الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

بين التشدد والتفريط.. «تكوين» يتسبب في جدل واسع.. تأكيدات عدم المساس بالثوابت الدينية تقابلها براهين للنيل من أخلاقيات وقيم الأمة.. وصفحات التواصل الاجتماعي تنتفض للمطالبة بإغلاق المركز

إسلام بحيري
إسلام بحيري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثار انطلاق المؤتمر السنوي الأول لمؤسسة «تكوين الفكر العربي» تحت عنوان: «خمسون عاما على رحيل طه حسين.. أين نحن من التجديد اليوم»، في المتحف المصري الكبير، جموع كبيرة من مختلف فئات الشعب المصري والعربي.
ظهر ذلك جليًا من خلال تدوينات رواد السوشيال ميديا على منصات التواصل الإجتماعي، بين مؤيد ومعارض لهذا الكيان الذي رآه البعض بابًا خلفيًا للإلحاد، بينما رآه آخرون أنه إطلالة أمل لتجديد الفكر.
تضم مؤسسة «تكوين» في عضوية مجلس أمنائها عددًا من المفكرين العرب؛ وهم الدكتور يوسف زيدان (مصر)، والدكتور فراس السواح (سوريا)، وإبراهيم عيسى (مصر)، والدكتورة ألفة يوسف (تونس)، والدكتورة نادرة أبي نادر (لبنان)، وإسلام البحيري (مصر).

للنيل من ثوابت الدين وأخلاقيات وقيم الأمة

البداية كانت من خلال تدوينة الدكتور عباس شومان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حيث قال في تدوينة على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك»، "تتابع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء حقيقة ما ينشر عن تكوين، كيان للنيل من ثوابت الدين وأخلاقيات وقيم الأمة، وسيتخذ ما يلزم بعد الوقوف على الحقيقة.
سرعان ما ظهر إسلام بحيري عضو مجلس الأمناء، في برنامج الحكاية مع الإعلامي عمر أديب  لبيان حقيقة الأمر والتوجهات من الناحية الفكرية والدينية، قائلًا: إن «تكوين» مؤسسة فكرية ثقافية وليست مؤسسة دينية، وتحترم كل الأديان وليست في صدام مع الأزهر أو الكنيسة.

تحريك المياه الراكدة في المجتمع

ولفت أنها تهدف إلى إرساء قيم التسامح بين الأديان والجماعات والمجتمع، وهدفها تحريك المياه الراكدة في المجتمع، كما أنها تهدف لمساعدة المؤسسة الدينية في محاربتها للتطرف.

لا تمس الثوابت الدينية

وعلق على الخطأ الذي وقعت به إحدى الباحثات العاملات في المؤسسة بشأن أبناء السيدة خديجة، قائلًا: أن الخطأ وارد والأخطاء الصغيرة لا تؤثر في كيان كبير أو باحثة واعدة.

مفتي الجمهورية الأسبق شاهد ودليل  

وأشار إلى أن مفتي الجمهورية الأسبق، الدكتور علي جمعة تعرض لهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب أفكار أثارها في برنامجه "نور الدين"، خلال شهر رمضان الماضي، معلقًا "الراجل تسامح وقال آراء تنشئ فكرة جيدة عن التسامح في الإسلام، الغوغاء لم يعجبهم مفتي مصر.. هل الحل نمشي وراء الغوغاء؟".
لهذا أكد نشطاء السوشيال ميديا أن مفتى الجمهورية الأسبق لم يكن يومًا بهذا التفريط الذي وصفه به «بحيري»، متداولين مقطع فيديو يظهر فيه الدكتور على جمعة وهو يهاجم الأفكار التي تشرع تكوين في نشرها.

علي جمعة يرد

بدوره، ظهر الدكتور علي جمعة، في بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لهيئة كبار علماء الأزهر الشريف على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تحدث فيه عن المثقفين، الأمر الذي جعل الكثير ممن شاهدوا الفيديو اعتبروه أنه يلمح لمركز «تكوين» وأعضائه الذين أثاروا الجدل مؤخرًا.
قال مفتي الجمهورية الأسبق -خلال الفيديو- "اجتمع المثقفون ويا ليتهم لم يجتمعوا، في حرية لا تلزم الإيمان بالله، في خيبة من كفر بالله، ووضع لم يلتزم بالقيم فيوكسه من أراد أن يخرج عن قيم وأخلاق أرادها الله لنا، وبتفكير معوج يتكلم بلا برهان ولا علم ولا تأمل ولا تدبر.

صور لهم تفكيرهم الغبي التخلص من رجال الدين

وتابع: "صور لهم تفكيرهم الغبي التخلص من سلطان الدين ورجال الدين، وليس في الإسلام رجال دين، وليس في الإسلام من يستطيعوا التشريع، ففي الإسلام حملة ونقلة، وعلماء حملوا هذا العلم، فليس هناك هذا التعبير وهذا الاستعمال، فالموجود هو علماء الدين فقط".
أثارت صورة أعضاء مجلس أمناء «تكوين» وبجوارهم زجاجة مشروب كحولي «بيرة» الأمر الذي أثار سخط العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تساءلوا كيف يناقش المركز ثوابت الدين مع زجاجة «بيرة»؟.

هاشتاج  «إغلاق مركز تكوين» يتصدر محركات البحث

تفاعل النشطاء مع هاشتاج  «إغلاق مركز تكوين»، الذي تصدر تريند مصر عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فعلق أحدهم قائلًا: "بيرة ستلا.. بمناسبة إفتتاح مؤسسة تناقش السنة النبوية والتاريخ الإسلامي؟، وناشد آخر شيخ الأزهر للتدخل، وخاصة أن المركز يناقش ثوابت الدين والسنة النبوية، من غير المتخصصين، متخوف من هدم ثوابت الدين. 
هاجم علاء، نجل الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، مركز التكوين بعد صورة المشروب الكحولي التي أعاد نشرها على صفحته بمنصة التواصل الإجتماعي «أكس».


البيرة بتاعت مين يا عفاريت

قال علاء مبارك -عبر حسابه بمنصة «إكس»- لماذا الحديث والكلام الكثير والهجوم على هذا الكيان! المركز أعلن أن من أهدافه نشر التنوير ونقد الأفكار الدينية المتطرفة وتعزيز قيم العقلانية وده كلام جميل جّدًا ومحترم بس المشكلة أن هذا المركز يضم في الحقيقة بعض الأشخاص من أصحاب الأهواء الذين يشككون أساسًا في السنة النبوية والعقيدة ومنهم من يسيء للصحابة رضى الله عنهم ومنهم من شكك في رحلة «الإسراء والمعراج» منكرًا وجود المعراج.
واختتم: "نسيبنا من ده كله بقى ونسأل السؤال المهم والأهم إزازة البيرة الإستيلا المشبرة دي اللي في الصورة بتاعت مين يا عفاريت".

يوسف زيدان يهاجم علاء مبارك

رد عليه، «زيدان» -في تدوينة على صفحته بمنصة «أكس»- قائلًا: "الأستاذ علاء مبارك.. لن أرد على سفاهاتك التافهة هذه، احترامًا لما بذلته السيدة والدتك من جهد واهتمام لإعادة مكتبة الإسكندرية إلى الوجود، وبالمناسبة، أنا الذي كتبت الكلمة التي ألقاها والدك في الافتتاح العالمي للمكتبة.. فماذا فعلت أنت طيلة عمرك!".
ورد علاء مبارك، قائلًا: " الأستاذ يوسف زيدان.. منتهى البجاحة من حضرتك إقحام والدتي في الموضوع، من الواضح انك فاقد التركيز والتمييز ربما نتيجة تناول بعض المشروبات التي تجعلك تكتب وتهبد في الكلام بدون وعي مع حساب وهمي ومزور parody account واضح وضوح الشمس للجميع، نصيحة لا تكتب وانت في هذه الحالة، صباح الفوقان".

حقيقة مركز «بيان» التابع للأزهر

وتداول رواد ونشطاء أخبارًا تشير إلى أن الأزهر أنشأ مركزًا خصيصًا يحمل اسم «بيان» للرد على مؤسسة تكوينة، وتبين أن هذه الوحدة أنشأها الأزهر الشريف منذ أكثر من خمس سنوات وتحديدًا في عام 2019، وليس أول أمس كما يدعي البعض، ويقول: إنه تم إنشاءها للرد على مؤسسة «تكوين» فحسب.
وأعلن الإعلامي عمرو أديب، الإعداد لإجراء مناظرة بين الشيخ عبدالله رشدي باحث الدعوة بوزارة الأوقاف، والباحث إسلام بحيري عضو مجلس أمناء «تكوين»، عبر برنامج «الحكاية» على قناة «إم بي سي» مصر.

عمر أديب يعلن عن إجراء مناظرة

من جانبه، كتب الشيخ عبدالله رشدي عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي «إكس»:"طرح الإعلامي عمرو أديب اسمي لإجراء حوار بيني وبين تكوين، وأبدى إسلام بحيري استعدادَه، وأنا أيضاً مُستَعِدٌّ متى حُدِّدَ الوقتُ لذلك إن شاء الله".
ورد الإعلامي عمرو أديب على منشور عبدالله رشدي قائلا:"أهلا وسهلا بحضرتك، سنقوم بالإعداد الجيد لهذه الجلسة ونحدد موعدها قريبا".

تهديد بالانسحاب من تكوين

كان الكاتب يوسف زيدان، قد أكد أنه لا صحة للأنباء حول عقد مناظرة بين عضو المؤسسة إسلام بحيري، والشيخ عبد الله رشدي، مضيفًا في تعليق عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك»: "إذا أُقيمت هذه المناظرة المعلن عنها لأي سبب كان، فسوف أنسحب من عضوية مجلس أمناء المؤسسة، وأقطع صلتي بها".
من جانبه نشر «رشدي» على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: ‏عاجل.. هددَّ يوسف زيدان بالانسحاب من تكوين في حال تمت المناظرة بين عبدالله رشدي وإسلام بحيري"، متعجبًا عن أسباب تهديد يوسف زيدان بالانسحاب، بتعليقه: «بم تفسرون ذلك».

تعليق: 

بات التجديد ضرورة ملحة، ولكن بضوابط بناءة متجردة من أهواء أو إملاءات أو أغراض، ويقوم به أهل الذكر المختصين، حيث أن من سبقوهم اجتهدوا بآليات عصرهم، التي لا تُناسب عصر الذكاء الإصطناعي المرعب، ولا يقبلها منطق أو عقل الحاليين.
هناك فراغ كبير يساير ثقب الأوزون في إتساعه، والنتيجة ربما تجعلنا نتقهقر أكثر وأكثر فكريًا وثقافيًا وحضاريًا بدعوى التراث لو لم يملؤه أهله، الجهل ينحر في نخاع المجتمع، الذي من ثم يرغب في زراعة أفكار يظن أنها صحيحة، وتجعله يحيى، والحق إنها تقتله، فخير الخلق صلى الله عليه وسلم حذر من الوضوء بماء راكد.
وطبقًا لإسلام بحيري، أنه قال إن الثوابت لا تُناقش،  وعندما سُأل عن الثوابت بالنسبة له قال هي «القرآن الكريم»، فالسؤال هنا: هل يُعقل إننا لا نناقش القرآن؟، والمناقشة هنا تعني التدبر والتفكر، كما قال تعالي: «أفلا يتدبرون.. أفلا يعقلون».
وهنا يمكننا القول أنه لا بد من مناقشة القرآن الكريم وفهمه وتدبره، حتى نجدد في أمور ديننا ونقدم الدين في ثوبه الجديد بلغة العصر، وأخيرًا نخلص إلى أن أراء إسلام بحيري متناقضة مع بعضها البعض حيث أنه يرديد أن يجدد ولا يريد أن يُناقش القرآن وتركيزه فقط على السنة والسيرة النبوية.