السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

"أختك مشيها بطال".. حكاية مقتل "أرزاق" على يد شقيقها في الصف

أرشيفية
أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"أختك مشيها بطال.. حكاية مقتل "أرزاق" على يد شقيقها فى الصف

المتهم شك في سلوك شقيقته ولاحظ مرضها فقضي عليها بحبة الغلال السامة

الاتصال بين المجني عليها وابنتها كشف جريمة الخال

المتهم: بقت سيئة السمعة وجوزها طردها من البيت

دائمًا ما تكون الأخت هي الأم الثانية لأشقائها، وهي حلقة الوصل والحل في وقت الأزمات والخلافات، تهدأ لها العاصفة وقت قيامها بين الأشقاء، هي المصلح داخل المنزل الواحد، ولِمَ لا وهي تحمل بين ضلوعها قلبًا يحمل حب الكون لأسرتها.

ودائمًا ما تكون العلاقات والروابط الأخوية هي الأقوى والأكثر استمرارية وبالأخص الأخت لشقيقها، فتكون المعاملة بينهما هي الأكثر مرونة وتختلف بين الشقيقين الذكور أو الشقيقتين الإناث، هذا ما عهدناه ومتعارف عليه وما تحاول ثقافتنا ترسيخه في الوجدان منذ الصغر.

ولكن هناك في إحدى قري مركز الصف جنوب محافظة الجيزة أنهي "محسن" والذي يعمل حداد مسلح، تلك العلاقة الأخوية الأبدية بجريمة قتل مروعة تخلص فيها من شقيقته "أرزاق" التي أتمت عامها الخامس والثلاثين قبل أشهر قليلة بحجة شكه في سلوكها مستخدما قرص الغلال السام للهروب بجريمته دون كشفها ولكن هيهات فليست هناك جريمة مكتملة فقد اتصلت المجني عليها قبل وفاتها بدقائق بنجلتها البالغة من العمر 15 سنة، وتبلغها بأن خالها قد أعطاها حبة مجهولة وأنها تشعر بحالة إعياء.

البداية تعود ليومين سابقين عندما اتصل زوج "أرزاق" بشقيقها "محسن"، ليخبره بضرورة الحضور وأخذ شقيقته من منزل الزوجية بسبب سوء سمعتها وتردد أحاديث عنها في الشارع.. "تعالي يا محسن خد أختك.. الناس كلت وشي وسيرتها بقت على كل لسان".. لم يحاول الشقيق الدفاع عن شقيقته ولكنه وضع اليقين في كلام زوج شقيقته.

الناس بتتكلم عليكي 

وذهب وعاد بشقيقته إلي منزل أسرتهم، وفور الدخول بادر الحداد شقيقته "الناس بتتكلم عليكي ليه يا أرزاق؟" حاولت السيدة الدفاع عن نفسها وكونها مظلومة وأن الأهالي لم يروا عليها شيئا ولكن لرفضها الحرام حاولوا تشويه صورتها، لم تشف تلك الدفوع غليل الأخ وذهب مغادرا المنزل مستشيط غضبا.

وخلال سيره وصل لقراره الأخير بالتخلص  من شقيقته "أرزاق" ولكن ينقصه الخطة وسلبه الشيطان عقله وقام بشراء حبة الغلال السامة الخاصة بحفظ الغلال، وقام بالعودة إلي المنزل منتظرا الوقت المناسب، لم يمر سوي يوم والثاني حتي شعرت الأخت بتعب مفاجئ.

الحبة القاتلة

وقالت لأخيها أنها متعبة فقرر إكمال خطته وخرج وعاد إلي المنزل حتي يثبت لها ذهابه إلي الصيدلية وعودته مرة أخري وقام بإعطائها حبة الغلال "خدي البرشامة دي هتريحك".. تناولت السيدة الحبة وعند شعورها بالإعياء التقطت هاتفها.

مكالمة كشفت الجريمة

واتصلت بابنتها بمنزل والدها لتخبرها بأنها تحبها كثيرا وعند سؤال الابنة بما تشعر به الأم أجابتها "خالك محسن شربني برشامة وحاسة أني بموت"، دقائق قليلة حتي لفظت السيدة أنفاسها الأخيرة متأثرة بحالة إعياء شديدة.

لم يكن الأخ يعلم بمكالمة شقيقته لابنتها بل حمل جثمان شقيقته وهرول إلي المستشفي تسابق دموعه دقات قلبه، "الحقوني أختي مبتنطقش" وبتوقيع الكشف الطبي عليها بمعرفة مفتش الصحة تبين وفاتها.

ولكن يبقي موتها لغزا حيث تم إبلاغ مركز شرطة الصف بمديرية أمن الجيزة وحضر المقدم محمد العشري رئيس وحدة المباحث إلي المستشفي وبدأت رحلة البحث والتحري للوقوف على أسباب "أرزاق" في ظروف غامضة ولا توجد بها ظاهريا ما يثبت وفاتها.

طلب رئيس وحدة المباحث من معاونيه إحضار زوج وابنة المتوفاة وبحضورهما ومناقشتهما بدأت أصابع الاتهام تشير نحو شقيق المتوفاة حتي قطعت ابنة المجني عليها كل الشكوك ووجهت كلمات وضعت الأمور في نصابها وجعلتها من وفاة طبيعية نتيجة توقف عضلة القلب إلي جريمة قتل نكراء.

حيث أفادت الفتاة بأن والدتها تواصلت معها هاتفيا وأخبرتها بأن خالها قام بإعطائها حبة مجهولة وشعرت بعدها بحالة إعياء، وجري ضبط المتهم والذي اعترف بارتكابه الواقعة وإعطائها حبة الغلال السامة لشكه في سلوكها.

تفاصيل الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث مركز شرطة الصف بمديرية أمن الجيزة بتلقيهم إشارة من المستشفي تفيد باستقبال ربة منزل 35 سنة، مصابة بحالة إعياء ولفظت أنفاسها خلال محاولات إسعافها ومقيمة بدائرة المركز.

وعلي الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ وبالفحص تبين العثور على جثة ربة منزل ترتدي ملابسها كاملة لا توجد بها ثمة إصابات ظاهرية، وبسؤال نجلة المتوفاة 15 سنة، أفادت بأنها قامت بالاتصال يوالدتها قبل الوفاة مباشرة لتخبرها المتوفاة أن شقيقها "خال الفتاة" قد أعطاها علاجا ثم حضرت متوفاة إلي المستشفي.

وبمناقشة شقيق المتوفاة وبتضييق الخناق عليه اعترف بقتل شقيقته بتسميمها بحبة الغلال السامة لشكه في سلوكها وجري التحفظ على المتهم وبالعرض علي النيابة العامة والتي أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليها وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية أسباب الوفاة.

وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحة لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات واصطحب فريق من النيابة العامة المتهم إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة وصحيفة الحالة الجنائية للمتهم ولا تزال التحقيقات مستمرة.