رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

تفاصيل تطور «الضبعة النووية» بدءًا من حلم إنشائها وحتى تنفيذها على أرض الواقع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نشأ حلم إنشاء محطة الطاقة النووية المصرية للأغراض السلمية في عهد الرئيس جمال عبد الناصرعام 1955 الذي كان أول من أبدى اهتمامًا بالمستقبل النووي وسعى بحماس للانضمام إلى النادي النووي، وبالفعل تم في عام 1961 بناء أول مفاعل نووي للأبحاث في مدينة أنشاص لكن حلم انشاء محطة طاقة نووية مصرية لم يتحقق وتوقف المشروع، ولكن في الثمانينيات من القرن الماضي كان يوجد تخوف كبير من إنشاء المحطة بعد حادث شيرنوبيل النووية لتعرضها لانفجار كبير مما ساهم في تأجيل أعمال التنفيذ إلى أجل غير مسمى.

ولكن في عام 2007 أعلن الرئيس السابق استئناف البرنامج النووي المصري في منطقة الضبعة بمحافظة مطروح، والذي تم اختياره من بين 23 موقعًا محتملًا لبناء أول مفاعل نووي في البلاد وقد وقع الاختيار على منطقة الضبعة نظرًا لموقعها بالقرب من الموارد المائية لاستخدامها في عملية التبريد وهي بعيدة عن مناطق الزلازل والمناطق السكنية، وبالفعل بدأت كلية الهندسة العسكرية في عام 2013 بتجهيز الموقع للمشروع، وتم تشييد المباني السكنية لعمال المشروع في المنطقة، وتم مد خطوط أنابيب الغاز والمياه وتم توفير الكهرباء وتم نشر أجهزة الاتصالات.

تنفيذ حلم الضبعه على أرض الواقع

ومنذ توقيع الاتفاقية الحكومية الدولية بشأن إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية في عام 2015 بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بدأ المشروع يسير بخطى سريعة ووفقًا لهذه الاتفاقية تتعهد روسيا ببناء أربعة مفاعلات من نوع VVER من الجيل 3+ باستطاعة 1200 ميغاوات، على أن تبلغ الاستطاعة الإجمالية 4800 ميغاوات. 

يذكر أن هذا النوع من المفاعلات يلبي معايير الأمان الجديدة، والتي تم تعديلها لتلبية متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تم إدخالها بعد الحادث الذي وقع في محطة الطاقة النووية اليابانية "فوكوشيما" وبات يطلق على هذه المتطلبات اسم "ما بعد فوكوشيما"، وبحسب الجدول الزمني لعملية البناء فإنه من المقرر أن يبدأ تشغيل المفاعل الأول بحلول عام 2028. 
في هذا الإطار لابد من الإشارة إلى أن شركة روس آتوم الحكومية الروسية لن تقوم فقط ببناء المحطة، بل ستقوم أيضًا بتزويد الوقود النووي الروسي لكامل دورة حياة محطة الطاقة النووية وتقديم الدعم في تشغيل وصيانة المحطة خلال السنوات العشر الأولى من عملها، وكذلك تقديم المساعدة في تدريب الكوادر المصرية وبناء منشأة خاصة للتخزين ووضع حاويات لتخزين الوقود النووي المستهلك.
وكانت قد أعلنت هيئة المحطات النووية أنه قد حققت مجموعات الطاقة الثلاث للمشروع نجاحًا كبيرًا إذ تم صب "الخرسانة الأولى" في المجموعة الأولى في شهر يوليو 2022، وتم صب الخرسانة في المجموعة الثانية في شهر نوفمبر 2022 في الوقت نفسه استمر بناء المجموعة الثالثة بنجاح، وفي شهر مايو 2023 تم صب الخرسانة في المجموعة الثالثة. 
وتتتابع الأحداث في شهر مارس 2023، عندما تم تسليم أول معدات كبيرة الحجم جهاز الماسك الأساسي للمفاعل النووي ويستمر حاليًا العمل على تصنيع المعدات الرئيسية الأخرى للمشروع إذ أكد الخبراء في شهر مايو استعداد مصنع "زيو-بودولسك" لإطلاق إنتاج أحد العناصر المهمة لمعدات جزيرة المفاعل في محطة الضبعة النووية، بما في ذلك جهاز فقاعات ومكونات التثبيت الخاصة بالجهاز وأجزاء مدمجة لجميع مجموعات الطاقة الأربعة. 
كما تم تصميم جهاز الفقاعات من أجل تكثيف البخار القادم من معوض الضغط والمعدات الأخرى للدائرة الأولى أثناء عملية التسخين وعمليات التشغيل الأخرى للمفاعل، علمًا أن الجهاز مصنوع من فولاذ الكروم والنيكل الأوستنيتي.

مفاعلات الجيل الثالث وتقليل دور العامل البشري 

في هذا السياق أشار رئيس هيئة المحطات النووية الدكتور أمجد الوكيل إلى أن مشروع محطة الضبعة النووية يعد من أفضل المشاريع في العالم إذ نصت الاتفاقية الحكومية بين جمهورية مصر العربية من جهة وروسيا الاتحادية ممثلة بشركة روساتوم الحكومية من جهة أخرى على بناء مفاعلات من الجيل الثالث تتميز بتصميم بسيط وعال الموثوقية، مما يقلل من دور "العامل البشري".
كما تنص الاتفاقية أيضًا على أن مشروع محطة الضبعة النووية يلبي أعلى معايير الجودة والسلامة في تنويه هام على إن التكنولوجيا المستخدمة في المحطة - VVER 1200 - هي الأكثر تطورًا في العالم، خاصة فيما يتعلق بحجم الاستطاعة الكبير والكفاءة العالية. أيًا كان الأمر فقد تم وضع متطلبات صارمة لجعل محطة الضبعة النووية تتفوق من حيث جميع المؤشرات محطات الطاقة النووية المماثلة وبفضل التنسيق الدقيق بين الجهات المنفذة "المقاولين والمتعهدين" الروس والمصريين، ستصبح مصر ومحطتها النووية قريبًا جزءًا من قائمة الدول التي تستخدم الطاقة النووية بأمان ولا تضر بالبيئة.

في حين أعلنت هيئة المحطات النووية عبر صفحة التواصل الاجتماعي فيس بوك، ان الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة سيقوم خلال أيام بزيارة مهمة للمشروع النووى فى الضبعة يتفقد خلالها سير الأعمال الهندسية الجارى تنفيذها فى الموقع ومتابعة خطة العمل وفق الاتفاقية الموقعة مع شركة روزاتوم الروسية المنفذة للمشروع، ويرافق الوزير الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء وعدد من خبراء ومسئولى الشركة الروسية.
وكان قد أعلن الوزير إنه من المقرر بدء تشغيل المفاعل النووي الأول للمحطة عام 2028 على أن يتم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعا ضمن مزيج الطاقة الكهربائية، لافتا إلى أن محطة الضبعة النووية الجارى إقامتها فى محافظة مطروح تتكون من 4 مفاعلات نووية بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، بمعدل 1200 ميجاوات لكل مفاعل.

وأكد شاكر أن تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووى السلمي يسير وفق البرنامج الزمني المخطط.
ويذكر أن هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء تخطط لتركيب مصيدة قلب المفاعل الأول لمشروع محطة الضبعة النووى فى يوم 6 أكتوبر المقبل، على أن يتبع ذلك تركيب مصيدة قلب المفاعلات الثانى والثالث والرابع وفقا للبرنامج الزمنى للمشروع.
وقال الوكيل أن مصيدة قلب المفاعل النووى هى أول معدة طويلة الأجل يتم تركيبها فى المحطة النووية، موضحا أهميتها فى أنها عبارة عن وعاء عملاق يصل وزنه لأكثر من ٧٠٠ طن ويستخدم لحماية البيئة والمجتمع من أية آثار غير مرغوبة حال وقوع حادث نووى جسيم، وهو الأمر الذى يصل احتماله إلى من «١ إلى ١٠ مليون مفاعل/ سنة» فى المفاعلات الحديثة من الجيل الثالث المطور، حيث تتميز مفاعلات الضبعة بأعلى وسائل الأمان فى العالم.
وكشف الوكيل أن هيئة المحطات النووية لإنتاج الكهرباء ستبدأ فى أكتوبر المقبل أعمال تركيبات المعدات للوحدات النووية للمحطة الأولى بالضبعة حيث من المقرر ووفقا للبرنامج الزمنى للمشروع القومى دخول الوحدات النووية الأربع مرحلة الإنشاءات الكبرى خلال العام الحالي موضحا أن الإنشاءات الكبرى تتضمن إنشاء المباني الخاصة بمبنى المفاعل والتى تبدأ بالصبة الخرسانية الأولى.
وتابع أن هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تدرس حاليا إجراءات منح هيئة المحطات النووية إذن الإنشاء للوحدة الرابعة للبدء فورا فى تدشين أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الرابعة خلال العام الحالى لتدخل جميع وحدات محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء مرحلة الإنشاءات الكبرى ليكون 2023 عام دخول الوحدات النووية الأربع مرحلة الإنشاءات الكبرى وبدء مرحلة التركيبات أيضا.
وأضاف الوكيل أن هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء أتمت أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى 20 يوليو الماضى والصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الثانية نوفمبر 2022 وفيما تم تدشين أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثالثة فى 3 مايو من العام الحالي.