نفذت مدرسة طه حسين الإعدادية بنين، التابعة لإدارة طور سيناء التعليمة، ورشة عمل لتدريب طلاب المدرسة على كيفية صنع الفوانيس الخاصة بشهر رمضان الكريم، ضمن خطة عمل المجال الصناعي، ويعد الفانوس أحد مظاهر الفرحة لدى الجميع بحلول الشهر الكريم ويدخل البهجة والسرور على كل أطياف المجتمع، وأنتجت الورشة فانوس خشبي ضخم يعد هو الأكبر على مستوى المدارس.
ويأتي ذلك تحت رعاية محمد حامد عقل، وكيل وزارة التربية والتعليم بجنوب سيناء، وإشراف عام عادل عتلم، وكيل المديرية، وأحمد غيث، مدير عام إدارة طور سيناء التعليمية، ومحمد ربيع، موجه عام المجال الصناعي، وتولى الورشة أيمن عبدالمقصود ، معلم المجال الصناعي بالمدرسة، ومتابعة إيهاب رزق الصديق مدير المدرسة.
وجذب فانوس رمضان، الكثير من طلاب المدرسة وزائريها ومتابعيها؛ لالتقاط العديد من الصور التذكارية بجواره، احتفالا بقرب شهر رمضان المبارك.
قصة فانوس رمضان
وقال الدكتور عبدالرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار لــ"البوابة نيوز": إن المصريين عرفوا فانوس رمضان منذ 15 رمضان 362 هـ /972 م حين وصول المُعزّ لدين الله إلى مشارف القاهرة ليتخذها عاصمة لدولته وخرج أهلها لاستقباله عند صحراء الجيزة فاستقبلوه بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب، وقد وافق هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليلًا ومن يومها صارت الفوانيس من مظاهر الاحتفال برمضان.
ويشير ريحان لأصل كلمة "وحوى يا وحوى" المصري القديم فكلمة (أيوح) معناها القمر وكانت الأغنية تحية للقمر وأصبحت منذ العصر الفاطمى تحية خاصة بهلال رمضان، وهناك رأى آخر يقول أن وحى يا وحى أغنية فرعونية والنص الأصلى للأغنية هو "قاح وي واح وي، إحع" وترجمتها باللغة العربية أشرقت يا قمر وتكرار الكلمة فى اللغة المصرية القديمة يعنى التعجب ويمكن ترجمتها أيضا "ما أجمل قرفتك يا قمر وأغنية "وحوي يا حوي إيوحه" هى من أغانى الاحتفاء بالقمر والليالى القمرية وكان القمر عند الفراعنة يطلق عليه اسم "إحع".
وبعد دخول الفاطميين إلى مصر وانتشار ظاهرة الفوانيس أصبحت الأغنية مرتبطة بشهر رمضان فقط بعد أن ظلت أزمنة مديدة مرتبطة بكل الشهور القمرية طبقًا لدراسة أثرية لعالم الآثار الإسلامية الدكتور على أحمد الطايش أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.
ويوضح الدكتور ريحان طبقًا للدراسة أن الفانوس تحول من وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلًا إلى وظيفة أخرى ترفيهية إبان الدولة الفاطمية، حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون وهناك قصة أخرى حدثت فى عهد الحاكم بأمر الله الفاطمى، وقد كان مُحرَّمًا على نساء القاهرة الخروج ليلًا فإذا جاء رمضان سُمِحَ لهن بالخروج بشرط أن يتقدّم السيدة أو الفتاة صبى صغير يحمل فى يده فانوسًا مضاءً ليعلم المارة فى الطرقات أنّ إحدى النساء تسير فيُفسحوا لها الطريق.
واستطرد: "وبعد ذلك اعتاد الأولاد حمل هذه الفوانيس فى رمضان وقيل أن ظهور فانوس رمضان ارتبط بالمسحراتى ولم يكن يُقاد فى المنازل بل كان يعلَّق فى منارة الجامع إعلانًا لحلول وقت السحور فصاحب هؤلاء الأطفال بفوانيسهم المسحراتى ليلًا لتسحير الناس حتى أصبح الفانوس مرتبطًا بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة فى هذا الشهر ومنها وحوي يا وحوي".
ويقول ابن بطوطة في وصف الاحتفال برمضان في الحرم المكي كانوا يعلِّقون قِنديلين للسحور ليراهما مَن لم يسمع الأذان ليتسحرَ وظل الفانوس رمزًا خاصًا بشهر رمضان خاصةً فى مصر ومن أشهر محلات صناعته منطقة تحت الربع المتفرع من ميدان باب الخلق بالقاهرة، وانتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية وأصبح جزءً من تقاليد شهر رمضان لا سيما في دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها.