قصةٌ لا رابحٌ فيها ولا خاسر، ضحاياها، شاب فقد حياته، وزوجة فقدت مستقبلها، وأسرتان غارقتان في الحزن، ودرس قاس عن أهمية الحوار والتفاهم لحل الخلافات، وعن حرمة النفس البشرية التي لا يجوز التعدي عليها مهما كانت الدوافع، مقرها في قلب نجع عزبة النمر التابعة لمجلس قروي الزاره، بمدينة المنشأة جنوب محافظة سوهاج، حيث بساطة الحياة تكتنفها أسرار مظلمة، عندما هزت جريمة مروعة أرجاء المكان، تاركة وراءها صرخات حزن وندوب ألم.
فجرٌ غريب، غطى ضوءه على جريمة بشعة، عريس في مقتبل العمر، يلفظ أنفاسه الأخيرة، ضحية صراعٍ عائلي، لم يرحم شبابه، ولم يراعِ حرمة عش الزوجية.
مشهد مروع ضحيته العريس “ياسر.ع”، صاحب الـ30 عامًا، غارقٌ في دمائه، جرح ذبحي غائر في رقبته، وجروح أخرى تلطخ يديه، كأنه يروي حكاية صراعٍ لم يمهله فرصة الدفاع عن نفسه.
وصلت أصوات الصراخ إلى مسامع الجيران، فهرعوا ليكتشفوا الفاجعة، جثة هامدة، وزوجةٌ غارقةٌ في الدموع، تحكي قصة مغايرة، قصة زوجةٍ زارت طبيبة النساء لمتابعة حملها، وعادت لتجد زوجها مقتولاً.
لكن، شقوق الشك بدأت تظهر، وجروحٌ غامضةٌ على يد الزوجة، روت قصة أخرى، قصة صراعٍ لم تتحمله الزوجة الشابة، فاتخذت قرارًا قاتلاً، إنهاء حياة زوجها.
تحقيقاتٌ النيابة وتحريات المباحث، دفعت الزوجة للانهيار واعترفت بجريمتها، بسبب الخلافات العائلية التي لم تجد لها حلًا سوى القتل.
فاجعةٌ هزت أرجاء نجع عزبة النمر، روت قصة حزينة عن زواجٍ لم يكتمل، وحياةٍ انطفأت قبل أوانها.
بداية الواقعة
البداية عندما تلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مركز شرطة المنشأة، يفيد بالعثور على شاب في الثلاثينات من عمره جثة هامدة مذبوحًا داخل منزله، وعلى الفور انتقل ضباط قسم الشرطة لموقع البلاغ.
وبالفحص تبين أن الجثة لشاب يُدعي «ياسر.ع» 30 عامًا، وبه جرح ذبحي بالرقبة وجروح باليد، وجرى نقله إلى مشرحة مستشفى المنشأة المركزي وانتداب الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه.
باستجواب الزوجة «ولاء.خ» 22 عامًا، أفادت أنها خرجت لزيارة أخصائي النساء والتوليد لمتابعة حملها، وعند عودتها وجدت زوجها مذبوحًا، وأشارت إلى أنها تزوجت منذ أشهر قليلة، وبتضييق الخناق عليها بعد ملاحظة آثار جروح بيدها اعترفت بما سبق وأنها تخلصت منه ذبحًا لخلافات بينهما.