يتناول كتاب "نفوس للبيع" الصادر مؤخرا عن دار المعارف للنشر، لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، ضمن سلسلة إقرأ، مجموعة من المقالات ورسائل لأصدقاء ولنفس الإنسان، يمضي فيها طه حسين ويحلل ويصف طبائع النفس الإنسانية وعمقها ومقدارها من خلال مواقف وحوادث لمن كتب لهم وعايشهم.
وأيضا العديد من النماذج للنفس البشرية الأمارة بالسوء، وهي مرآة يرى كل إنسان نفسه فيها، لكن يمكنك أن تكون صادقا مع نفسك ولا تجعلها نفسا للبيع، فنفوس الناس معادن ومن المعادن ما يعلوه الصدأ، ومنها مالا يجد الصدأ إليه سبيلا وصدق الله تعالى في قوله عن النفس البشرية "إن النفس لأمارة بالسوء"، فالإنسان يجهل نفسه جهلا شديدا حتى مع تقدم العمر ووصوله إلى زمن الشيخوخة.
كما يضم الكتاب مجموعة من الرسائل التي كتبها بعض الأدباء العرب تشتمل على عادة أدبائنا العرب على مجموعة من الحكم في شكل أدبي بلاغي، وتحتوي الرسائل على عديد من النصائح عن الحكم وعن المعاملات الاجتماعية والأخلاق الحميدة وغيرها، أشبه بالنصائح والحكم التربوية.
الحرية أولا
تريد أن تنشىء الذوق الفني المصفى في نفوس الشباب المصريين ليحبوا الجمال ويذوقوه، ثم لينشئوا الجمال ويبتكروه ثم ليضفوا إلى فنهم فنا حديثا، تشير الرسالة إلى إنشاء الذوق الفني في نفوس الشباب لتبلغ بهم هذه المنازل كلها ولتشعرهم بأن من حقهم أن يعتدوا بأنفسهم ويعتزوا بقديمهم وحديثهم ويطمحوا إلى ما يطمح إليه أترابهم من الشباب في الأمم الراقية الأخرى، وأن يحققوا لوطنهم ما ينبغى أن يتحقق للوطن من هذه الحياة التي تنمو على مر الزمان وتربو على تعاقب الأيام، وأن يحققوا للإنسانية ما ينبغى أن يتحقق لها من هذا الرقي المتصل.
