أَلا مَن لِمُعتادٍ مِنَ الحُزنِ عائِدي
وَهَمٍّ أَتى دونَ الشَراسيفِ عامِدي
وَكَم مِن أَخٍ لي ساهِرِ اللَيلِ لَم يَنَم
وَمَستَثقِلٍ عَنّي مِنَ النَومِ راقِدِ
وَما الشَمسُ ضَوءَ المُشرِقينِ إِذا بَدَت
وَلَكِنَّ ضَوءُ المُشرِقينِ بِخالِدِ
سَتَسمَعُ ما تُثني عَلَيكَ إِذا اِلتَقَت
عَلى حَضرَمَوتٍ جامِحاتُ القَصائِدِ
أَلَم تَرَ كَفَّي خالِدٍ قَد أَدَرَّتا
عَلى الناسِ رِزقاً مِن كَثيرِ الرَوافِدِ
وَكانَ لَهُ النَهرُ المُبارَكُ فَاِرتَمى
بِمِثلِ الزَوابي مُزبِداتٍ حَواشِدِ
فَما مِثلُ كَفَّي خالِدٍ حينَ يَشتَري
بِكُلِّ طَريفٍ كُلَّ حَمدٍ وَتالِدِ
فَزِد خالِداً مِثلَ الَّذي في يَمينِهِ
تَجِدهُ عَنِ الإِسلامِ مِن خَيرِ ذائِدِ
الفرزدق