الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

جان برنارد بيناتيل يكتب: صناعة الأسلحة.. هدف إستراتيجي مهم للغاية بالنسبة لروسيا بعد تحول الصراع الأوكرانى إلى حرب استنزاف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواجه أوكرانيا صعوبات متزايدة بسبب اعتمادها على توريد الأسلحة والذخائر الغربية، وهو ما يزيد من تفاقم المشكلة، بسبب إدارة أسطول من المعدات غير المتجانسة (أكثر من عشرة أنواع من المركبات المدرعة، والمدافع، وأنظمة AA، وما إلى ذلك)، والتى يطرح مشكلة تدريب العاملين على صيانتها وتوافر قطع الغيار اللازمة لها.

إضافة إلى ذلك، يعتمد استبدال المعدات الجديدة أو الحصول عليها كليًا على الولايات المتحدة التى تعدل حجم ونوعية ووتيرة العرض حسب رغبتها، كما أعلن فى ١ نوفمبر ٢٠٢٣ لمجلة "الإيكونوميست" رئيس الأركان الأوكرانى الجنرال فاليرى زالوزني.

حيث قال: "من خلال الحد من إمدادات أنظمة الصواريخ بعيدة المدى والدبابات، سمح الغرب لروسيا بإعادة تجميع صفوفها وتعزيز دفاعاتها بعد الاختراق المفاجئ فى منطقة خاركيف فى الشمال وخيرسون فى الجنوب فى نهاية عام ٢٠٢٢. لقد كانت الأكثر أهمية بالنسبة لنا فى العام الماضي، لكنها وصلت هذا العام فقط"، كما يقول.

وبالمثل، فإن طائرات F-١٦، المقرر إطلاقها فى العام المقبل، أصبحت الآن أقل فائدة، كما يشير الجنرال، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن روسيا قامت بتحسين دفاعاتها الجوية، ويحذر: يمكن لنسخة تجريبية من نظام الصواريخ S-٤٠٠ الروسية أن تصل إلى ما هو أبعد من مدينة دنيبرو على الأقل.

وأخيرًا وليس آخرًا، مع قرب نهاية عام ٢٠٢٣، فإن الغرب أفرغ مخزونه من الذخيرة، وخاصة القذائف، ولن يتمكن من إنتاجها بمعدل الاحتياجات الأوكرانية على الأقل حتى عام ٢٠٢٥.

روسيا وصناعة الأسلحة

فى المقابل، أصبحت صناعة الأسلحة الروسية منذ عام ٢٠١٨ هى الثانية فى العالم من حيث صادرات الأسلحة بعد الولايات المتحدة ومتقدمة بفارق كبير عن بريطانيا وفرنسا، خاصةً أن أرقام معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام لا تأخذ فى الاعتبار  مبيعات الأسلحة إلى الصين وكوريا الشمالية، بسبب عدم وجود بيانات موثوقة.

خلال هذه الفترة، مثلت مبيعات الأسلحة هذه أكثر من ضعف إجمالى نفقات معدات الجيش الروسى وأنظمة الأسلحة المعنية، خاصة الأسلحة البرية من الجيل الأحدث والأكثر كفاءة من الأسلحة الموجودة فى الخدمة مع القوات البرية فى فبراير ٢٠٢٢.

بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة للبلدان التى تقيم موسكو معها علاقات طويلة الأمد مثل الهند والصين اللتين اشترتا ٤٠٪ من الصادرات الروسية خلال هذه الفترة، سُمح للمصنعين الروس بتزويدهم بتراخيص التصنيع. وهذا يتيح لروسيا أن تتمتع بقدرة إنتاجية على أراضيها وبين عملائها أكبر بكثير من احتياجاتها فى وقت السلم. كما يوفر هذا الوضع مزايا حاسمة فى زمن الحرب.

وهكذا، لاستبدال المعدات التى دمرت فى ساحة المعركة، وتزويدها بالذخيرة وتجهيز جيش جديد، الجيش الذى أعاد الروس إنشاءه بفضل تعبئة ٣٠٠ ألف جندى احتياطي، تمكن القادة الروس من الاستفادة من الزيادة فى الإنتاج المخطط لجيشهم من ثلاث روافع أخرى:

١) تأخروا بسبب "القوة القاهرة" فى تسليم المواد المنتجة لعملائهم وأعادوا توجيهها إلى جيشهم؛

٢) قاموا بشراء معدات تم إنتاجها بموجب ترخيص من الدول التى تقيم معها موسكو علاقات استراتيجية طويلة الأمد مثل الهند والصين. وهكذا فى الهند، أكبر مشتر للأسلحة الروسية، أنتجت شركة هندوستان للملاحة الجوية المحدودة (HAL) الهندية بموجب ترخيص أكثر من ٢٠٠ مقاتلة ثقيلة من طراز Su-٣٠MKI منذ عام ٢٠٠٠ باستخدام الألومنيوم والتيتانيوم الذى تزودها به روسيا.

وهذا هو الحال أيضًا بالنسبة لكوريا الشمالية، التى شحنت أكثر من مليون قذيفة إلى روسيا منذ أغسطس الماضي، وفقًا لسيول. وقال البرلمانى يو سانج بوم إن جهاز المخابرات الوطنى يقدر أنه تم إرسال ما يقرب من مليون قذيفة إلى موسكو. وتقوم كوريا الشمالية بتشغيل مصانعها بكامل طاقتها لتلبية الطلب من روسيا.

٣) أعادوا شراء المعدات أو قطع الغيار من عملائهم التى سلموها لهم بالفعل: "سعت روسيا لاستعادة أجزاء من الأنظمة الدفاعية التى صدرتها إلى دول مثل باكستان وبيلاروسيا والبرازيل، فى إطار محاولتها تجديد المخزونات الضخمة من الأسلحة التى أنفقت على الحرب فى أوكرانيا. وفى أبريل، طلب وفد من المسئولين الروس الذين زاروا إحدى هذه الدول من رئيسها إعادة أكثر من ١٠٠ محرك مروحية روسية تحتاجها موسكو للحرب فى أوكرانيا، حسبما قال ثلاثة أشخاص مطلعين على المفاوضات. وأضافوا أن رئيس تلك الدولة وافق، ومن المتوقع أن يبدأ تسليم حوالى ١٥٠ محركًا فى ديسمبر".

وعندما نضيف هذا العامل الحاسم، إلى المزايا الاستراتيجية والتكتيكية التى تتمتع بها روسيا، والبلاء الأخلاقى والشخصى للجيش الأوكراني، والصراع فى الشرق الأوسط الذى بدأ فى ٧ أكتوبر والذى يقسم الاهتمام وكذلك المساعدات المأمولة وفى سياق الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث وصف مرشح جمهورى زيلينسكى بأنه "نازي"، فإن عام ٢٠٢٤ يعد بأن يكون دراماتيكيًا بالنسبة لأوكرانيا.

لذا لا ينبغى لنا أن نطرح السؤال التالي: هل تخاطر أوكرانيا، برفضها التفاوض الآن على أساس المقترحات الروسية، بخسارة المزيد من الأراضى فى عام ٢٠٢٤؟

الجنرال جان برنارد بيناتيل: قائد عسكرى سابق، حاصل على الدكتوراه فى العلوم السياسية، وكانت أطروحته للماجستير فى مجال الفيزياء النووية.. ومؤلف ستة كتب جيوسياسية منها: «تاريخ الإسلام الراديكالى ومن يستخدمه».. يستعرض بخبرته العسكرية وبما لديه من معلومات مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية.. ويخلص إلى أنه قد لا يكون أمام كييف لإنقاذ نفسها، سوى القبول بالمفاوضات على أساس المقترحات الروسية.