في حارة جانبه غلب عليها الطابع الأثري، في مصر القديمة، يجلس أحمد مصطفى الرجل الخمسيني يحدق بنظارته السميكة في قطعة القماش التي يشكلها كيفما يشاء بالخيوط التي في يده، حيث يسير على هذا المنوال منذ أكثر من 35 عامًا، أملا في أن يحقق طموحه بالمشاركة في عمل كسوة الكعبة المشرفة.
السيرما تعد من المهن المصرية القديمة التي تحمل طابع إسلامي، أزدهرت في ستينيات القرن الماضي ، حيث كانت تخرج كسوة الكعبة المشرفة كل عام من قاهرة المعز، تشريفا لها وأيضا لحُسن جودتها في الصناعة التي تميز بها المهنيين المصريين.
يقول أحمد مصطفى الرجل الخمسيني إن العمل بهذه المهنة بات غير مجزي بعدما انتقلت المهنة إلى المملكة العربية السعودية ، لأنها كانت تعتمد بشكل كبير على صناعتها وعمل الكثيرين فيها.
بعد خروج صناعة كسوة الكعبة من مصر، اتجه العديد من المهنيين لصناعة اللوحات الفنية التي تصنع من القماش الذي ينقشون عليه الأيات القرآنية والتي تباع كإكسسوار في المنازل، والتي تجذب السياح، لكن في النهاية يؤكد الرجل الخمسيني أن العمل في المهنة يتضائل ما بين الحين والأخر وصارت في طريقها إلى حافة الهوية.
يتمنى الرجل الخمسيني الذي أفنى حياته في هذه المهنة أن يشارك لو لمرة واحدة في صناعة كسوة الكعبة المشرفة إذ يقول: "نفسي السعودية تطلب مشاركتنا في صناعة الكسوة المشرفة للكعبة"