الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الوجه الآخر .. للسيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نصيحة "أخوية" .. لا تغرنك صورة السيسي الوادعة الطيبة، ولا صوته الحنون الهادئ؛ لأنك هكذا ستكون جاهلًا بحقيقة الرجل ..
فإذا جاءك رئيسًا لتعلم أنه ليس كذلك أيها المواطن العاطفي..
فالرجل يبدأ عمل يومه في الخامسة صباحًا، وهو توقيت نومك المعتاد بعد أن تكون قد شاهدت عشر قنوات فضائية على الأقل ضاربًا بالعمل - خصوصًا إذا كان حكوميًّا – عرض الحائط ..
والرجل يريد لكل يد مصرية أن تصبح عاملة، منتجة، وأنت تريد زيادة في راتبك، أو أن تنظم اعتصامًا مفتوحًا، أو على الأقل وقفة احتجاجية صاخبة.
والرجل يريد أن تأكل مما زرعته يداك، واستكفيت به ذاتيًّا عن العالمين، وأنت تريد الأيسر والأسهل؛ أن تأكل مما زرع الآخرون، حتى لو كانوا أعداءك الأبعدين "الأمريكان مثلًا" ..
والرجل يريدك أن تمشي في الشارع أنت وأبناؤك مطمئن البال غير هياب من سيارة مفخخة يقودها مخبول مغسول "المخ" ومنحرف الفكر، قد تودي بك موارد التهلكة، فلا يتبقى من جسدك شيء يمكن الصلاة عليه، وأنت لا تتكاسل عن مساعدة رجال الأمن في حربهم الضروس ضد هذه الجماعات الإرهابية حتى بمعلومة وتظل سلبيّا متفرجًا وكأنك تعيش في بلد آخر..
كما يريدك غير وجل من متخلفين عقليّا يرون صلاة الجمعة فرصة للتجمع، والمساجد "قواعد" انطلاق للأذى في الطريق ولقتل المسلم الذي قد يكون مجاوره في الصلاة التي صلى منذ قليل، لكنك تؤثر السلامة ولا تنزل للصلاة أصلًا، وتضيع على نفسك فرصة أن تواجه خطباءهم الأدعياء الذين يدعون للفتنة تحت داعي الجهاد، ولا يدعون إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة..
إن ما يبطنه عبد الفتاح السيسي غير ما تعلنه ملامحه، فاحذر أيها المواطن الذي اعتاد على الفوضى ويعيش بها، بل ويدافع عنها باعتبارها "أسلوب حياة" ..
واحذر أيها المواطن الذي أصبح لا يقيم وزنًا لجيرة فيحتل سرادق زفاف أبنائه عرض الطريق حتى يغلقه، ويؤجر فرقة "دي جي" صاخبة لا تحسب حسابًا لمريض أو لطالب يستذكر دروسه، أو لصغار ينامون مبكرًا ليذهبوا إلى مدرستهم صباحًا، أو لمشاعر حزن لأسرة فقدت عزيزًا لديها صباح نفس اليوم الذي تثقل فيه بفرحك على الناس..
واحذر أيها السلبي الذي فقد نخوة وشهامة ابن البلد، وتحول لكائن آخر غير الذي كنا نسميه "أبو الشهامة والجدعنة"، وأصبح عاقًّا بأبويه لا يصل رحمه ولا يحض على مكارم الأخلاق، ولا يدفع السيئة بالحسنة، ولا يحفظ جاره في أهله وماله..
فإذا كنت أيها المواطن من غير هؤلاء، فاعلم أن السيسي لك لا عليك، واعلم أن القانون سيسود، وأن قيمة العمل في ذاته ستعود، وأنك ستأكل مما تزرعه أرضك، وستلبس مما تصنعه مصانعك، وستعيش حاضرك مستريح النفس، وتأمل في مستقبل أبنائك الواعد في وطن عزيز وغالٍ، رايته خفاقة عالية، ولا تنتظر من السيسي أن يسعى إلى معونة خارجية ليعطيك راتبًا لا تستحق ..
أيها المواطن .. أقولها لك مرة أخرى نصيحة "أخوية" .. لا تغرنك صورة السيسي الوادعة الطيبة، ولا صوته الحنون الهادئ؛ لأنك هكذا ستكون جاهلًا بحقيقة الرجل ..