يرى الكاتب المسرحي محمد أبوالعلا السلاموني، أن ثورة ٢٣ يوليو كان لها فضل كبير على فن المسرح، خاصة مسرح الستينيات الذى نتج عن هذه الثورة، التى اتجهت فى مجالات متخصصة فى السياسة، والاقتصاد، والفن، والثقافة وغيرها، بل ويكفي أنها كانت سببا في إنشاء وزارة الثقافة المصرية التى أعطت دفعة قوية للفنون والآداب بشكل عام، إضافة إلى مجلس الفنون والآداب الذى يطلق عليه حاليا المجلس الأعلى للثقافة، وكذلك مصلحة الفنون التى يديرها الكاتب يحيى حقى، وظهر بها الفنون الشعبية وتراثها الشعبي، فهذه الثورة أعطت دفعة قوية للفنون.
وكان المسرح القومي يترأسه أحد رجال الثورة وهو أحمد حمروش، الذي استطاع بقيادته الحكيمه وإستراتيجيته الإدارية حل كافة الخلافات القائمة بين الفنانين وبعضها في ذلك الوقت، مؤكدا أن المشكلة الحقيقة للمسرح تقع فى ضعف إدارته، والإدارة الحكيمة هى أساس تنظيم العمل الفني، ودائما رجل الجيش يمتلكون رؤية واستراتيجية جيدة، لأنهم يدرسونها فى كلياتهم العسكرية، فقد استطاع الدكتور ثروت عكاشة بفضل استراتيجيته الحكيمة أن يبدع ويضع أساسا للبنية التحتية لوزارة الثقافة آنذاك.
ويشير إلى أن سبب نجاح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، أنه كان معلما فى الكلية الحربية، ولديه رؤية استراتيجية ناجحة تؤدى إلى التقدم، حيث ازدهر فى عهده كل المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والفنية، وقد شهد عهد الظابط أحمد حمروش نهضة مسرحية كبيرة، دعا خلالها الكتاب المصريين من بينهم: محمود تيمور، ونعمان عاشور، وسعد الدين وهبة، وغيرهم بعمل مسرحى شهريا يختلف عن الآخر وهذا ما جعل المسرح يزدهر فى عهده.
وعندما تولى الفنان محمود الحدينى قيادة المسرح طلب منه عرض مسرحى بعنوان "الثأر ورحلة العذاب" فى فترة السبعينيات وأخرجه عبدالرحيم الزرقاني، وهي عن امرئ القيس، فكان المسرح يقدم فى تلك الفترة ١٢ عرضا مسرحيا يقدم شهريا طوال العام، مؤكدا أن مديري المسارح فى فترة الستينيات وما بعدها كان النص المسرحى من أهم أولوياتهم وهذا ما نفتقده في الوقت الراهن.