في الوقت الذى يواجه فيه أطفال غزة حرب إبادة جماعية شرسة من قبل الكيان الصهيوني، تحتفل المنظمات الدولية حول العالم باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، وهو الذى يصادف الثاني عشر من يونيو من كل عام.
ويكشف اختلاف وتباين ما تقوم به دولة الاحتلال تجاه الاطفال في غزة من قتل وتطهير عرقى وبين عمل الاطفال عموما، يجب التنويه ان العالم يكيل بمكيالين فبين مناهضة عمل الاطفال والاكتفاء بالصمت المخزى عند قتلهم طالما هم فلسطينيين وفى خضم تلك الاحداث الاليمة يرفعون شعلة الأمل في عالم يسعى للقضاء على ظاهرة استغلال الطفولة في سوق العمل وتكمن أهمية هذا اليوم في انه بمثابة منصة عالمية لتسليط الضوء على حجم وانتشار ظاهرة عمل الأطفال، وتعزيز الجهود الدولية للقضاء عليها.
إحصائيات مقلقة
طبقا لأحدث إحصائيات الواردة م المركز القومى للتعبئة والاحصاء أن 160 مليون طفل يعملون في جميع أنحاء العالم، أي ما يعادل طفل من بين كل 10 أطفال 63مليون فتاة و 97 مليون فتى منهم يشاركون في عمالة الأطفال،أى أكثر من نصف هؤلاء الأطفال يعملون في ظروف خطرة تضر بصحتهم وسلامتهم.
4% من أطفال مصر يعملون والاغلب فى الريف
قال إيريك أوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة : وفقًا لآخر التقديرات المؤسسية المحلية يبلغ عدد الأطفال العاملين في مصر حوالي 1.6 مليون طفل ويمثل ذلك ما يقارب 4.9% من الأطفال في الفئة العمرية من 5 إلى 17 سنة وقد انخفض هذا العدد من 7% في عام 2014 إلى 4.9% في عام 2021 ، ثم الى 4% فى عام 2024 .
وأكد أوشلان فى تصريحات لـ"البوابة نيوز" أنه يتواجد غالبية الأطفال العاملين في الريف حيث يعمل 122.7 مليون طفل في الريف مقابل 37.3 مليون طفل في المناطق الحضرية ويعمل 68% من الأطفال العاملين في الزراعة ،بينما يعمل 20% في الخدمات، و 10% في الصناعة،مضيفا أنه يحرم الأطفال العاملين من التعليم ويعرضهم للعمل في ظروف خطرة تُهدد صحتهم وسلامتهم ويصبحون عرضة للاستغلال ويفقدون طفولتهم.
وعن جهود مكافحة عمل الأطفال في مصر ،أردف " أوشلان " قال: إن الدولة المصرية تبذل جهود حكومية ودولية ومجتمعية لمكافحة عمل الأطفال في مصرمن خلال تنفيذ برامج تساعد الأسر على الخروج من دائرة الفقر وتوفير فرص تعليمية و مهنية للأطفال وتعزيز الوعي بمخاطر عمل الأطفال ، مشيرا الى ان التزام مصر بالاتفاقيات الدولية يمنحها افضلية في التفات المنظمة للعمالة في مصر كنموذج يحتذى به مثل اتفاقية حقوق الطفل التى تُلزم الدول بحماية الأطفال من جميع أشكال الاستغلال، بما في ذلك عمل الأطفال
وأشار إلى أن منظمة العمل الدولية: تُنفذ برامج لدعم الأسر والأطفال، وتوفير فرص تعليمية ومهنية لهم، مبادرات المجتمع المدني: تُنظّم المنظمات غير الحكومية حملات توعوية ودعوة للالتزام بحقوق الأطفال.
الفقر وقلة الوعى أبرز عوامل سخرة الأطفال
فى ذات السياق تقول الدكتورة منى خليل مديرة مركز عدالة لحقوق الطفل عن أسباب عمل الأطفال أن الفقر المدقع من أهمّ الأسباب التي تدفع الأسر إلى إرسال أطفالهم للعمل ويليه الحرمان من التعليم: يُحرم العديد من الأطفال من التعليم، ممّا يجعلهم أكثر عرضة للاستغلال في العمل،و تساهم النزاعات والحروب في تفاقم ظاهرة عمل الأطفال، في بعض المجتمعات، تُمارس عادات وتقاليد تُجبر الأطفال على العمل
وأوضحت منى خليل فى تصريحات لـ"البوابة نيوز " ان من أبرز آثار عمل الأطفال حرمان الأطفال من التعليم وهو حقهم الأساسي ، مما يعيق فرصهم المستقبلية، الضرر بالصحة حيث يعرضهم للعمل في ظروف خطرة تُهدد صحتهم وسلامتهم،ويصبحون عرضة للاستغلال والإساءة من قبل أرباب العمل وفقدان الاستمتاع بطفولتهم والعيش بأمان.
وعن جهود مصر مكافحة عمل الأطفال ،ختمت نه يجب على الدولة أن تتضافر ما تبذله مع الافراد والمؤسسات الاعلامية وممثلى المجتمع المدنى في الحد من هذه الظاهرة وذلك عبر نشر التوعية حول مخاطر عمل الأطفال بين العائلة والأصدقاء والمجتمع ، وأيضا دعم المنظمات التي تعنى بحقوق الأطفال ، مرورا بالمسؤولية المجتمعية والتى تعنى مقاطعة المنتجات التي ينتجها أطفال، والإبلاغ عن حالات عمل الأطفال للجهات المختصة لتتخذ الاجراءات الفاعلة لعلاج هذه الكارثة ، لافنة إلى أن القضاء على عمل الأطفال مسؤولية عالمية تتطلب تضافر الجهود من الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والأفراد. فلنجعل اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال مناسبة للتأكيد على التزامنا بحماية حقوق الأطفال، وبناء عالم خالٍ من استغلال الطفولة