الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

د. غادة عبدالرحيم تكتب.. الروشتة "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

د. غادة عبدالرحيم تكتب.. الروشتة "1".. أطفالكم عطايا من الله فأحبوهم

 

أتقولون إن أول صوت يصدر عن الطفل هو البكاء! لا شك عندي في هذا، فإنكم تكرهونه على ذلك بما تكبلونه من قيود وتنزلونه به من عذاب، فلا يجد شيئا حرا إلا صوته، فكيف لا يستخدمه ليشكو؟
من مقولة الكاتب والفيلسوف “جان جاك روسو”، أدخل إلى الحل لا المشكلة في تربية الأطفال وبناء شخصيتهم وقبل الوقوف على أخطاء التربية أود أن أشير إلى أن أطفالنا عطايا من الله لنا لنتمتع بحبهم كجزء صغير؛ لندرك ماهية هذا الشعور العظيم الذي خلقنا الله لأجله ورفع قدر ذلك الحب، وأجزل العطاء على من ينتهج سبله.. فإذا كان هذا الطفل قد خلق من روح الأبوين فكيف نبخل على جزء منا بالحب ولا نحيطه بالحنان الكافي؟! 

وإذا كان هذا الطفل هو امتدادنا في الحياة، فلماذا نقصر في بناء شخصية نتباهى بها؟ في الواقع نحن في كثير من الحياة نخطئ من حيث أردنا الإصلاح، ونظن أن التربية أوامر في المطلق وتحذيرات وممنوعات ويتغلب علينا الخوف فبدلا من أن نبني أبناءنا نهدم أرواحهم ونهزمهم فنجعلهم مسلوبين الإرادة ونتركهم كقشة في مهب رياح العاتية، فتقسو قلوبهم ونشكو من عقوقهم وفشلهم ونحن الذين لم نعط النبتة حقها، ولم نترك فيهم ما ينفعهم وينفعنا، شغلتنا الحياة فظننا أن التربية هي المأكل والملبس ودفع مصاريف الدراسة، ونسينا أن الأصل هو التنشئة السليمة التي تحافظ على الفطرة وتبني إنسانا يفيد مجتمعه الصغير ووطنه، ويؤثر في العالم من حوله ليستحق أن يكون خليفة الله في الأرض.
لذا عليكم أيها الآباء والأمهات، أن تكونوا أطفالا مرة أخرى مع أبنائكم لأنه مع الطفولة تستطيع أن تكتسب عفويتك وترمم تلك الأجزاء التي كسرتها فيك الحياة، هي فرصة جديدة للعودة لنقائك فلتستثمرها مع طفلك، وتذكر أن السعادة والحب شيء مشترك بينكما، فكما تعطي ستأخذ وكما تزرع ستحصد، وليس هناك في الحياة أجمل من أن تحصد حبا وتقديرا من ابنك.
هنا سنحبو سطرًا سطرًا مع أطفالنا كل أسبوع في “البوابة نيوز”،  لنقف عند أخطائنا في تربية أبنائنا ونصححها فما زالت الأماني ممكنة وما زال بإمكاننا تعديل تلك السلوكيات السيئة التي تفشت في مجتمعنا الشرقي الأصيل والتي خلفت الكثير من الحزن في أعماقنا، فكيف لهذا الشعب صاحب الحضارة الوسطى الطيب المحب أن تنبت كل هذه الشرور في أرضها؟

 هل أحد يصدق أن مصر بها قضايا عقوق وجرائم قتل ونزاعات بين الأهل؟ تلك هي الحرب.. حرب تحويلنا إلى مسوخ وتجريدنا من هويتنا وأخلاقنا.. لذا لا بد أن نضع نقطة في نهاية هذا السطر من العذابات، ونبدأ سطرًا جديدًا من الحب، نغرس فيه فسيلات تثمر خيرًا وعطاءً نفتخر بها فيما هو قادم، لنؤسس مجتمعا صغيرًا يخدم الوطن.