فى المقال السابق توقفت عند وصف الكاتب المتألق محمد حسنين هيكل لرفوف مكتبة الملك "خوان كارلوس" ملك اسبانيا وقال انها تغطى معظم جدران جدران حجره مكتبه فيما عدا نافذة واسعة تطل على الحديقة وتبدو ورائها نافورة كبيرة من الرخام الأبيض ترتفع وتتساقط المياه من حول تماثيلها...
كما أضاف الكاتب الكبير بانه لاحظ ان على مكتبه قليل من الكتب بينما الجزء الأكبر منها ملئ بنماذج متكررة لسفينة واحدة...
وقال إن هذه النماذج متفاوته الاحجام وبعضها صغير وبعضها من الفضة وبعضها من الذهب...
وأشار إبى أن هذه السفينة معروفة ومشهورة فى التاريخ وقال هى نفسها "سانت ماريا" التى ركبها الملقب "كريستوفر كولومبوس" وسافر عليها بمباركة اسبانية وتمويل اسباني فاكتشف العالم الجديد - امريكا
لكن الأستاذ محمد حسنين هيكل لم يذكر اى تفاصيل عن رحلة الرحالة "كريستوفر كولومبس" أحد أشهر ملاحي الكشوف الجغرافية في تاريخ العالم، إن لم يكن أشهرهم ولم يذكر كيف كانت رحلة السفينة المعروفة والمشهورة
" سانت ماريا" إلى امريكا...!
فى هذا المقال ساذكر لك بعض المعلومات عن الرحالة المستكشف "كريستوفر كولومبوس" والسفينة المشهورة حتى تم اكتشاف امريكا...
أصل الحكاية يعود إلى آواخر القرن الخامس عشر عندما فكر المكتشف والبحار "كريستوفر كولومبوس" فى رحلة بحرية يبحر فيها إلى اراضى بعيدة وكان فى أعتقاده ان هذه الرحلة ستجعله مشهورا وسيتكسب منها اموالا طائلة كما كان يعتقد ان العبور الى شبه القارة الهنديه وقارة آسيا لا يقتصر فقط على الرحلات المواجهة شرقا ولكن يتوقع انه بامكانه الوصول اليهما بالاتجاه غربا...
وانطلاقا من وجهة نظره هذه قرر المغامرة معتمدا على أحدث خرائط علماء عصره المتخصصين بالرياضيات والفلك فعرض فكرته على الملك "هنري السابع" ملك إنجلترا آنذاك لكى يمول هذه الرحلة لكن الملك لم يقتنع بهذه الفكرة ولم يؤمن بجدواها كما رفضها ايضا ملك البرتغال بعدما عرضها عليه "كريستوفر كولومبوس"...لكنه لم ييأس وحاول مرة أخرى حتى نجح فى اقناع الملكان الإسبانيين، "فرناندو الثاني" ملك _أراغون" و"إيزابيلا الأولى" ملكة قشتالة برحلته البحريه ووقع معهما اتفاقية جاء فيها أن
"كريستوفر كولومبوس “ كمكتشف للجزر والقارات في البحر والمحيط سيمنح رتبة أمير البحار والمحيطات كقرار ملكي يسري في جميع أنحاء البلاد ويضاف إلى ذلك أنه سيمنح 10% من الذهب والبضائع التي سيحضرها معه بدون أية ضرائب...
بعد هذه الاتفاقية بدأ الإعداد للرحلة حيث تم تجهيزها بسفن ثلاث مختلفة الأحجام:
السفينة الأولى: سفينة القيادة "سانتا ماريا " وكانت هذه السفينة بقيادة" كريستوفر كولومبس" وهى التى رأى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل نماذجها المختلفة الاحجام الموجودة على مكتب الملك "خوان كارلوس"ملك اسبانيا...
السفينة الثانية: بينتا وكان قبطانها ومالكها مارتين آلونسو بينسون...
السفينة الثالثة: نينيا وكان قبطانها ڤيسنتي يانيس بينسون ومالكها خوان نينيه...
أولى اكتشافات الرحالة الشهير "كريستوفر كولومبس" هى ما تسمى اليوم جزر الباهاماس والتي كانت أولى الخطوات ووصولًا إلى كوبا.
في 16 ديسمبر 1492م عادت السفينتان بينتا ونينيا إلى إسبانيا في رحلة عودة استغرقت ما يقارب 3 أشهر حيث وصلتا الميناء الإسباني في 15 مارس 1493...
استمر "كريستوفر كولومبس" فى رحلاته إلى أنه وصل إلى ما يسمى بالهند الغربية وقد كانت رحلاته موفقة حيث استطاع إحضار الكثير من الذهب، وامتلك العديد من الجزر التي سميت بالهندية ولهذا السبب فرح الملك الإسبانى والملكه "إيزابيلا الأولى" لما توصل إليه البحار المكتشف
" كريستوفر كولومبس" وزاد من تشجيعهما له بأنه استمر في رحلة استكشافه وعاد ليبحر ثانية من موانئ إسبانيا بإسطول مكون من 17 سفينة يرافقه 1500 بحار، وكانت سفنه مجهزة بتموين يكفيهم ستة أشهر وكسابقتها لم تبؤ هذه الرحلة بالفشل، فقد اكتشف جزرًا جديدة ومن ضمنها ما يعرف اليوم بجزر الأنتيل ومن بعدها البحر الكاريبي من الجهة الجنوبية لكوبا كل ذلك في سبيل بحثه عن الهند...
ووصل في شهر مايو من عام 1494م إلى جامايكا، وغيرها العديد من الجزر الواقعة شرق القارة الأمريكية. وبذلك وصل كولومبوس إلى أهم الاكتشافات وأهم الطرق البحرية الجديدة وتم وضع خرائط ورسومات جديدة كل هذا ولم يخطر على باله يوما أنه لم يصل الهند لكنه في هذه الرحلة اكتشف أمريكا الشمالية...
من هنا كان تعليق الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل للملك خوان كارلوس:
لابد ان الملك متحمس لكل نماذج هذه السفينة "سانت ماريا" في مكتبه على الأقل لكى يعرف زوار الملك من "امريكا" من هم أصحاب الفضل والاولى بالشكر فى اكتشاف هذه القارة ويقصد بالطبع ملكا اسبانيا "الملك فرناندو الثاني" ملك أراغون و"إيزابيلا الأولى" ملكة قشتالة بتشجيعهما لكريستوفر كولومبس لكن الملك خوان كارلوس بذكائه الشديد قاطعه بضحكة مجلجلة قائلا بعدها:
-انت تتحدث عن ماض بعيد...لقد تغيرت الدنيا...!
الأسبوع القادم بِإِذْنِ الله أحدثك عن بقيه حديث الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مع الملك الإسباني الأسبق خوان كارلوس.