منذ العصور القديمة، ساهم العالم الإسلامي في إبداع العديد من الاختراعات التي أثرت بشكل كبير على المجتمعات حول العالم، وأصبحت بعضها جزءًا أساسيًا من حياة الناس، فخلال العصر الذهبي الإسلامي، الذي امتد من القرن الثامن إلى منتصف القرن الثالث عشر، ازدهرت التطويرات الطبية والفلسفية والعلمية، مما ساهم في تقدم الحضارة الإسلامية بشكل كبير.
وتعد هذه الاختراعات من بين أبرز المساهمات التي نُقلت إلى بقية العالم بعد ذلك، وما زالت آثارها واضحة في الحياة اليومية حتى الآن، فعلى سبيل المثال، فإن الرياضيات تعتبر من القطاعات التي تأثرت بشكل كبير بالإسهامات الإسلامية، وتجلت في العديد من الأساليب الحسابية والجبر، ومن جهة أخرى، فإن مجال الطب والجراحة شهد أيضًا تقدمات كبيرة في العصر الإسلامي، حيث تم اختراع الأدوات الطبية التي ما زالت تستخدم في غرف العمليات حتى يومنا هذا،
“البوابة نيوز” تعرض أبرز الاختراعات التي قدمتها الحضارة الإسلامية إلى العالم وفقًا لما نشره موقع "توب تينز" الذي أبرز أهمية هذه الاختراعات وتأثيرها العميق على التطور العالمي، وساهمت بشكل كبير في تحسين حياة البشرية على مر العصور
الجبر والأرقام
في القرن العاشر، استُعملت الأرقام التي نستخدمها اليوم من قبل المتحدثين باللغة العربية في شمال إفريقيا، وذلك بفضل وثائق "كودكس فيجيلانوس" التاريخية التي أدخلت شكلًا مبكرًا من الأرقام العربية عام 976 بعد الميلاد، وبدأ استخدام الأرقام العربية في الانتشار تدريجيًا في أوروبا منذ ذلك الحين، مما أثر في القارات الأخرى بعد ذلك.
كما ساهم المسلمون بشكل كبير في تطوير علم الجبر خلال العصر الذهبي للإسلام في القرن الثامن، ومن بين الرواد في هذا المجال كان محمد بن موسى الخوارزمي، الملقب بـ "أبو الجبر"، الذي قدم العديد من المفاهيم الرياضية الأساسية كحل المعادلات الخطية والتربيعية وطريقة الإلغاء، من خلال كتابه "الكتاب المختصر في الحساب عن طريق الإكمال والموازنة".
الطب والجراحة
كان العرب مبتكرين جدًا في اختراع الأدوات والأساليب الجراحية، والتي كان لمعظمها تأثير هائل من القرون الوسطى إلى عصر النهضة، وأحد الأمثلة البارزة هو الزهراوي المعروف باسم "أبو الجراحة الحديثة"، فإلى جانب اختراعه للأدوات الطبية، قام بتأليف مجموعته الرائعة "كتاب التصريف" أو ما يسمى أيضًا "طريقة الطب"، وبعضها لا يُزال يستخدم حتى يومنا هذا.
عجلة الغزل
تُشير الأدلة التاريخية إلى أنّ عجلة الغزل اخترعها المسلمون في القرن الحادي عشر، وتُعَدّ من الاختراعات الرائدة التي أخذت حيزًا كبيرًا خلال الثورة الصناعية، وانتشرت في أوروبا في القرون التالية، وكانت مهمة بشكل خاص لإنتاج الغزل، الذي ساهم كثيرًا في صناعة النسيج خلال الثورة الصناعية.
العدسات المكبرة
يعود تاريخ العدسات المكبّرة إلى القرن العاشر، وتمّ تناولها في "كتاب البصريات" لابن الهيثم، مخترع الكاميرا ذات الثقب، وكانت العدسة المكبّرة الأساس لاختراع النظارات في إيطاليا في القرن الثالث عشر، عندما تمت ترجمة الكتاب وتوزيعه في جميع أنحاء أوروبا في وقت لاحق في القرن الثاني عشر.
الصابون
تُشير التقارير إلى أنّ إنتاج مواد تشبه الصابون يعود إلى حوالي 2800 قبل الميلاد في بابل القديمة، وقام البابليون بصناعة الصابون من الدهون النباتية، واستخدموه في تنظيف الصوف والقطن المستخدم في صناعة النسيج، وأشهر أنواع الصابون وأقدمها، والذي لا يزال يصنع يدويًا، هو "الصابون الحلبي" أو "صابون الغار" نسبة إلى مدينة حلب السورية. كما تشتهر مدينتا نابلس في فلسطين، وطرابلس في لبنان بصناعة الصابون.
في القرن الثاني عشر، وصلت وصفة "الصابون الحلبي" إلى أوروبا، حيث تمّ إنشاء مصانع في إسبانيا وإيطاليا لإنتاج الصابون، وقام البابليون بصناعة الصابون من الدهون النباتية، واستخدموه في تنظيف الصوف والقطن المستخدم في صناعة النسيج.
وأشهر أنواع الصابون وأقدمها، والذي لا يزال يصنع يدويًا، هو "الصابون الحلبي" أو "صابون الغار" نسبة إلى مدينة حلب السورية. كما تشتهر مدينتا نابلس في فلسطين، وطرابلس في لبنان بصناعة الصابون، وفي القرن الثاني عشر، وصلت وصفة "الصابون الحلبي" إلى أوروبا، حيث تمّ إنشاء مصانع في إسبانيا وإيطاليا لإنتاج الصابون.