يُعدُّ اليود عنصر نادر وضروري لتخليق هرمونات الغدة الدرقية، ثلاثي يودوثيرونين (T3) وثيروكسين (T4)، تنظم هرمونات الغدة الدرقية النمط الأيضي لمعظم الخلايا، وتلعب دورًا حيويًا في عملية النمو والتطور المبكر لمعظم الأعضاء، وخاصة الدماغ على عكس العناصر الغذائية مثل الحديد والكالسيوم والفيتامينات.
لا يتواجد اليود بشكل طبيعي في أطعمة معينة؛ بل هو موجود في التربة ويتم تناوله من خلال الأطعمة المزروعة في تلك التربة، وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 1994، فإن العيش على ساحل البحر لا يضمن كفاية اليود
مصادر اليود
تعتبر مكملات اليود وسيلة فعالة للحد من نقص اليود، ولكن يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع الإفراط في تناوله، يختلف التوافر الحيوي لليود من الغذاء، ولا يتم تحديد التفاعلات بين الأطعمة المختلفة داخل المصفوفة الغذائية بشكل جيد، إن الطريقة الأكثر عملية وفعالية من حيث التكلفة لتوفير مكملات اليود للسكان الذين يعانون من نقص اليود هي الملح المعالج باليود، كما دعت العديد من المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، والمجلس الدولي لمكافحة اضطرابات نقص اليود، وتشمل الأساليب الأخرى استهلاك الماء المعالج باليود، والزيت المعالج باليود، وأقراص اليود. تختلف كمية ونوع اليود المستخدم في إغناء الملح حسب المنطقة، ويتراوح عادةً بين 20 و40 ملجم يود/كجم ملح.
كانت إضافة اليود إلى ملح الطعام على نطاق واسع هي استراتيجية التدخل الموصى بها للوقاية من اضطراب نقص اليود ومكافحته. وفي عام 2005، أصبحت إضافة اليود إلى الملح إلزامية في البلاد.
مصادر أخرى لليود
الأعشاب البحرية (مثل عشب البحر، والنوري، والكومبو، والواكامي)، المأكولات البحرية بما في ذلك الأسماك مثل التونة وسمك القد والبيض، حليب الثدي وتركيبات الرضع، منتجات الألبان مثل الحليب واللبن والجبن، ومع ذلك، فإن الكمية تختلف حسب ما إذا كانت الأبقار قد تلقت مكملات علف اليود، تحتوي معظم أنواع الخبز المجهزة تجاريًا على كمية قليلة جدًا من اليود ما لم تستخدم الشركة المصنعة يودات البوتاسيوم أو يودات الكالسيوم كمحسن للعجين، تحتوي الفواكه والخضروات على اليود، لكن الكمية تختلف حسب التربة التي تنمو فيها، وتشمل المصادر الجيدة البرقوق والفاصولياء.
Goitrogens: - Goitrogens هي مواد موجودة في الخضروات الصليبية، مثل الملفوف وكرنب بروكسل، ومنتجات الصويا التي قد تتداخل مع إنتاج هرمون الغدة الدرقية، يمكن لمعظم الأشخاص، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية، الاستمتاع بكميات معتدلة من الأطعمة المولدة للغدة الدرقية دون التأثير سلبًا على صحة الغدة الدرقية.
على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في أجزاء كثيرة من العالم التي أدت إلى تحسين حالة اليود، لا يزال هناك العديد من المناطق والمجموعات السكانية المحددة التي تحتاج إلى مكملات اليود، تحتاج الهيئات الوطنية التي تلعب أدوارًا رئيسية في البرنامج الوطني لمكافحة اضطرابات نقص اليود (NIDDCP) إلى التعزيز، كما أن المزيد من الوعي بشأن نقص اليود يبدو أبعد من مجرد الأساسيات.
اضطرابات نقص اليود
عندما لا يتم استيفاء متطلبات اليود، قد لا تكون الغدة الدرقية قادرة على تصنيع كميات كافية من هرمون الغدة الدرقية مما يؤدي إلى سلسلة من التشوهات الوظيفية والتنموية، والتي يشار إليها مجتمعة باسم اضطرابات نقص اليود (IDD)، يسبب نقص اليود الشديد تضخم الغدة الدرقية وقصور الغدة الدرقية.
اليود والحمل
يؤدي نقص اليود إلى مجموعة واسعة من العواقب الضارة طوال دورة الحياة، وخاصة المخاوف المتعلقة بنقص اليود على الدماغ النامي، التأثير الأكثر خطورة لنقص اليود هو الفدامة عند الأطفال (التي تتميز بالتخلف العقلي العميق) والتي تحدث عند النساء اللاتي يعانين من نقص شديد في اليود أثناء الحمل.
يحتاج الجنين إلى إمدادات كافية من T3 الدماغي (ثلاثي يودوثيرونين) من أجل النمو العصبي المعتمد على هرمون الغدة الدرقية في النصف الثاني من الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، في بداية الثلث الثاني من الحمل، تبدأ الغدة الدرقية للجنين أيضًا في إنتاج الهرمونات ولكن الاحتياطيات منخفضة، وتساهم هرمونات الغدة الدرقية الأمومية في إجمالي تركيزات هرمون الغدة الدرقية لدى الجنين حتى الولادة، لكي تتمكن المرأة الحامل من إنتاج ما يكفي من هرمونات الغدة الدرقية لتلبية احتياجاتها ومتطلبات طفلها، يوصى بزيادة تناول اليود بنسبة 50%.
2.2 مليار فرد لديهم مستويات منخفضة من اليود
يؤثر نقص اليود على ما يقدر بنحو 2.2 مليار شخص، في الهند يكون جميع السكان عرضة للإصابة باضطراب الاتصال المباشر بسبب نقص اليود في تربة شبه القارة الهندية، وبالتالي الغذاء المشتق منها، وفقًا للمسح الوطني لصحة الأسرة - 5 (2019-21)، وجد أن معدل انتشار تضخم الغدة الدرقية وأي اضطرابات أخرى في الغدة الدرقية، بناءً على التقارير الذاتية لدى النساء (15-49 عامًا) يبلغ 3%.
الاحتياج اليومي من اليود
تبلغ الجرعة اليومية الموصى بها (RDA) لليود للبالغين 150 ميكروغرام يوميًا، لتحقيق حالة اليود الكافية أثناء الحمل، يوصى بتناول كمية أعلى قليلًا من اليود للنساء الحوامل بمقدار 250 ميكروجرامًا يوميًا و290 ميكروجرامًا يوميًا للنساء المرضعات.
نظرًا لأن خطر نقص اليود يزداد بشكل كبير أثناء الحمل، توصي جمعية الغدة الدرقية الأمريكية الأشخاص الذين يخططون للحمل بتناول فيتامين ما قبل الولادة يوميًا والذي يحتوي على 150 ميكروجرام على الأقل من اليود.
