شاركت «هواوي مصر»، المتخصصة في مجال توفير حلول تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، كشريك بلاتيني في مؤتمر جيتكس أفريقيا 2023تحت شعار «تحرير القوي التكنولوجية لخدمة القارة الأفريقية»، حيث جاءت مشاركة «هواوي» تأكيدًا على استراتيجيتها التي تضع التحول الرقمي والأمن السيبراني في صدارة أولوياتها، وحرصًا منها على تسليط الضوء على أفضل الاستراتيجيات والتوجهات التي تدعم التحول الرقمي للمؤسسات والقطاعات والاقتصادات وذلك بالاستفادة من خبرات «هواوي» الواسعة في مجال تكنولوجيا المعلومات ومشاركة أحدث وأفضل حلول الأمن السيبراني، وابتكارات التحول الرقمي، والتطبيقات الناجحة لمنتجاتها.
قال عدنان بن حليمة، نائب رئيس شركة هواوي للعلاقات العامة، إن الدورة الأولي من معرض ومؤتمر «جيتكس أفريقيا 2023» تمثل رسالة قوية تؤكد علي قدرة المغرب علي جذب استثمارات أجنبية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والذي يتطور بشكل سريع، موضحًا أن المؤشرات الأولية تظهر مشاركة نحو 25 ألف زائر فى المعرض.
وأوضح «بن حليمة» علي هامش المعرض، أن شركته تعتبر أفريقيا قارة الفرص الواعدة خاصة أن 15% من حجم الاقتصاد الأفريقي رقمي مقارنة بـ50 في دول العالم الأخري، متوقعًا أن تشهد القارة السمراء استثمارات كبيرة خلال السنوات المقبلة فى قطاعات حلول التكنولوجيا المالية وتحويل الأموال عبر المحمول وميكنة خدمات الصحة والنقل واللوجستيات والتأمين.
وأضاف أن «هواوي» تعمل حاليًا على التنسيق مع الحكومات الأفريقية علي تطوير سيناريوهات تطوير شبكات البنية التحتية للاتصالات ودمج تقنيات جديدة لتحسين جودة حياة مواطنيها مثل خدمات تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات «5G».
وألمح إلي أن «هواوي» متواجدة فى أفريقيا منذ عام 1997، وتسعي إلي مساعدة دولها علي كيفية توظيف التكنولوجيا فى رقمنة الاقتصادات المحلية ورفع قدرات الكوادر البشرية من خلال التعاون مع كل الأطراف المعنية، كما تُعد أيضًا شريكًا رئيسيًا لمزودي خدمات الاتصالات فى دول القارة.
أشار إلي أن السنوات المقبلة ستشهد تطورا كبيرا فى عمليات إدارة وتخزين البيانات داخل أفريقيا، لافتًا إلي أن الاحصاءات العالمية تشير إلي أن 2% فقط من حركة الداتا فى القارة مخزنة بها.
وأكد أن «هواوي» تعمل دائمًا علي تطوير حلول مراكز الداتا سنتر والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي الموجهة لدول القارة السمراء إيمانًا من الشركة بأنها تشهد تناميا فى معدلات استخدام التكنولوجيا، بالإضافة إلي كون البيانات أصبحت بترول العصر الحديث – على حد وصفه.
واعتبر أن تكنولوجيا خدمات الجيل الخامس للاتصالات هي أداة لزيادة سرعات خدمات الاتصالات وضمان الربط بين الشبكات «connectivity»، منوهًا عن جاهزية الشركة من الناحية الفنية لتطبيقها فى السوق المصرية ولكنها تنتظر صدور تراخيص للمشغلين من قبل جهاز تنظيم الاتصالات فى القريب العاجل حتي تستطيع وضع خارطة طريق محددة المعالم مع الجهات المسئولة.
وتابع أن الشركة تعتمد على تقسيم القارة السمراء إلي أسواق منطقة شمال أفريقيا وجنوبها، لافتًا إلي أن مصر تُعد الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية شمالًا نتيجة التعداد السكاني الكبير وسرعة تطور شبكة البنية التحتية للاتصالات وزيادة درجة الوعي التكنولوجي للمواطنين الأمر الذي يظهر فى كثافة استخدام الإنترنت.
وألمح إلي أن تطوير البنية التحتية بحاجة إلي توافر كوادر بشرية مدربة على أعلي مستوي من خلال إطلاق برامج لتنمية مهارات الكفاءات فى كل دولة علي حدة، وهو الأمر الذي ينطبق جليًا من خلال التعاون مع الجامعات المصرية، وبالأخص فى حلول تكنولوجيا البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي، كاشفًا عن استهداف الشركة تأهيل 150 ألف مواطن أفريقي فى قطاع تكنولوجيا المعلومات خلال الخمس سنوات المقبلة.
في سياق متصل، أشار إلي أنه يتم تقييم البرامج التدريبية التى تطلقها الشركة بالسوق المصرية وفق عنصرين أولهما عدد الشهادات الممنوحة للخريجين والآخر هو معدل التوظيف بعد الحصول علي التدريب بناءً على البيانات الصادرة من وزارة القوي العاملة.
وتابع قائلًا: «لا تنتهي علاقة هواوي بالمتدرب بل تسعي إلي تعيينهم بالشركة أو مواقع أخري مع شركاء عملها».
علي صعيد آخر، قال إن شركته توفر الحلول الرقمية لكل الدول التى تعمل بها بما يخدم خططها التنموية إلا أن طريقة توصيل الخدمة تختلف من سوق لآخر، لافتًا إلي أن الحظر الأمريكي على بكين هو مسألة سياسية تعكس طبيعة العلاقة بين دول الشرق والغرب ولا تؤثر على قدرة الشركات الصينية، ومنها «هواوي» فى إتاحة الخدمات الرقمية فى أي مكان ووقت.
وأكد على صعوبة تصنيف الدول وفق درجة النضوج الرقمي خاصة أن الأمر يتباين من دولة لأخري بناءً علي عدة عوامل منها درجة تقدم البنية التحتية ومتوسط سرعة الإنترنت الثابت، لافتًا إلي أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا فى ملف تحسين خدمات الإنترنت والبنية التحتية خلال المرحلة الماضية بدعم من القيادة السياسية.
ودعا الشركات الناشئة المصرية للاستثمار فى مجال حلول التكنولوجيا الرقمية وعلي رأسها الطاقة النظيفة والمتجددة، كاشفًا عن إجراء «هواوي» مفاوضات أولية مع الحكومة المصرية على تحديث منظومة إدارة الموانئ وتقليل مدة ترانزيت حاويات البضائع.
«مدكور»: جميع دول العالم ليست فى مأمن من التهديدات الإلكترونية
من جانبه، قال محمد مدكور، نائب رئيس قطاع التكنولوجيا وكبير مسئولي الأمن السيبراني في شركة هواوي مصر، إن مصر تحتل المركز الرابع عربيًا في أمن المعلومات، موضحًا أن معظم الهجمات الإلكترونية تأتي بسبب أخطاء بشرية.
وأضاف «مدكور»، أن منظومة الأمن السيبراني ترتكز علي 3 محاور رئيسية هي التكنولوجيا والتطبيقات والعنصر البشري، لافتًا إلي أن هواوي تولي اهتماما ملحوظا بتنمية الكفاءات المتخصصة في مجال أمن المعلومات عبر أكاديميتها.
وذكر أن جميع دول العالم ليست في مأمن من التهديدات الإلكترونية لاسيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية وظهور أشكال جديدة من الاختراقات، مشيرًا إلي أن «هواوي» تعمل علي تطوير منتجات وطرح تطبيقات توفر المعايير القياسية في مجال أمن المعلومات.
وقال إنه مع التطور التكنولوجي السريع يزداد الحاجة إلي توفير حلول تقنية آمنة واستخدام أدوات عالمية متطور لضمان خصوصية البيانات، منوهًا إلي أن «هواوي» تتعاون مع حكومات الدول الأفريقية في بناء شبكات بنية تحتية متطورة تستوعب تطبيقات وخدمات رقمية علي أعلي مستوي ذلك بالتعاون مع شركاء العمل في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأضاف أن «هواوي» تخصص 22.4% من أرباحها سنويًا للبحث والتطوير منها 5% للأمن السيبراني لتعزيز عمليات الابتكار والتي تحتاج إلي تطوير مستمر لمواكبة المستحدثات في القطاع التكنولوجي وتزايد الاعتماد عليه.
أفريقيا تشهد عصرا جديدا للتحول الرقمي
قال مدحت محمود، مدير الحلول الرئيسية والتحول الرقمي في شركة هواوي لمنطقة شمال أفريقيا، إن أفريقيا تشهد عصرا جديدا للتحول الرقمي وتتجه أن تكون قارة ذكية.
وتابع أن هناك اهتماما كبيرا بضخ استثمارات في العديد من القطاعات التكنولوجية بداية من البنية التحتية متمثلة في كابلات الفايبر فضلا عن تكثيف الاستثمار في مراكز البيانات، مشيرًا إلي الاهتمام بتوجيه استثمارات نحو خدمات المدن والتحول إلي الطاقة المتجددة والخضراء.
وأضاف أن أفريقيا لديها فرص واعدة في القطاع التكنولوجي، وهناك اهتمام كبير من جانب «هواوي» بأن تكون داعما قويا للدول الأفريقية في القطاع التكنولوجي.
وقال: «مصر قطعت شوطًا كبيرًا في ملف التحول الرقمي انطلاقًا من استراتيجية مصر 2030، وأن هواوي كانت داعما أساسيا في عمليات التحول الرقمي من خلال التعاون مع الحكومة في الكثير من المشروعات من جانب، فضلًا عن دعم القطاع الخاص أيضًا».
وتابع: «لدينا مشروع نعمل عليه حاليًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين خدمات الإسعاف والصحة المصرية».
وأضاف «محمود»، أن التحول الرقمي تنتج عنه كميات هائلة من البيانات وهو ما يحتاج إلي استمرار عمليات تطوير البنية التحتية وزيادة عدد مراكز البيانات المؤمنة، لافتًا إلي أن الشركة تعتمد علي حلول تكنولوجية تراعي عناصر التنمية المستدامة وعلي رأسها الاعتماد علي مصادر الطاقة المتجددة.
وقال إن هناك تعاونا بين هواوي والحكومة المصرية ممثلة في وزارتي الاتصالات والتعليم العالي في عدة مبادرات لتمكين الشباب منها مبادرة منظومة بنك القدرات
في سياق متصل، أكد أن «هواوي» تتيح حلول المدن الذكية للمجتمعات العمرانية الجديدة علي غرار مدينتي والرحاب.