تحتفل منظمة الصحة العالمية يوم 31 مايو من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، وتحث منظمة الصحة العالمية الحكومات على التوقف عن دعم زراعة التبغ وعلى دعم محاصيل أكثر استدامة يمكن أن توفر الغذاء لملايين الأشخاص.
تضر زراعة التبغ بصحتنا وصحة المزارعين وصحة الكوكب. وتسعى دوائر صناعة التبغ إلى عرقلة محاولات استبدال زراعة التبغ، وهو ما يفاقم أزمة الغذاء العالمية.
وتشجع هذه الحملة الحكومات على إنهاء الإعانات الممنوحة لزراعة التبغ واستخدام الوفورات لدعم المزارعين في الانتقال إلى محاصيل أكثر استدامة تحسن الأمن الغذائي والتغذية.
أهداف الحملة
1 - تعبئة الحكومات لإنهاء المعونات الممنوحة لزراعة التبغ واستخدام الوفورات في برامج استبدال المحاصيل التي تدعم المزارعين في التحول عن زراعة التبغ، وتحسين الأمن الغذائي والتغذية؛
2 - إذكاء الوعي في مجتمعات زراعة التبغ بفوائد الابتعاد عن التبغ، وزراعة محاصيل مستدامة؛
3 - دعم الجهود الرامية إلى مكافحة التصحر والتدهور البيئي عن طريق الحد من زراعة التبغ؛
4 - فضح جهود دوائر صناعة التبغ التي تسعى إلى عرقلة التحول إلى سبل عيش مستدامة.
وسيكون المقياس الرئيسي لنجاح الحملة هو عدد الحكومات التي تتعهد بإنهاء المعونات الممنوحة لزراعة التبغ.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، "التبغ مسؤول عن حدوث 8 ملايين حالة وفاة سنويا، ومع ذلك تنفق الحكومات في جميع أنحاء العالم الملايين لدعم مزارع التبغ. وباختيارنا زراعة الغذاء بدلا من التبغ، سنعطي الأولوية للصحة، ونحافظ على النظم الإيكولوجية، ونعزز الأمن الغذائي للجميع".
ويعاني ما يزيد عن 300 مليون شخص في العالم من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وفي الوقت ذاته، يُستخدم أكثر من 3 ملايين هكتار من الأراضي في أكثر من 120 دولة لزراعة التبغ القاتل، وذلك حتى في بلدان يعاني سكانها من المجاعة.
وتبرز المنظمة في تقريرها الجديد بعنوان "لنزرع الغذاء، وليس التبغ" العلل التي تسببها زراعة التبغ وفوائد الانتقال إلى محاصيل غذائية أكثر استدامة تعود بالنفع على المزارعين والمجتمعات المحلية والاقتصادات والبيئة والعالم بأسره. ويفضح التقرير أيضا ممارسات دوائر صناعة التبغ التي توقع المزارعين في دوامة خبيثة من الديون، وتنشر زراعة التبغ من خلال تضخيم فوائدها الاقتصادية المفترضة، وممارسة الضغط من خلال مجموعات تدّعي أنها تخدم مصالح الزراعة.
وتسبب زراعة التبغ أمراضا للمزارعين أنفسهم ويقدر أن أكثر من 1 مليون طفل يعملون في مزارع التبغ ويُحرمون من فرص التعليم.
وقال الدكتور رويديدجر كريش، مدير تعزيز الصحة لدى المنظمة "لا يشكل التبغ تهديدا كبيرا للأمن الغذائي فحسب، بل يهدد كذلك الصحة بوجه عام، بما في ذلك صحة مزارعي التبغ. ويتعرض المزارعون للمبيدات الكيميائية ودخان التبغ ولمقدار من النيكوتين يعادل مقداره في 50 سيجارة - مما يؤدي إلى أمراض مثل أمراض الرئة المزمنة والتسمم بالنيكوتين".
وزراعة التبغ مشكلة عالمية. وينصب التركيز حتى الآن على آسيا وأمريكا الجنوبية، لكن أحدث البيانات تظهر أن شركات التبغ تتوسع في أفريقيا. ومنذ عام 2005، كانت هناك زيادة بنسبة 20٪ تقريبا في أراضي زراعة التبغ في جميع أنحاء إفريقيا.
وتدعم منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي مبادرة مزارع خالية من التبغ، وتُقدّم المساعدة في إطار هذه المبادرة لأكثر من 5000 مزارع في كينيا وزامبيا لزراعة محاصيل غذائية مستدامة بديلة عن التبغ.
ويكرم اليوم العالمي للامتناع عن التدخين كل عام الأشخاص الذين يحدثون فرقا في مكافحة التبغ. ومن بين الأشخاص الذين حظوا بالتكريم هذا العام السيدة سبرينا روبي تشاتشا، وهي مزارعة من كينيا، ليس فقط لانتقالها من زراعة التبغ إلى زراعة حبوب غنية بالبروتين، ولكن أيضا لتدريبها مئات المزارعين الآخرين على كيفية القيام بذلك من أجل مجتمع أوفر صحة.
والتزم 182 طرفا في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ بـ "... تعزيز البدائل المجدية اقتصاديا للعاملين في مجال التبغ ومزارعيه". ومن الطرق الحاسمة التي يمكن للبلدان من خلالها الوفاء بهذا الالتزام إنهاءُ الدعم المقدم لزراعة التبغ ودعمُ المحاصيل الصحية.
وباختيارنا زراعة الغذاء بدلا من التبغ، سنعطي الأولوية للصحة، ونحافظ على النظم الإيكولوجية، ونعزز الأمن الغذائي للجميع.