الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

قبل رحيلهم.. أدباء وشعراء تنبأوا بأحداث غزة

القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الرافعى وكنفانى وتوفيق زياد يقدمون توصيات ونصائح حول مجريات الأوضاع في فلسطين

 

بات الوضع أكثر سوءا في فلسطين خاصة في شمال غزة الذي أصبح عنوانها الرئيس الآن هو الجوع والخوف الذي يسيطر على كل المدن الموجودة في قطاع غزة بالكامل منذ أن شن الاحتلال حربا عليها بعد عملية طوفان الأقصى التي قام بها المقاومة في 7 أكتوبر الماضي.

كانت نتائج تلك الحرب التي يشنها الاحتلال الغاشم على غزة في الوقت الراهن هي التدمير والتخريب والتعذيب دون أي رحمة ففرض الصهاينة سيطرتهم الكاملة على أهالي غزة حتى إنهم يمنعون وصول المعونات الإنسانية إلى السكان هناك، فأضحى الجميع هناك في حالة جياع وفقر.

البوابة نيوز ترصد تنبؤات الأدباء الراحلين حول الأحداث التي طرأت على غزة في الآونة الأخيرة وما يعاني منه سكان أهل غزة. 

مصطفى صادق الرافعي 

زعم اليهود 

الكاتب الراحل مصطفى صادق الرافعي في كتابه وحي القلم ذكر تاريخ اليهود ولما اختاروا فلسطين ليحكموا سيطرتهم عليها، ويمارس كل القوى الغاشمة التي يستعملها من تجويع وفقر وإرهاب للسكان هناك وكانه على علم بما سيحدث في فلسطين في هذه الأوقات.

يقول الرافعي : إن اليهود يزعمون أنهم شعب مضطهد في جميع بلاد العالم ويزعمون أن من حقهم أن يعيشوا أحرارًا في فلسطين، كأنها ليست من جميع بلاد العالم وقد صنعوا للإنجليز أسطولاً عظيمًا لا يسبح في البحار، ولكن في الخزائن، وأراد الإنجليز أن يطمئنوا في فلسطين إلى شعب لم يتعود قط أن يقول: أنا.
ويطرح الرافعي أسئلة حول ما يريد اليهود فعله ويطبقونه دون مراعاة لأي قوانين أو إنسانيات  فيقول لماذا كنستم كل أمة من أرضها بمكنسة أيها اليهود؟ أجهلتم الإسلام؟ .. إن الإسلام قوة كتلك التي توجد الأنياب والمخالب في كل أسد ، فهو قوة تخرج سلاحها بنفسها، لأن مخلوقها عزيز لم يوجد ليؤكل، ولم يخلق ليذل، قوة تجعل الصوت نفسه حين يزمجر، كأنه يُعلن الأسدية العزيزة إلى الجهات الأربع، قوة وراءها قلب مشتعل كالبركان تتحول فيه كل قطرة دم إلى شرارة دم ولئن كانت الحوافر تهيئ مخلوقاتها ليركبها الراكب، إن المخالب والأنياب تهيئ مخلوقاتها المعنى آخر.
يتابع الرافعي : لو سئلت ما الإسلام في معناه الاجتماعي ؟ لسألت: كم عدد المسلمين؟ فإن قيل: ثلاثمائة مليون قلت: فالإسلام هو الفكرة التي يجب أن يكون لها ثلاثمائة مليون قوة.
يؤكد الرافعي على أن سياسات اليهود التي تفرضها على فلسطين من تجويع وفقر لن تكون هي الاولى فمن قبل كانت وستستمر لكنها في النهاية لن تحقق أغراضهم التي يتمنوها فهما طال الزمان سيعود المسلمون والعرب يد واحدة تقف في وجوههم وتصدهم عما يفعلونه وإلا فلماذا كانت القبلة في الإسلام إلا لتعتاد الوجوه كلها أن تتحول إلى الجهة الواحدة؟ لماذا ارتفعت المآذن إلا ليعتاد المسلمون رفع الصوت في الحق؟.

وصية الرافعي 

يعطي الرافعي وصيته في ما كتبه عن فلسطين وكانه كان يشعر بما يحدث الآن ويعاني منه المواطنون هناك فيقول أيها المسلمون كونوا هناك، كونوا هناك مع إخوانكم بمعنى من المعاني، لو صام العالم الإسلامي كله يومًا واحدًا وبذل نفقات هذا اليوم الواحد لفلسطين لأغناها، لو صام المسلمون كلهم يوما واحدًا لإعانة فلسطين، لقال النبي مفاخرا الأنبياء:
هذه أمتي! لو صام المسلمون جميعا يوما واحد لفلسطين لقال اليهود اليوم ما قاله آباؤهم
من قبل إن فيها قوما جبارين، أيها المسلمون هذا موطن يزيد فيه معنى المال المبذول فيكون شيئًا سماويا، فكل قرش يبذله المسلم لفلسطين، يتكلم يوم الحساب يقول: يا رب، أنا إيمان فلان.

بينما الروائي الفلسطيني الراحل غسان كنفانى وصف  تأثيرات النكبة عام ١٩٤٨ على الشعب الفلسطيني، وتناول فيها عددًا من الشخصيات، ومنهم رجل فقد كل ما يملك عقب الحرب ليعيش فى المخيمات، ولكنه لم يجرؤ على التفكير فى المخيمات، والآخر الذى ارتبط ببلده ويحلم بعودة ما كان، لكنه لا يعرف كيف يمكن أن تحدث هذه العودة بعد ضياع كل شيء وشاب آخر تطارده السلطات بسبب نشاطه السياسي، ولا ينسى أحد كلمته الشهيرة " لماذا لم يطرقوا جدران الخزان؟ والتى صورت موت ثلاثة أشخاص داخل خزان سيارة دون محاولة للمقاومة، بين فيها كنفانى روح الفلسطينيين وكيف كانوا يجدون صعوبة فى مقاومة العدو الصهيوني".

الراحل غسان كنفاني 

وقال كنفاني: إن الحياة التي يعيشها أطفال فلسطين تجعلهم يكبرون قبل أوانهم، وتجعل منهم راشدين صغارا فغسان قال عند ولادة ابنه فايز "إذا أعطيتم الطفل حق البكاء حين يولد أفلا تعطوني أنا هذا الحق حين أُولد أنا بولادته"، كنفاني شعر بمسئولية كبرى تجاه ابنه وأنه أصبح والدا ودائما ما كان يراهن على الأطفال وكان يعتبرهم هم المستقبل حتى إن أدبه له تأثير كبير على الأجيال الجديدة.

الشاعر توفيق زياد 

مأساة فلسطين 

المؤرخ والشاعر الفلسطيني توفيق زياد عبر عن المأساة الفلسطينية والقضية من خلال أشعاره، فترك إرثا هائلا من الأشعار التي ناصرت القضية الفلسطينية وكان لها عظيم الآثر في نفوس الفلسطينيين، فمازال يتذكر الجميع حتى الآن قصيدة "أشد على أيديكم"، التي تعتبر أصدق تعبير عن ما يحدث في غزة الآن وكأنه فيها يقوي من عزيمة المواطنين هناك وغناها العديد من المطربين العرب، أبرزهم الشيخ إمام لتصبح جزءا من التراث الحي لأغاني المقاومة الفلسطينية.

يقول زياد في هذه القصيدة: أناديكم .. أشد على أياديكم
أناديكم // أشد على أياديكم// أبوس الأرض تحت نعالكم وأقول: أفديكم وأهديكم ضيا عيني ودفء القلب أعطيكم فمأساتي التي أحيا نصيبي من مآسيكم / أناديكم أشد على أياديكم / أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي / وقفت بوجه ظلامي / يتيما، عاريا، حافي / حملت دمي على كفي/ وما نكست أعلامي/ وصنت العشب فوق قبور أسلافي أناديكم... أشد على أياديكم!!