فى المقال السابق توقفت عندما تلقى الأستاذ محمد حسنين هيكل أول رسالة من الماريشال "مونتجمري"قائد معركة العلمين الشهيرة عام ١٩٤٢ وكانت هذه بداية العلاقة بينهما...
وقد نشر هذه الرسالة فى كتابه الشيق والممتع "زيارة جديدة للتاريخ" معتزا بما جاء فيها حيث ذكر الماريشال "مونتجمري" بها عده نقاط هامة خاصة وأنه بدأ رسالته بكلمة "عزيزى"...
وقال في هذه الرسالة إنه علم من صديقهما المشترك "دنيس هاملتون" أنه حصل من الرئيس جمال عبد الناصر على موافقة خاصة بأن يزور مصر في شهر مايو القادم (كان ذلك عام ١٩٦٧) وأنه يقدم شكره وتقديره العميق لجهوده الناجحة رغم ظروف العلاقات بين القاهره ولندن (كانت العلاقات مقطوعة بين البلدين).
وذكر الماريشال "مونتجمري" أن هناك نقاط يجب أن يعرف رأيه فيها ومنها مثلا أنه ينوى البقاء في مصر لمده أسبوع منه أربعة أيام في "العلمين" وأنه لا يستطيع أن يجيء وحده فاذا كان عليه أن يقوم بالمهمة التي يعرف أن "دنيس هاملتون" قد شرحها له تماما فأنه يصحب معه عددا من معاونيه المتواجدين في الوقت الحاضر مثل رئيس أركان حربه في العلمين ومدير عملياته ومدير مخابراته وانه يحتاج الى ترتيبات غرف أو خيام وتسهيلات مواصلات كما أنه يطمع في أن يقابل الرئيس "جمال عبد الناصر" لو اتسع وقته كذلك يتمنى لو اتيحت له الفرصة للقاء عدد من قادة القوات المسلحة...
ووقع الماريشال الكبير "مونتجمري " خطابه باسم "مونتي" وهو اسم التدليل اختصار "مونتجمري" الذي كانت القوات تطلق عليه بعد أن ذاقت معه حلاوة النصر في العلمين وما بعدها...
وبعدها تلقى الأستاذ "هيكل" خطابا آخر من "دنيس هاملتون" يقول له أن الأنباء عن عودة "مونتي" للعلمين قد أشعلت حماسة مفاجئة في بريطانيا وفي أمريكا وفي الغرب عامة وأن عدد كبيرا من الصحف- ومنها صحف المانية- اشترت من ال "صنداي تيمس" مقالاته مقدما ثم ان عددا آخر منها طلب إرسال مندوبين ومصورين لتغطية عودة الماريشال الى أرض معركته التاريخية "...وان هناك طاقما من المحررين والمصورين ال "صنداي تيمس_ نفسها سوف يجئيون مع "مونتجمري" وانه قرر ارسال مساعدة الخاص "دريك جول" كطليعة متقدمة تبحث الترتيبات كلها
وكانت المفاجأة ان "دنيس هاملتون " سوف يجيء مع المجموعه وقال الاستاذ "هيكل" أنه لم يستغرب ذلك فقد كان يعرف العلاقة الحميمة بين أسرة "هاملتون" كلها وبين الماريشال الكبير وهي علاقة بدأت منذ كان "دنيس"- كمجند في الحرب -قائد أول كتيبة دبابات في جيش "مونتجمري" تقتحم الشاطئ الفرنسي في عملية عبور بحر الشمال لإعادة تحرير أوروبا بعد ثلاث سنوات من الاحتلال النازي والسيطرة الهتلرية...
أما المفاجأة الكبرى فكانت اخبار "دنيس هاملتون" رئيس تحرير جريدة ال صنداى تايمز للأستاذ هيكل بان مونتى ( مونتجمري ) يريد أن ينضم اليهم في العلمين ويقضي معهم أيامه الجديده فيها خاصة وأنه قد حدثه عن تجربته القديمة في ميدان الحرب...
ومرة أخرى كان لابد من عرض الأمر على الرئيس جمال عبد الناصر.
بِإِذْنِ الله أكمل الأسبوع القادم عن نتيجة عرض الأمر على الرئيس جمال عبد الناصر فيما طلبه الفيلد ماريشال "مونتجمري" فى رسالته.