشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبري، الممول من البنك الدولي.
وقد أدار اللقاء السيد المهندس حازم الأشمونى محافظ الشرقية، ونواب المحافظ والسكرتير العام المساعد للمحافظ،
وأكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية خلال الإجتماع على ضرورة تضافر كافة الجهود والتنسيق والتكامل بين كافة الجهات المعنية للتصدي للحرق المكشوف للمخلفات الزراعية بالتوجه نحو إعادة التدوير لإنتاج الأسمدة والأعلاف وخفض إنبعاثات ملوثات الهواء ، تنفيذاً للبروتوكول الموقع بين وزارتي الزراعة والبيئة للإستعداد لموسم قش الأرز ومواجهة السحابة السوداء والقضاء عليها نهائياً.
كما أكد المحافظ على ضرورة تنظيم حملات توعية استباقية من خلال المساجد والجمعيات الزراعية وجهاز شؤون البيئة لمواجهة السحابة السوداء وحث الفلاحين على تجميع قش الأرز وتسليمه للمواقع التي تم تحديدها مسبقاً بكل مركز ومدينة لضمان عدم إقبال الفلاحين على عمليات حرق قش الأرز والذي يتسبب في انبعاث نوبات هواء ملوثة تؤثر على الصحة العامة للمواطنين ولإبراز القيمة الإقتصادية لقش الأرز، والتي تنعكس في استغلاله كأسمدة عضوية وأعلاف غير تقليدية لمواجهة إرتفاع أسعار الأعلاف مع مراعاة البعد الاجتماعي للفلاح.
وقام دكتور عصام عامر رئيس قطاع الفروع باستعراض، المحاور الأساسية لتنفيذ خطة مواجهة فترة نوبات تلوث الهواء الحادة 2024-2025، بمحافظات الدلتا خلال موسم حصاد قش الأرز، والتى تشمل محافظات (الغربية، كفر الشيخ، البحيرة، الشرقية، القليوبية، الدقهلية) ، مشيرًا إلى اتخاذ الوزارة عدد من الإجراءات الاستباقية قبل وأثناء السحابة لضمان نجاح المنظومة، حيث يتم التنسيق مع كافة الوزارات والجهات المعنية من خلال إدارة اللجنة العليا واللجان الفرعية ومجموعات العمل بالمحافظات، والعمل على تسهيل حصول المتعهدين على المعدات التي تساهم في جمع ومعالجة المخلفات الزراعية، وإدارة فرق العمل ومحاور المرور على أماكن الأكثر حصادا للأرز، واتخاذ الإجراءات الفنية و اللازمة أثناء وقت الحصاد.
وأكد رئيس قطاع الفروع على أن الإجراءات تشمل تفعيل الرصد والمتابعة عبر الأقمار الصناعية وأجهزة الإنذار المبكر وتحليل بيانات جودة الهواء، وتفعيل خدمات استقبال شكاوى المواطنين لمنع الحرق المكشوف لقش الأرز والمخلفات الصلبة، إضافة إلى تكثيف الندوات.
هذا وألتقت الدكتورة أميمة الصوان مستشار وزارة البيئة لإدارة المتبقيات الزراعية، خلال اللقاء مع صغار المزارعين وقامت بتعريفهم بالإجراءات الخاصة بالحد من نوبات تلوث الهواء وكيفية الاستفادة من قش الأرز، وتطبيق العقوبات المنصوص عليها بالقانون 202 لسنة 2020 واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفات، مؤكدة على أهمية التوعية بعدم حرق قش الأرز، وتعظيم الاستفادة منه لإنتاج أسمدة واعلاف غير تقليدية، ومخصبات حيوية تفيد التربة، وتساهم في زيادة الإنتاج الزراعي، واستعراض طرق الاستفادة والتصنيع وكيفية قيام المزارعين بذلك.
كما تم خلال الاجتماع الاستماع للمشاكل التي واجهت متعهدى قش الأرز خلال العام الماضى لمساعدتهم وبحث سبل تذليلها، والإستفادة من الخطط السابقة لتلافي السلبيات وتفادى أية معوقات قد تواجه تنفيذ المنظومة عند البدء فيها مع موسم الحصاد.
من جانبه أشار دكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعى بوزارة الزراعة، إلى أن منظومة قش الأرز تمثل نموذج ناجح للتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، وهو ما ظهر بوضوح خلال الأعوام السابقة والذي شهد نجاحا لتلك المنظومة، مشددا على ضرورة العمل خلال هذا العام لجعلها أكثر إيجابيا فى ظل الدعم المقدم من السادة الوزراء والمحافظين.
وأكد عزوز على تعليمات معالى وزير الزراعة بضرورة قيام اللجان المكلفة بإصدار الموافقات الخاصة بفتح مواقع ومراكز تجميع وتدوير قش الأرز والاطلاع بالمهام المنوط بها، وتكثيف الندوات الإرشادية لتوعية المزارعين، بأهمية الحفاظ على البيئة، والاستخدام الأمثل لقش الأرز والاستفادة القصوى منه، مؤكدًا على ضرورة التعاون مع المختصين بفرع جهاز شئون البيئة بالشرقية والعاملين بالمحافظة لضمان نجاح المنظومة هذا العام.
وقد تم خلال اللقاء مناقشة الفرص والتحديات التي تواجه منظومة التعامل مع قش الأرز، نظرًا لزيادة المساحات المنزرعة من الأرز، وتعرض آليات العرض والطلب على قش الأرز لظروف قد تزيد أو تتناقص من الإستفادة منه، وفى ضوء ظروف مناخية متقلبة، أصبح من الضرورى أن توحيد جهود كافة الجهات لوضع رؤية مستقبلية لتعظيم الإستفادة من المتبقيات الزراعية وتعظيم الفرص الاستثمارية.
هذا وتسعى الدولة جاهدة لتعظيم الاستفادة الاقتصادية للمخلفات الزراعية باستخدام مختلف الآليات من توعية ودعم مشروعات تجميع وتدوير قش الأرز وتحويله لأعلاف وسماد عضوي، من خلال رفع درجة الاستعداد بالمحافظات المعنية، تزامنًا مع بدء موسم حصاد الأرز لمواجهة ظاهرة حرق قش الأرز، والاتجاه لتنفيذ منظومة التخلص الآمن والتعامل السليم مع المخلفات الزراعية