الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تليفزيون البوابة

أموات قيد الانتظار.. معاناة يعيشها صانعو السجاد اليدوي في حواري مصر القديمة| شاهد

مهني سجاد
مهني سجاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يدقق بعينيه ويتفنن بأنامله ويعمل منذ أكثر من خمسين عاما، في تحويل خيوط الصوف إلى سجاد يدوي يعكس ثقافة شعب ما زال يحافظ على أصالته.

هذه المهنة الفريدة تكشف عن مدى المهارة التي يمتلكها هؤلاء الرجال الذين يفنون حياتهم في عملهم، فكل نقش أو رسم على السجاد يشير إلى رمز من الثقافة المصرية العريقة، أو ذكرى ما زالت خالدة في حياة الرجل الستيني.

ففي أحد الأزقة العتيقة بمنطقة وسط البلد، وعلى مقربة من المشهد الحسيني يجلس الرجل الستيني يفتل الخيوط، لا يكترث إلى الشيب الذي غير ملامحه والعمر الذي أضحى في منتهاه، ولكن عشقه لتلك المهنة الفريدة أفقده رغبة الابتعاد عنها، ويجد ضالته في دكانه الصغير وبين هذه الخيوط. 

ويقول عم رضا خلال لقاء مع «البوابة نيوز»: «أنا مش عايز أكون مَلك ولا يكون معايا عربية.. إحنا عايزين نشتغل ونلاقي مكسب يعيشنا»، ويتشارك مع صديقه سعد العمل في صناعة السجاد اليدوي الذي يتفننان فيه طوال السنوات الماضية، ولكنهما يحملان جبالا من الهموم على عاتقيهما بسبب عدم توافر العائد المادي لهما.

وأضاف «رضا» إنه يعمل منذ أكثر من خمسين عامًا في تصنيع السجاد اليدوي، وكان أجره في العمل ريالا في الأسبوع، ولكنه عشقها وعمل بها طوال العمر ولا يتمني أن يتركها، ولكن التطور الذي طرأ على المهنة جعله يعاني بسبب السجاد الجديد الذي يصنع في المصانع والماكينات الآلية، مما قلل الطلب على السجاد اليدوي.

يتميز الصديقان بحرفية شديدة في العمل حيث يقول «سعد»: «بنرسم من خيالنا وكل الرسومات الفرعونية على السجاد، وكمان لو حد عايز يرسم صورته على السجاد بنرسمها عادي، مهنة كلها فن بس مين يقدر».

وأضاف أن المعاناة الحقيقة تتمثل في تسويق الإنتاج، حيث يعمل كل منهما على تصنيع سجادة لأكثر من ٣ أشهر، وبعد ذلك لا يستطيع أن يبيعها بالثمن المرضي، ولكن يعطي الفرصة للتجار للتلاعب بالأسعار، وذلك لأنه لا يوجد مكان حكومي رسمي يبيع إنتاج صانعي السجاد، ذلك بالإضافة إلى أن المهنة تقترب من الانقراض لعدم الاهتمام بها وليس هناك أشخاص جدد يتعلمونها.