"هروب اللاعبين المصريون وتجنيسهم"، أزمة متكررة واتهامات تلاحق الاتحادات الرياضية والرياضيين أنفسهم، في مصر منذ عدة سنوات، ما بين اتهامات تُرجم المسئولين بالإهمال وعدم تنمية مواهب الرياضيين، وبين اتهامات تُلاحق اللاعبين بالطمع والتجنيس لصالح دول أخرى واللعب باسمها.
تقبع الرياضة المصرية في خندق هذه الأزمة ما بين المطالبة بالتحقيقات، وعرض وشرح الأسباب، يظل "الموهوبون" هاربون.
هذه الأزمة فُجرت مرة أخرى بعد قصة هروب "أحمد بغداوة" لاعب المصارعة المصري أثناء مشاركته في بطولة أفريقيا بتونس الأيام الماضية، متجهًا إلى فرنسا.
البوابة نيوز ترصد في هذا التقرير أهم اللاعبين الهاربين من إهمال الاتحادات الرياضية وأسباب الأزمة من وجهة نظر الطرفين.
احمد بغداوة (المصارعة)
أثار هروب "أحمد بغداوة" لاعب المصارعة المصري أثناء مشاركته في بطولة أفريقيا بتونس، موجة من الغضب على المستويين الرياضي والشعبي، حيث ترك اللاعب حقيبته في الفندق الذي يقيم فيه المنتخب وتوجه إلى فرنسا.
وكشف والده فؤاد بغدودة، اهمال الاتحاد لابنه باعتباره بطل في اللعبة، وسوء الأحوال وضياع مجهود ابنه وسنوات عمره من دون أي مقابل أو تقدير هو ما دفعه للهروب خارج، حيث يتحمل الأب نفقات رياضة ابنه خلال السنوات الماضية حتى لا يحرمه منها، رغم مصادر دخله المحدودة، ولم يتكفل الاتحاد بذلك ولم يقدر ابنه بمكافآت مجزية.
عبدالرحمن مجدي (الجمباز)
هرب عبدالرحمن مجدي، لاعب منتخب الجمباز عام 2017 إلى تركيا، للعب باسم منتخبها عن طريق التجنيس، حيث غير اسمه إلى "آدم أصيل"، وعلى الرغم من اعتبار "مجدي" من أهم لاعبي منتخب الجمباز في مصر قبل رحيله، إلا أنه اتهم الاتحاد بالإهمال وعدم الاهتمام به كبطل صاعد في الجمباز، وأن الإدارة الرياضية في مصر تحتاج إلى تغيير في طريقة عملها، وأنه لمس هذا الاختلاف عندما التحق بمنتخب دولة أخرى، حيث يحصل على متابعة طبية ونظام تغذية متخصص يستطيع به الحفاظ على قوته البدنية للمشاركة في البطولات.
طارق عبدالسلام (المصارعة)
طارق عبدالسلام هو مصارع مصري، قام بطلب إجازة من اتحاد المصارعة المصرية بدعوى إقامة معسكر تدريبي في بلغاريا، لكن اللاعب بعد سفره تزوج من فتاة بلغارية، وحصل على الجنسية، وشارك فى عدة بطولات باسم المنتخب البلغاري.
هروب "عبدالسلام" جاء بعد مساومته على علاجه، بعد إصابته بغضروف في الرقبة، عام 2014 ، على حسب قوله، في تصريحات سابقة، لافتًا إلى أنه كان مهددًا بالشلل؛ إلا أن بلغاريا قامت بعلاجه وضمه أحد الأندية لفريقها.
محمد الشوربجي (الاسكواش)
أعلن الاتحاد الإنجليزي للإسكواش في 2022، انضمام محمد الشوربجي ليلعب باسم المملكة المتحدة، وهو ما كان بمثابة صدمة للاتحاد، خاصة مع التصنيف العالمي للاعب خلال تاريخه مع المنتخب المصري للإسكواش، حيث حصل على صدارة تصنيف اللعبة لمدة 7 سنوات
معاذ محمد (ألعاب القوى)
ألعاب القوى هرب معاذ محمد لاعب رمى القرص من مدرسة الموهوبين متوجها إلى قطر، وتم تجنيسه وشارك باسمها فى عدة بطولات، منها بطولة العالم للشباب وتوج بالميدالية الذهبية،
اللاعبون "أسامة، شبل، أشرف، مجدي" (كرة اليد)
لم تخلوا الألعاب الجماعية من هروب بعض لاعبيها حيث كان لكرة اليد النصيب في هروب كلا من خالد أسامة من النادي الأهلي، وإبراهيم شبل ونور أشرف وأحمد مجدى من نادي الترسانة لبعض الأندية العربية وعلى رأسها قطر، والحصول على الجنسية واللعب ضمن صفوف المنتخب.
كريم طارق (لاعب الجودو)
يعد كريم طارق أحد أهم لاعبي مصر في رياضة الجودو، حيث شارك في عدة بطولات وحصل على ميداليات ذهبية عديدة، إلا أنه قرر الهروب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد الاتفاق على الحصول على الجنسية والانضمام لمنتخبها.
لاعبون آخرون
وغيرهم من الابطال مثل، فارس حسونة اللاعب المصرى، والمجنس ضمن صفوف منتخب قطر لرفع الأثقال، وأدهم رمضان لاعب الجودو الهارب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، محمد عبد الفتاح بوجى لاعب المصارعة الذى تم تجنيسه للعب باسم البحرين، زين العابدين عبدالفتاح لاعب منتخب مصر لكمال الأجسام.
أسباب الأزمة
رصدت البوابة نيوز اتهامات المتبادلة بين الاتحادات الرياضية ووزارة الرياضة وبين اللاعبين الفارين من جحيم الإهمال على حد قولهم في التالي:
ضعف رواتب اللاعبين:
حيث اتهم اللاعبون الاتحادات الرياضية في مصر بعدم دفع رواتب ومكافآت مجزية نظير حصولهم على البطولات، كما أن اللعب يحتاج إلى تفرغ وعدم وجود رواتب مستمرة يدفع البعض إلى العمل في مجالات أخرى لكي يستطيع الإنفاق على نفسه أو أسرته.
عدم رعاية المصابين
يتهم أيضًا اللاعبون الاتحادات الرياضية بعدم علاج المصابين منهم، والهروب من تحمل مشقة تكاليف العلاج وتأهيل اللاعبين بعد الإصابات للعودة مرة أخرى.
عدم وجود عقود بين الأندية واللاعبين
على اتجاه آخر قال المسئولون في وزارة الرياضة وإدارات الاتحاد الرياضي أن الأندية الخاصة في مصر والتي يلعب من خلالها اللاعبين لا تهتم بإبرام عقود ملزمة بين الطرفين، مما يجعل هروب اللاعبين متاح.
النظام الإداري
عدم وجود سياسات لدى الإدارة الرياضية لاتباع نظام صناعة البطل، من حيث توفير عملية دقيقة لدعم الرياضي ليصبح حاصد للميداليات، واعتبار المسابقات تحصيل فردي لجهود اللاعب، ويجب دعم الرياضين بنظام متكامل يستند على متخصصين في التدريب والتغذية والعلاج يؤهل اللاعب للحفاظ على قوته البدنية والعضلية بشكل مستمر.
ثغرات دولية
يسمح الاتحاد الدولي لأي لاعب مسجل ضمن السجلات الدولية باللعب لصالح دولة ثانية من خلال تصريح عمل أو إقامة أو تصريح دراسة بيها، ويعطي حق رعاية مبلغ بسيط للدولة الأم الذي سُجل من خلالها في الاتحاد الدولي.