الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

حكاوي رمضان.. هاتوا الفوانيس يا ولاد

=

فانوس
فانوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعود ظهور الفانوس للمرة الأولى فى مصر إلى أيام الفاطميين، وتحديدا مع وصول المعز لدين الله الفاطمى إلى مصر حيث وصل من المغربفى الخامس من رمضان عام ٣٥٨ هجرية، ولأن المعز لدين الله وصل مصر ليلا أمر قائده جوهر الصقلى المصريين بالخروج لاستقباله فخرج الأهالي حاملين الفوانيس التى ارتبطت برمضان منذ ذلك الحين.

استمر ارتباط الفوانيس برمضان خلال العصر المملوكى، ففى هذا العصر كان الناس يجتمعون بعد عصر يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان فى بيت القاضى، ثم يتوجه الجميع إلى منطقة مرتفعة على أطراف المدينة لاستطلاع الهلال، فلو صحت الرؤية يعود الناس إلى القاهرة فى أعقاب صلاة المغرب حاملين الفوانيس المضاءة، وكان الأطفال أيضا يستغلون فانوس رمضان للحصول على النقود والهدايا من المتاجر والبيوت احتفالا بقدوم رمضان. 

ويقال إن الحاكم بأمر الله الفاطمى أصدر مرسوما بألا تخرج النساء ليلا فى مصر إلا إذا تقدمهن صبى يحمل فانوسا، وفى سنوات لاحقة لحكمه كان يتم تعليق فوانيس مضاءة على أبواب البيوت ومآذن المساجد من المغرب وحتى طلوع الفجر. 

استمر وجود الفانوس كأحد أهم معالم شهر رمضان خلال العصور التالية، وأشهر أنواع الفوانيس هى المركب والترام والمرجيحة وأبو سبلة وعبدالعزيز وغيرها، وكانت تلك الفوانيس تصنع من الصفيح وقطع الزجاج الصغيرة. 

وعلاوة على فوانيس الأطفال، انتشرت فى مدن مصر خلال القرن الماضى فوانيس الحارات الكبيرة التى يقوم السكان بتركيبها فى منتصف الحارة أو الشارع وكانت تصنع من الخشب والورق والزجاج.

والفانوس كان رمزا قوميا فى مصر فكان حكام البلاد مع بداية شهر رمضان يقومون بإرسال فانوس فخم إلى السلطان العثمانى الذى كانت مصر تتبعه حتى منتصف العقد الثاني من القرن الماضى.

ازدهرت تجارة الفوانيس الرمضانية وانتشرت فى مصر خلال الفترة ما بين ١٩١٨ و١٩٣٥ ميلادية، وفى تلك الفترة تعددت أشكال الفوانيس وتطورت، فبعد أن كانت تضاء بالشموع، أضحت فى تلك الفترة تضاء بمادة الكربون الأبيض فتبدو كما لو كانت مصباحا كهربائيا.

وتراوحت أسعارها فى تلك الفترة ما بين مليمين و٥ قروش وفقا للحجم والمواد الخام المستخدمة فى التصنيع، وهكذا يظل الفانوس رمزا يرتبط فى أذهان الصغار والكبار معا بقدوم الشهر الكريم.