الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

إتيكيت منذ 3000 عام| الصين تصدر للعالم الملاعق وتأكل بالعيدان.. قصة استخدامها في طهي الطعام.. وأساطير غريبة حول أسباب اختراعها

ستاندر - تقارير
ستاندر - تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لكل شعب طريقته الخاصة في إعداد الطعام وحتى طريقة تناوله، فموضوعنا اليوم عن «أعواد الأكل» المستخدمة في تناول الطعام، وهي عبارة عن زوج من أعواد رفيعة تتساوى في الطول، ويعود أصلها إلى دولة الصين، ومن ثَم قامت دول شرق آسيا كاليابان وشبه الجزيرة الكورية وفيتنام باستخدامها بعدما انتقلت إليهم وأصبحت عادة من عادات التراث.


ونستعرض عبر «البوابة نيوز» في هذا التقرير، استخدام أعواد الطعام لدى شعوب شرق آسيا وخاصة الصين وأسباب تمسكهم بها منذ 3000 عام رغم تكلفتها الباهظة وتصديرهم الملاعق لكل دول العالم وطبيعة الاستخدام الأول لها، وذلك خلال السطور التالية:


طريقة صنع عيدان الأكل
تقوم صناعة عيدان الأكل من مواد مختلفة مثل: شجر الخيزران ويعتبر من أكثر المواد انتشارًا والتي تستخدم في عيدان تناول الطعام؛ وذلك لأنه غير مكلف ومتاح بسهولة وسهل التقسيم ومقاوم للحرارة وليس له رائحة، والخشب كخشب الأرز وخشب الصندل وخشب الساج والصنوبر، واللدائن، وفي بعض الأحيان تصنع من المعدن، العظم أو العاج، وتمسك أعواد الأكل بين أصبعي الإبهام والأصابع الأخرى في يد واحدة وتستخدم لالتقاط الطعام، وهي من عادات الصين المميزة والتي تندرج تحت ثقافة الصين في تناول الطعام وهي من أدوات المائدة الثابتة، كما أنها تشير إلى آداب السلوك في الطعام، وهي أعواد طويلة ومستقيمة، ويعتاد الصينيون بشكل دائم على استخدام الأعواد مستديرة الجسم ذات الرأس المربعة، والعيدان اليابانية تكون عادة سميكة من مكان الإمساك بها في الأعلى وتبدأ في الرُفع حتى الطرف السفلي الذي يلتقط به الطعام.


أنواع عيدان الطعام واستخداماتها

عيدان الأكل في الصين تتميز بأنها أسمك وأطول من عيدان تناول الطعام في اليابان ودولة كوريا، ولديها جوانب مربعة أو مستديرة، وتنتهي بنصائح حادة ومسطحة، وتكون مصنوعة من بلاستيك الميلامين أو الخيزران المطلي.

أما في اليابان تكون عيدان تناول الطعام أقصر من عيدان تناول الطعام الأخرى وهى مصنوعة من الخيزران أو الخشب وتكون مطلية بالورنيش، وتأتى عيدان تناول الطعام اليابانية بأحجام الأطفال والنساء، والتي تكون أقصر من الأحجام القياسية، وقد تكون مصنوعة من البلاستك الملون.

وفي كوريا عيدان تناول الطعام متوسطة الطول وشكل مستطيل مسطحة، وهى مصنوعة تقليديا من النحاس الأصفر أو الفضة وتستخدم في نفس الوقت مع الملعقة.

وفي دولة فيتنام تكون عيدان تناول الطعام أطول، وهى مصنوعة من الخشب المطلي أو الخيزران وتقوم على الصناعة التقليدية.


تعد أنواع عيدان الطعام كثيرة ويختلف كل نوع من حيث طريقة الاستخدام مثل:  «ميؤتو باشي (عيدان الأزواج)» وهي عبارة عن زوجين من العيدان مختلفين في الحجم واحد منهما للرجال والأخر للنساء، والـ«إيواي باشي» (عيدان الاحتفالات) وهي تستخدم في احتفالات رأس السنة الجديدة، وأخرى تستخدم في الـ«كايسيكي» وهي وجبة خفيفة تقدم في طقوس الشاي وتسمي «ريكيو باشي»، وكذلك هناك أنواع خاصة لاستخدام الأطفال وأنواع تستخدم في الطبخ كأدوات مطبخ «ساي باشي»، كما يوجد الـ«واري باشي» وهي تكون معدة للرمي بعد الاستعمال لمرة واحدة فقط.

نسبة مستخدمي أعواد الطعام
ويستخدم عيدان الأكل على مستوى العالم حوالي 1.5 مليار شخص، من بينهم 80% ضمن شعوب كوريا والصين واليابان وفيتنام يتناولون بها الطعام التقليدي المتعارف عليه لديهم.


تكلفتها الباهظة 
على الرغم من أن تكلفة صنع عيدان الأكل في الصين باهظة جدًا ومع زيادة فرض الحكومة ضرائب عليها، ولكن تتمسك دول شرق آسيا بصفة عامة بهذا التراث وتشير تقديرات حكومية إلى أن الصين تنتج نحو 100 مليار زوج من أعواد تناول الطعام سنويًا، بمعدل 277 مليون زوج يوميًا، وأن اليابانيين، يستهلكون ما لا يقل عن 45 مليار زوج من العيدان في العام، أي ما يساوي 25 مليون شجرة سنويًا، و200 جوز للفرد الواحد ولهذا السبب، تستورد اليابان حاليًا 90% من العيدان الاستهلاكية السريعة التي تستخدم لمرة واحدة من الصين، رغم أنها أول من صنعها في نهاية القرن الـ19، كما بدأت الولايات المتحدة بتوريد العيدان المصنوعة من الأخشاب التي تحتاج إلى العلاج الكيميائي.


طريقة الاستخدام
للاستخدام الأمثل لتلك العيدان عليك فقط بمسك أعواد الأكل بين إصبعي الإبهام والأصابع الأخرى في يدِِ واحدة، وتستخدم لالتقاط الطعام وللخطوات عليك:


أولا، خذ العود الأول وامسك به من الثلث الأعلى بين الإبهام والسبابة وأدعمه من الأسفل بواسطة أصبع الوسطى.
- ثم آتي بالعود الآخر وأدخله عند راحة الإبهام حيث تكون مسنودة على مفصل الإبهام وأعلى أصبع البنصر عند مكان خروج الظفر فيه.
- حاول تحريك الطرف السفلي على هذا الوضع لتفتح وتقفل على بعضها. حافظ دائما على ترك مسافة الثلث في الجزء الأعلى من العيدان أعلى مكان مسك الأصابع.
- تدرب على استعمال العيدان وحاول التقاط حبات صغيرة كالسوداني.
وتقول بعض الدراسات إن هذه الطريقة في الإمساك بالطعام تحرك 50 عضلة في راحة اليد، ما ينشط الدوائر العصبية عند الأطفال والعجائز.


إتيكيت تناول الطعام بـ عيدان الأكل
ورغم اختلاف طرق استخدام عيدان الطعام في بعض الدول الآسيوية، إلا أنها تتفق في «إتيكيت» وطرق تناول الطعام، إذ يعتبر اللعب بعيدان الأكل سلوكًا سيئًا، كما يجب ألا تستخدم لإصدار أصوات أو لفت الانتباه أو للإشارة إلى الأشخاص كما يمنع استخدامها من أجل تحريك الأطباق أو ثقب الطعام لالتقاطه، كما يحظر الإتيكيت ترك أعواد الأكل ملقاة في طبق الطعام، ومن القواعد الأساسية في استخدام عيدان الأكل، استخدام اليد اليمنى لا اليسرى، حتى لو كان الشخص الذي يستعملها أعسر.


إتيكيت عمره 3000 سنة قبل الميلاد
ذكر المؤرخ ويل ديورانت، صاحب كتاب «قصة الحضارة»، أن التاريخ الأقدم لعصى الأكل يعود لأكثر من 3000 سنة قبل الميلاد، ويرجع أصل تلك العادة من الصين، ويوجد بعض آثارها في «التبت ونيبال» في آسيا الوسطى، وتحديدًا في عصر «جوسين»، آخر ملوك أسرة شانغ الصينية، واكتشف علماء الآثار عيدانًا عتيقة من الذهب والفضة والبرونز والعاج، وكان البعض يعتقد أن عيدان الفضة تكشف السموم في الغذاء.


الاستخدام الأول لـ عيدان الأكل


في بادئ الأمر تم استخدام تلك العيدان في الطبخ وليس للأكل، وكانت تصنع عن أغصان ضعيفة وطويلة وتستخدم لتقليب ما بداخل أواني الطبخ أو لإمساك شيء من الطعام، أما بعد ذلك فأصبحت تستخدم في تناول الطعام، ويرجع السبب في هذا التحول إلى أنه يعتقد أن بعد 500 سنة بعد الميلاد ازداد عدد السكان في الحضارات الآسيوية واشتد الفقر، فأصبح الطعام قليلًا ويقطع إلى قطع صغيرة، فتناولوا الطعام بنفس العيدان التي يطبخون بها، وهناك سبب آخر وهو انتشار مبادئ كونفوشيوس في نفس تلك الفترة، والتي تشجع الناس على ترك أدوات الطعام الحادة.


امتداد لأصابع اليد
ويعتبر الصينيون العيدان امتدادًا للأصابع، إذ إن الأكل باليدين من دون استخدام هذه العيدان يعد عملًا مشينًا، ويجسد نقص المعرفة وآداب السلوك كما أنهم يرون الأكل بالشوكة والسكين عملًا وحشيًا، فهذه الأدوات من أدوات الحرب والعدوان.


وتتميز أعواد الأكل الصينية بكونها طويلة ومستقيمة وذات نهاية كليلة، ما يجسد التسامح وروح السلم، وعلى عكس الصين واليابان يستخدم سكان شبه الجزيرة الكورية عيدانًا معدنية، إذ يعتقدون أنها نوع من التقدم والتحضر.


أساطير حول مخترع عيدان تناول الطعام
يوجد ثلاثة أساطير حول من اخترع عيدان تناول الطعام وكيفية اختراعها، حيث هناك أقاويل مغزاها أن السيد جيانغ زيا في القرن الحادي عشر قبل الميلاد ساعد إمبراطور أسرة شانغ وأخبره أن يستخدم أعواد الخيزران لالتقاط اللحوم، واكتشف أن زوجته أرادت قتله باستخدام الطعام السام، عندما يأتي الدخان من عيدان تناول الطعام ويتسمم الطعام.
وهناك أقاويل أخرى أنه في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، كان يوجد امرأة جميلة اعتادت إرضاء الإمبراطور عن طريق التقاط اللحوم الساخنة بعصا الشعر.


وبعض الأساطير الأخرى في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد تشير إلى أن والد الإمبراطور الأول لأسرة شبا اخترع عيدان تناول الطعام الخشبية لالتقاط الطعام الساخن لتوفير الوقت على الوجبة أثناء التحضير لأعمال السيطرة على الفيضانات. 


نصائح حول استخدام عيدان تناول الطعام
عند استخدام عيدان تناول الطعام لتناول الطعام، يحتاج الناس إلى الانتباه إلى بعض المحظورات والاتفاقيات الشائعة، وهي تكون كالتالي:


- لا تشير بعيدان تناول الطعام بوجه الآخرين أو السبابة على الآخرين، حيث أن هذه الحركة تدل على عدم الاحترام.
- يجب ألا تلوح بعصا تناول الطعام في الهواء أو تلعب بها أثناء تناول الطعام.

- لا تقم بوضع عيدان تناول الطعام المعلقة عموديًا على الطبق ، خاصة الأرز ، لأن هذا يشبه الاحتفال الذي يقام في الجنازات في اليابان

لا تأكل مباشرة من الأطباق، من الشائع جدًا أن يترك اليابانيون صوانيًا مليئة بالسوشي أو أي طعام آخر عليك بوضعها في طبق آخر أمامك، لذلك لا تأخذ طعامًا من الصينية العامة وتناوله أبدًا.

- لا تستخدم عيدان تناول الطعام في حفر الطعام والبحث عن الأطعمة الأخرى داخل الطبق، وتناول الطعام بشكل طبيعي، وأخذ كل ما في متناول يدك.

- لا تستخدم العيدان في تمرير الطعام إلى شخص آخر مباشرة، لأن هذا يشبه العرف في الجنازات اليابانية.