الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

بالفيديو والصور.. «البوابة نيوز» ترصد أحزان قرى أبوالمطامير عقب مصرع 17 من أبنائها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سادت حالة من الحزن على قرى: "السناوي، وأبوغرارة، وإسكندر" بمدينة أبوالمطامير بالبحيرة، ليلة أمس الأحد، لا يسمع فيها إلا أصوات البكاء والصراخ العالي بكل بيوت القرى، وتحولت الشوارع لمسيرات حاشدة من الأهالي في انتظار وصول جثث 17 من شباب القرى لقوا مصرعهم في الحادث الأليم بالطريق الصحراوي أثناء عودتهم من العمل بالمزارع الصحراوية بحثا عن لقمة العيش الكريمة، دون الإذلال لأحد من المسئولين لطلب وظيفة أو الحصول على أجر دون مقابل.
كان اللواء محمد طاحون مدير أمن البحيرة، قد تلقى إخطارا من قسم شرطة غرب النوبارية بحادث تصادم بالطريق الصحراوي الكيلو 97 اتجاه الإسكندرية دائرة القسم.
بالانتقال والفحص تبين حدوث تصادم بين كل من السيارة رقم 4823 ب ط أ "نقل"، محملة بالعمالة الزراعية، قيادة عبدالحميد عبدالهادي عبدالله، 32 سنة، سائق ومقيم أبوالمطامير، والسيارة رقم 2546 ع د ب / 13914 مقطورة غربية، قيادة سامح على محمود عبدالعاطي،  40 سنة، سائق، ومقيم زفتى- الغربية.
أثناء سير السيارة الأولى بالطريق المشار إليه، اختلت عجلة القيادة بيد قائدها، واصطدمت بالسيارة الثانية التي تصادف توقفها على جانب الطريق.
وأسفر الحادث عن وفاة 17 شخصا،  وهم كل من: "محمد السيد أحمد، وسعيد جدورة، وأحمد عماد السيد، وعبدالله عبدالشافي، ومحمد السيد، وأحمد أحمد جدورة، وجويده شعبان، ومشيرة عماد السيد، وسماح حسين، ونهى محمد، وعمرو راضي عبدالعاطي، وحذيفة راضي عبدالعاطي، ومنصور فؤاد بيومي، وأبوالحمد رجب عبدالحفيظ، وولاء هاني" إضافة إلى  جثة مجهولة لمتوَّفٍ في العقد الثاني من العمر، جميعهم من مستقلي السيارة الأولى، وتتراوح أعمارهم من 18 حتى 24 سنة، ومقيمون قريتي السناوي، وأبوغرارة، بدائرة مركز أبوالمطامير،  وإصابة قائد السيارة الأولى 2 آخرين جميعهم من مستقلي السيارة الأولى.

"البوابة نيوز" رصدت آلام و عويل أهالي القرى التي اتحشت بالسواد بعد إعلان خبر وفاة 17 من أبنائهم في حادث خلال رحلة البحث عن لقمة العيش في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ومتطلبات الحياة، والتي تساعدهم على ظروف المعيشه الصعبة.
في البداية يقول محمد محمود من شباب القرية:  إن معظم شباب وأهالي القرية، يعملون باليومية، والتراحيل، والسفر يوميا مئات الكيلو مترات للبحث عن الزرق. مشيرا إلى أن الخروج للعمل يبدأ في الساعات الأولى من صباح اليوم في تمام الثانية صباحا، حيث يستقل العمال سيارة نصف نقل، في تلك الساعات التي تكون فيها البرودة و الصقيع، رغم ذلك لا ينظر العمال لتلك الظروف القاسية والصعبة بحثا عن الرزق و لقمة العيش.
وأضاف محمود: إن رحلة الموت تبدأ منذ خروج العامل من منزله، والمخاطر التي يتعرض لها سواء من الطريق أو العوامل الجوية، كلاهما له تأثير و فارق كبير على صحة الأهالي بالقرية، خاصة عمال التراحيل.
من جانبها قالت والدة تامر أبوالحمد،  28 سنة، أحد ضحايا الحادث المنكوب لـ"البوابة نيوز" في صوت عال من البكاء والصراخ التي تنادي به على ابنها:  أنه خرج للحصول على مصاريف ومتطلبات بيته، مشيرة أن له 3 من الأطفال، بينهم طفل لا يتعدى 10 أيام.
و أضافت "سماح" شقيقته: إنه تعرض في السابق لحادث خلال عمله، موضحة أنه دخل في غيبوبة استمرت شهور طويلة، رغم ذلك ذهب للعمل مرة أخرى من أجل تربية أولاده والإنفاق عليهم.
وأكدت أيضا أن الصحراء هي المأوى لشباب القرى الذين سالت دمائهم الذكية على أسفلت الطريق الصحراوي .
من جانبه قال ياسر عوض، احد شباب قرية أبوغرارة: مع عدم حصول الشباب على وظيفة، وفي ظل المعاناة اليومية، يلجأ البعض من الشباب إلى الخروج بلا عودة، داخل صناديق موتى تسمى سيارات نقل تقوم بنقل الشباب، في غياب الرقابة والمرور الذي يترك السيارات محملة وتمر على الطرق دون رقابة، ومن أصعب المواقف موت 3 من أسرة واحدة وهم أحمد السيد، ومشيرة السيد، وبنت الخالة ولاء.
وأوضح حاتم كحيل،  أن البعض من الشباب حاصلين على مؤهلات متوسطة، ولا ينتظرون الوظيفة التي لن تأتي من الحكومة، وهذا سبب الخروج للبحث عن العمال فى أعمال اليومية التي أصبحت تهدد حياة الشباب والفتيات بالقرية، حيث لا يمر أكثر من أسبوع إلا ويلقى العشرات مصرعهم بنفس الطريقة البشعة (حوادث الطرق) التي  أصبحت تنهي حياة الكثيرين.
و أضاف ناصف منصور، محام، من أبناء قرية السناوي: إن القرية ملئيه بالخرجين، ولم يصبهم الحظ في التعيين، , ويخرجون للعمل بالمزارع من بعد الفجر، ومنهم من لديه أولاد، وآخر يساعد العائلة، ومنهم من يستعد للزواج، وغيرهم الكثير ممن يقودهم قدرهم للذهاب إلى لقمة العيش والعودة جثث هامدة  بسبب حفنة من المال الحلال لا تغني ولا تسمن من جوع، حيث أن اليومية 30 جنيها يأكل ويشرب منها، يصرفها أبناء الأكابر في لحظة على علبة سجائر.
وأضاف أشرف جمعة أبوبكر شقيق محمد الذي لقى مصرعة مع 6 من شباب قرية السناوى: إن شقيقه متزوج ولديه ابنان، الأكبر لديه عامان، والصغير 4 شهور، وكان يخرج للبحث عن العمل من أجل أن يساعد على المعيشة بسبب توقف العمل بالقرية، وهذا سبب الخروج للبحث عن يومية تؤدي إلى الموت.