الأربعاء 18 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

ملوك مصر| بطليموس الأول.. صديق الإسكندر الأمين

بطليموس الأول
بطليموس الأول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عند تقسيم أجزاء إمبراطورية الإسكندر الأكبر بين قواده في ظل حكومة "فليب أردايوس"، كانت مصر من نصيب القائد المقدوني "بطليموس"؛ والذي لم تورد الكثير من المصادر التاريخية ما يُعتمد عليه عن أصل نشأته. 
ويورد الأثري الراحل سليم حسن في الجزء الرابع عشر من موسوعة "مصر القديمة" عن الإسكندر الأكبر وبداية عصر البطالمة في مصر، أن ما وصل إلينا عن أسرة بطليموس "هي سلسلة نسب اختُرعت لتنسب أسرته التي أصبح أفراد منها ملوكًا على مصر إلى أصل ملكي وإلهي، كما جرت العادة عند الأسر التي يتولى أفرادها الملك ولم يكونوا من أصل ملكي". 
والواقع أن أسرة البطالمة قد جعلهم النسابون المحترفون ينحدرون من صلب الإله "زيوس" بوساطة "هيراكليس" و"ديونيسوس". 

وفي رواية أخرى أكثر تواضعًا، قيل إن بطليموس" كان من عامة الشعب، وإنه عصامي وصل إلى ما وصل إليه بمواهبه الشخصية، وإن الإسكندر الأكبر قد لمح فيه النجابة والفطنة من بين أجناده العاديين" . 
واسم "بطليموس" هو صورة شعرية لكلمة" بوليموس/ Polemos" التي تعني "حرب"، أما اسم والده الهيلاني "لاجوس/ La-agos" فمعناه "قائد الشعب".
كان بطليموس صديقًا حميمًا للإسكندر، كما كان موضع ثقة يعتمد عليه وناصحًا رزينًا. وقد اشترك مع الإسكندر في معظم مواقعه الحربية خارج بلاد اليونان، كما ترك في مذكراته حملات الإسكندر بالتفصيل بصورة لا يتسنى لأحد لم يكن شهد هذه الوقائع رأي العين؛ وكان ملازمًا للإسكندر يسهر على سلامته، كما كان يكلفه أحيانًا بالبعوث التي تحتاج إلى رجل ثقة. 
رغم هذا، فإن المؤرخين لم يذكروا مرافقته الإسكندر في غزوته لمصر، وأنه رآه وهو يضع الحجر الأساسي لعاصمة البلاد مستقبلا -الإسكندرية- لكن من المحتمل جدًّا أنه جهز رحلته إلى واحة «سيوة».
كما ذكر بطليموس في شتاء عام 331-330 ق.م مع الإسكندر عندما كان يخترق الممرات الفارسية، وهو يقود 3000 مقاتل مكلفين بقطع خط الرجعة على الفرس؛ كما وضعه في مقدمة جيش يقود فيه ما يقرب من ستة آلاف محارب لمفاوضة "بسوس" -قاتل ملك الفرس- وقد قبض عليه فعلًا. وقد رقَّى بعد ذلك بطليموس، إذ أصبح أحد السبعة الذين يتألف منهم المجلس الأعلى الحربي في نهاية عام 330 ق.م وذلك بدلًا من "ديمتريوس" الذي اتُّهم بالتآمر على قتل الإسكندر.
وعند تقسيم الإمبراطورية، أسرع بطليموس لتسلُّم مهام وظيفته في مصر في نهاية ربيع 323 ق.م ولكنه وجد أن "كليومنيس" الذي كان مُعيَّنًا من قِبَل الإسكندر محصِّلًا لضرائب البلاد عامة -وكان مجلس القواد قد عينه عن قصد ليكون نائبًا لبلطيموس- صاحب نفوذ عظيم. 
يقول سليم حسن: كان من الطبيعي أن ينشب بينهما شجار صامت، وبخاصة أن كليومنيس قد جمع مالًا كثيرًا من الأهلين بالقوة والسلب، وكان في قتله راحة لنفوس الشعب المظلوم المغلوب على أمره، ولذلك كان أول عمل عزم عليه بطليموس هو أن يتخلص من هذا المنافس العاتي، غير أنه لم يتعجل الحوادث بل أخذ يعد العدة لتنفيذ غرضه، ولم يتسنَّ له ذلك إلا بعد أن أصبح سلطانه قويًّا في البلاد. 
وقد حانت الفرصة عندما قامت ثورات في مدينة "سيريني" المجاورة لمصر، وقد كان لزامًا عليه أن يتدخل لإخمادها، ولكنه قبل أن يزحف على سيريني قبض على أعضاء حزب كليومنيس وحكم عليه بالإعدام واستولى على كل الأموال التي كان قد جمعها. ليستتب له الأمر لفترة، قبل أن ينشب صراعا آخر بين قادة الإسكندر السابقين.