شهدت أسعار الذهب في مصر تراجعا طفيفا مع بداية جلسة اليوم في ظل ضعف الطلب المحلي وزيادة في المعروض من الذهب، بينما أثبت سعر الذهب المحلي في أكثر من مناسبة عدم تأثره بتقلبات سعر الأونصة العالمي مما يزيد من استقرار السعر، وفق تحليل جولد بيليون.
وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الاثنين 2150 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2155 جنيه للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17200 جنيه.
وتشهد الأسواق المحلية حالة من ضعف الطلب على الذهب بسبب تراجع السيولة النقدية لدى المشاركين في الأسواق، في الوقت الذي يتزايد المعروض من الذهب في السوق منذ بداية مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية باستثناء ضريبة القيمة المضافة على المصنعية.
وكشف مستشار وزير التموين ان كمية الذهب التي دخلت مصر عن طريق المبادرة وصلت إلى 600 كيلو جرام منذ بداية تطبيق القرار، وهو ما دفع السعر المحلي إلى الاقتراب من السعر العالمي بشكل كبير وعدم تأثره بالمضاربات بسبب حدوث توازن بين العرض والطلب.
جدير بالذكر أن استقرار أسعار الذهب استمر خلال الفترة الأخيرة بالرغم من العديد من الأحداث التي شاهدناها مؤخراً والتي كان آخرها رفع البنك المركزي المصري لسعر الفائدة خلال اجتماعه الأخير الأسبوع الماضي بمقدار 100 نقطة أساس لتصل إلى 19.25%.
كان من المفترض أن يؤثر قرار رفع أسعار الفائدة بالسلب على سعر الذهب المحلي، ولكن لم يتفاعل السعر مع القرار بسبب استقرار الأسواق بشكل كبير وتزايد ثقة المواطنين في الذهب كملاذ آمن ومخزن للقيمة مقارنة مع الشهادات البنكية الأخرى.
فقد ارتفعت أسعار الذهب بنسبة تقارب 75% منذ أغسطس من العام الماضي ليقدم عائد اعلى من أي شهادة بنكية ليكتسب الذهب بهذا ثقة المتداولين بشكل كبير جعله ثابت أمام قرار البنك المركزي الأخير.
من جهة أخرى يستمر الحذر والترقب في الأسواق بسبب استمرار الأوضاع الاقتصادية المتعثرة للاقتصاد المصري الذي يعاني من أزمة نقص في السيولة من العملات الأجنبية، وسط تزايد كبير في التزاماته الداخلية والخارجية.
و تستعد مصر لسداد 847.9 مليون دولار لصندوق النقد الدولي خلال شهر أغسطس الجاري على ثلاث دفعات كأقساط وفوائد للقروض التي حصلت عليها مصر سابقاً الامر الذي يضغط على الحصيلة الدولارية لمصر.
يأتي هذا وسط سعي مصر لاستكمال برنامجها الأخير مع صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على قرض بقيمة 3 مليار دولار لمدة 3 سنوات حصلت مصر على الدفعة الأولى في ديسمبر الماضي بقيمة 347 مليون دولار، وتسعى مصر لإتمام المراجعة الأولى للصندوق في منتصف سبتمبر القادم بعد تأجيلها خلال الفترة الأخيرة من أجل الحصول على الدفعة الثانية من القرض.
وارتفع احتياطي النقد الأجنبي لمصر خلال شهر يوليو الماضي ليصل إلى 34.9 مليار دولار بزيادة مقدارها 71.7 مليون دولار. لتستمر الزيادة الشهرية في احتياطي النقد الأجنبي منذ سبتمبر 2022 ارتفع الاحتياطي خلالها بمقدار 1.72 مليار دولار.
وأشار البنك الدولي إلى أن مصر يتعين عليها سداد 15.3 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام الجاري منها 7.7 مليار دولار ودائع معظمها للدول الخليجية التي يتم تجديدها باستمرار.