الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

جمعية "المنتفعين" .. بالسيسي !!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مثل قط حذر، يتحركون .. 
خطواتهم محسوبة بدقة بعدما "تشمموا" الأجواء وقرأوا "قياسات" الرأي العام والخاص، وفتشوا عن اتجاهات الرياح العاطفية، وتأكدوا – بما لا يدع مجالاً لشك، أن البوصلة الرئاسية تشير لاتجاه المشير السيسي، وأن الرغبة الشعبية الجامحة تحيطه وتحدب عليه، وتأكدوا -بالورقة والقلم- أنه الفارس المنتظر، وأنه "صاحب" مصر القادم ..
بحثوا عمن يؤيده في الخارج العربي، فوجدوا أنها دول بترولية غنية دعمت سحقه للنظام الإخواني العقيم منذ اللحظة الأولى، لأنه كان نظاما عنصرياً وفاشياً وخادماً للذي يجلس هناك على ضفاف البسفور منتظرا حلول وهم "الخلافة" الذي يتواصل ويتقاطع مع رغبته الذاتية في ارتداء زي السلطان سليمان في أوج العطاء العثمانلي الذي كان كابوساً استعمارياً بغيضاً .. لو يتذكرون .. !
تأكدوا أيضا أن تلك الدول الغنية ستمشي في "شوط السيسي" إلى نهايته حرصا على نجاحها وحرصاً عليه، فانكبوا يعدون دراسات الجدوى ويتفاعلون مع ما يزيدهم تقربا وانصهاراً من ومع تلك "التجربة الثورية" الجديدة وبدأوا صف الصفوف، وترتيب الأوراق والمطبوعات، لدرجة أنهم استعانوا "بعلماء الفلك والأبراج" الذين استجابوا لرغبتهم الدفينة فأكدوا بعد الاستعانة بعفركوش – ومن لف لفه– أنه بالفعل والقول هو "صاحب"مصر القادم ..
ورغم أن مشاربهم شتى، فمنهم رجال أعمال واستثمارات، ومنهم صحفيون يتقلبون على كل الأنظمة والعهود، بحثاً عن مجد مفقود أو مكان تحت "شمس السلطة"، ومنهم باحثون "عن الحرية" لابتلاع ما يشتهون، ومنهم "صعاليك ونبلاء" لهم ملكة القفز على المكاسب وموهبة النجاة من الأعاصير إذا اجتاحت الأودية والمراعي وصنع سفينة "نوح" جديدة إذا اجتاحهم طوفان، ومنهم من يحب النكاية في الآخرين – وهم في تلك الحال: الإخوان بكل سذاجتهم السياسية وتخلفهم الفكري العميق، ومنهم من يجيد الانتظار على الشواطئ أو محطات القطارات التي لا تدقق جيدا في هويات "الصاعدين"، ومنهم "من ينتظر" ...
ورغم غموض موقفه الأخير من الترشح لدرجة قد تدفع الأبرياء لبعض الجنون، قبل أن يعلن أخيراً ذلك، فإنهم يقولون أن التشويق من مفردات "العرض" وأن السيسي "قادم " لا محالة ، لذلك بدأوا "تسخين" الأجواء وبدأوا يتسربون من الشقوق والزوايا، واستعانوا بخبراء في الدعاية والإعلان فأصبحت صور السيسي معلقة على الكباري والعمارات الشواهق، وفي القرى والكفور والنجوع، وانتشر المعلقون في البرامج التليفزيونية يشرحون "ظاهرة السيسي" وكيف أن انتخابه أصبح "إرادة شعب" ...!
إنهم جمعية المنتفعين بالرئيس، وهم ليسوا جدداً بل إن تجاربهم "التاريخية" دالة على خطورتهم فهم رجال كل العصور، وهم أساس كل الرزايا التي ألمت بهذا الشعب الصابر الحالم بحياة مطمئنة تحت شمس لا تغيب في تلافيف الظلام ..
ومن هؤلاء نحذر المواطن الرئيس .. عبدالفتاح السيسي ..!!