الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

محمد سيد عبد التواب: نحتاج إلى كتابات مدهشة وكاتب ينقلنا إلى عوالم مختلفة

الدكتور والناقد محمد
الدكتور والناقد محمد سيد عبد التواب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يلعب أدب الأطفال دورًا حاسمًا وحساسًا فى الدفع بالطفل إلى الابتكار وتنمية قدراته وطاقاته الإنتاجية والابتكارية، فهو يحوى على الكثير من المعارف والخبرات المتنوعة، التى ينهل منها الطفل المعرفة وتنمية خياله وتوسيع مداركه، كما أن أدب الطفل يخلق سياقًا اجتماعيًّا ونفسيًّا جيدًا للطفل، كما أنه يعتبر البنية الأساسية الأولى لاكتشاف مواهب الطفل واستثارتها، ويمثل ثقافة جزئية مؤثرة على الطفل فى المرحلة العمرية التى ينمو فيها معرفيًّا ووجدانيًّا، ومن خلال هذا الأثر الذى يخلفه أدب الطفل، لايزال السؤال يطرح نفسه لماذا ينظر لأدب الطفل على أنه أدب درجة ثانية على الرغم من أهميته القسوة فى تنمية عقل الطفل وتوسيع مداركة .

وفى هذا الصدد كان لنا حوارًا مع الكاتب محمد سيد عبد التواب الناقد والأكاديمى وعضو لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى ومدير نشر كتب الأطفال بدار نهضة مصر.


تصنيف كُتاب أدب الأطفال كأدباء درجة ثانية خطأ كبير وفادح ويجب تغييره

 

وقال الكاتب محمد سيد عبد التواب لـ "البوابة" أنه للأسف فى العالم ينظر لأدب الطفل على أنه أدب درجة ثانية، فى حين أن كل الدراسات والأبحاث أكدت على أن أدب الأطفال هو أدب مستقل سواءً على مستوى الكتابة والنقد مما يؤكد أنه أدب مستقل" 
متابعًا :" وأن تصنيف كُتاب أدب الأطفال باعتبارهم أدباء درجة ثانية، فهذا خطأ كبير وفادح ويجب تغييره، لأنه كاتب أدب الأطفال هو من يُعيد تشكيل وعى وتكوين وجدان الطفل على المستوى النفسى والعقلى والمعرفى والفكري، فكيف ينظرون إليهم تلك النظرة".
القراءة للأجنة 
القراءة للطفل فى سن مبكر تجعل على الكاتب مهمة كبيرة حينما يكتب للطفل، فلابد أن يراعى عقلية الطفل والمراحل العمرية التى يمر بها، وأن يكون هناك توافق بين ما يقدمه من ألوان أدبية سواء على مستوى الشكل أو المضمون بما يتناسب مع المرحلة العمرية، وأيضًا بما يتناسب مع استعدادات الطفل الفكرية وقدراته الاستيعابية، ونستحضر هنا ما قاله رائد أدب الطفل الكاتب الكبير يعقوب الشاروني: "يجب أن يكون طول القصة مناسبًا لسن الأطفال، ففى السن الصغيرة قبل الخمس سنوات يجب أن لا تستغرق حكاية القصة أكثر من عشرة دقائق أو أقل من ذلك، لعدم قدرة الأطفال على التركيز لفترة طويلة ولسرعة إحساسهم بالملل"
ومن هنا تصبح مهمة كاتب أدب الطفل مهمة صعبة وفى هذا الشأن قال مسؤول النشر بدار نهضة مصر :" بالفعل كاتب أدب الطفل يُعيد تكوين عقلية الأطفال، وهناك الكثير من الأبحاث العلمية التى أكدت من خلالها ما أشيع من أخطاء حول المرحلة العمرية لأدب الطفل وأن القراءة للأطفال وهم فى مرحلة الأجنة وهو "فى بطن أمه" لها دور كبير فى تشكيل وجدان الطفل وأن قراءة الأم لطفلها القصص والحكايات والروايات تعمل على تشكيل هويته ولغته". 
مستكملاً :" فعبر الأدب وقراءة الأم لطفلها وهو فى الشهور الأخيرة قبل ميلاده، سوف نفاجئ أن الطفل قد تشكل بحب الاستماع والقراءة والخيال، وهذا ما خلصت إليه أخر الأبحاث العلمية فى العالم كله، وهذه نقطة يجب أن نعيها تمامًا".
المجتمعات وأدب الطفل
كما لفت إلى أن المجتمعات العربية سواء على مستوى المؤسسات أو حتى الأفراد دائمًا ينظرون إلى الأطفال باعتبارهم أقل شأنًا، ولهذا يجب أن نتحاور معهم فالعقل الجمعى للمجتمعات، يرى الطفل أقل شأنًا او أنه ليس له صوت، وهذا ما انعكس على كل ما يتعلق بالطفل حتى على مستوى الأدب المقدم له. 
مضيفًا :"وهو ما انعكس أيضًا على عدد وقيم الجوائز التى تقدم لأدباء كتب الأطفال، ومنها جوائز الدولة، على الرغم من أن هذا حدث بشكل استثنائى مع الكاتب الراحل يعقوب الشارونى رائد أدب الطفل والذى حصل على جائزة الدولة عن مجمل أعماله، إلا أنه يظل مجرد استثناء، على الرغم من أن العالم كله بدأ ينظر لأدب الطفل بنظره مغايره، وهناك بعض الدول الأوروبية بدأت تدهم كتاب أدب الطفل والرسامين، وصناع كتب الأطفال أيضًا، باعتبار أن أدب الأطفال هو الذى يشكل وعى هذه المجتمعات، كما تقوم بعمل الإقامة وبدأت بعض الدول العربية تُعيد تشكيل رؤيتها حول الطفل" .
جوائز أدب الطفل 
أما عن الجوائز التى تقدم لأدباء الطفل فى مصر أو فى الدول العربية أوضح الدكتور محمد سيد عبد التواب قائلاً :" نحن فى حاجة ماسة إلى زيادة عدد الجوائز التى تقدم لأدب الطفل وأن تكون ضمن جوائز الدولة سواء التقديرية أو التشجيعية، كما أنه على الرغم من إطلاق جائزة كامل الكيلانى لأدب الطفل ، إلا أنها لم تمنح سوى مرة واحدة وبعدها توقفت، وهنا بعض الجوائز فى الدول العربية مثل جائزة زايد للكتاب، وغيرها من الجوائز، ولكننا نحتاج إلى تضافر الكثير من الجهات لزيادة الجوائز التى تقدم لأدب الطفل، وأن تتساوى قيمتها المادية بما يقدم فى الجوائز الأدبية الأخرى، فالجوائز تعطى أمل لكاتب الأطفال ويعطى حراك كبير فى أدب الأطفال ، وهناك جائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب الكتاب، ولكننا نريد أن تزيد قيمتها المادية.
مواصفات كاتب أدب الطفل 
وعن المقومات التى يجب أن يتمتع بها كاتب أدب الأطفال قال: "أديب الأطفال الجيد يجب أن يكون ملمًا بكل شيء باللغة وفنيتها وبالمدارس  الأدبية ويتابع بشكل دقيق كل ما يطرأ على الساحة، وأن يكون ملمًا بمدارس العلوم فى كل التخصصات، وأن يفهم فى البعد النفسى للأطفال والأجهزة الحديثة التى يتعاملون عليها، وانماط تفكيرهم المتباينة، نحن فى حاجة إلى كاتب أطفال متكامل وملم بهذه التفاصيل، وقطعاً سيكون هناك أدب أطفال جيد وفى هذه الحالة يصبح لدينا أديب للأطفال مؤثر ولديه القدرة على الدخول إلى قلب وعقلية الطفل من خلال ما يقدمه من أعمال أدبية ، هو الذى يعيش والموهوب سيظل حتمًا حتى لو كان من أقصى الريف، وهناك يمكن كثير سوف يسقط وسوف يختفى.

معوقات أدب الأطفال
وعن المعوقات التى تواجه كُتاب أدب الطفل قال :" أن أى كاتب طفل يجب أن نعطى له قيمته من ناحية أن يتم تقدير عمله من دور النشر المختلفة، لأنه يقوم بعمل شيء مهم، ويجب تقديره على المستوى المادي، ويجب أن نشعره بذاته وقيمته فى المجتمع ، فلا يستطيع أن يبدع إذا شعر بعكس ذلك، لأن النفس لا تستطيع أن تكتب أدبًا حقيقًا، وأتصور  أن تكريم الكاتبة سماح أبو بكر عزت من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى هو اعتراف من الدولة بأهمية أدب الطفل، ولحظة فاصلة فى تاريخ أدب الطفل، والان علينا إعادة التكفير فيما يقدم للطفل ونحن نحتاج إلى كتابات مدهشة ونحن نحتاج إلى كاتب مختلف يستطيع أن ينقلنا إلى عوالم مختلفة. 
يجب على الدولة إعادة النظر فيما يقدم له من جوائز 
 

محمد السيد عبد التواب