ترتبط "حلوى المولد" بالحقبة التي أقام بها الفاطميون في مصر، فهم أول من من صنعوا حلوى المولد، حيث كانوا يستخدمونها للترويج السياسي لحكمهم وليس الترويج الديني، ويأتي ذلك من دراسة الدولة الفاطمية لطبيعة وطبائع الشعوب وعاداتهم الاجتماعية، ولأن المصريون شعب حب وسلام واحتفالات، فقد اشتغل الفاطميون هذه النقطة كنوع من التودد والتغلغل داخل الشعب المصري.
هنا وهناك ترى الشوارع تضج بالابتهالات والأناشيد الدينية احتفالاً بالمولد النبوي الشريف، فترى الرجال قد خرجوا مصطفين مهللين يقومون بالضرب على الدفوف وتوزيع الأطعمة والحلويات المعروفة بكل منطقة في وسط الشوادرالمغطاة المملوءة بالزينة والإضاءة الصاخبة والابتهالات، وفي بعض البلدان يتم تنظيم مواكب تضم قارعي الطبول والأغاني الدينية الصوفية، كما يتم تنظيم مراسم وحلقات ذكر يجريها المسلمون للتعرف على صفات النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ويطلبون شفاعته ويعبرون عن شوقهم لرؤيته.
وكان الفاطميون يقيمون احتفالات بجميع المناسبات الدينية، مثل الاحتفال بآل البيت و المولد النبوي، كما قاموا بعمل مخازن لصناعة الحلوى، وقبل مولد النبوي بشهرين تجهز الحلوى وتوزع مجانًا على الشعب، وعندما زاد الطلب عليها بدأ ظهور محلات لبيعها، وحلويات المولد كانت تسمى «العلاليق»، لأنها كانت تعلق على أبواب المحلات التجارية في سوق مخصص للحلويات كان يسمى «سوق الحلوين»، وبعد ذلك أصبحت عادة سنوية استمرت حتى اليوم.
وعلى الرغم من محاولة الحكام فيما بعد القضاء على جميع مظاهر الاحتفالات التي أقامها الفاطميون بشتى الطرق، بحجة أن هناك حروبًا ولا يوجد وقت للرفاهية، حيث كانت لهم أهداف سياسية، للقضاء على كل الظواهر الاجتماعية بالعصر الفاطمي، لكن فشلت جميع محاولتهم ولم يتخلى الشعب المصري عن هذه الاحتفالات والعادات التي اكتسبوها من الفاطميين، وظلوا متمسكين بها حتى يومنا هذا.
وهناك عدة نصائح يجب اتباعها عند شراء حلاوة المولد، فيجب أن تكون ذات رائحة مميزة تعبر عن صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، ويعد تغير الألوان بـ «حلاوة المولد النبوي» أحد أبرز العلامات على انتهاء صلاحيتها، خاصًة في حالة تواجد اللون الأخضر، وفي حالة فسادها أو سوء تغليفها ستجد تجمعات من النمل عليها، والخطوة الأهم هي التأكد من تاريخ الإنتاج وتاريخ انتهاء الصلاحية المدون على الغلاف.