انطلق برنامج البناء الثقافي للأئمة والواعظات بمديرية أوقاف الفيوم، اليوم الأربعاء، تحت عنوان: "لغة القرآن الكريم وأثرها في الحفاظ على الهوية الدينية والوطنية والنهوض بالمجتمع"، وذلك بمسجد النور التابع لإدارة يوسف الصديق، جاء ذلك بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وبحضور الدكتور عادل عبد التواب أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، والدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، والشيخ فتحي جاد الرب مسؤول الإرشاد بالمديرية، ومديري الإدارات الفرعية وجمع غفير من الأئمة.
أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: اللغة العربيّة من اللّغات الساميّة
وفي كلمته أكد الدكتور عادل عبد التواب، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، أن اللغة العربيّة من اللّغات الساميّة التي ما زالت مُحافظة على تاريخها اللغويّ والنحويّ منذ قديم الزّمان فهي لغة القرآن الكريم، والأحاديث النبويّة الشّريفة، وهو الشيء الذي ساهم في تعزيز قيمتها ومكانتها عند العرب والمسلمين، مبينًا أنها تتمتّعُ بخصائص لغويّةٍ تميّزها على غيرها من اللغات، والتي تظهر في بيان ووضوح مفرداتها وكلماتها، مشيرًا إلى أن الدعاة عليهم أن يتميزوا بأدائهم اللغوي والبلاغي في الخطب والمواعظ حتى يتموا عملهم الوطني والديني على أكمل وجه.
وفي كلمته أكد الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، أن الداعية صاحب رسالة عظيمة، وهي رسالة الدعوة والتبليغ عن الله (عز وجل) ورسله (صلى الله عليه وسلـم)،واللغة العربية هي السبيل لتوصيل هذه الرسالة وتبليغها، ومن هنا تحتم على كل داعية أن يجيد لغة القرآن الكريم، وأن يرقى بأدائه البياني والمعرفي، وهو ما يشرف مهمة الدعوة إلى الله( عز وجل)، حيث يقول (سبحانه):"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، والحفاظ على اللغة العربية حفاظ على الهوية، ثم ختمت فعاليات هذا البناء بانعقاد مقرأة للسادة الأئمة، وتبعها مجلس الصلاة والسلام على خير البرية.
ويأتي ذلك في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بنشر الفكر الوسطي المستنير، وتفعيلًا لبرنامج البناء الثقافي للأئمة والواعظات.