كان الملك المصري الشهير «سقنن رع»، واسمه الكامل «سقنن رع تاعا الثاني» أحد أعظم ملوك مصر وأمجدهم في تاريخ البلاد؛ في عهده قد بدأ النضال الفعلي لطرد الهكسوس من مصر.
وقد ذكر في «ورقة أبوت» الخاصة بقبره: "قبر الملك «سقنن رع» (له الحياة والسعادة والصحة)، ابن الشمس «تاعا» (له الحياة والسعادة والصحة)، قد فحَصَه هذا اليوم المفتشون، ووُجِد أنه سليم.
كانت المغامرة التي لاقى فيها الملك «سقنن رع» حتفه، قد جعلته من أعظم الشخصيات في التاريخ المصري. وتنقل موسوعة "مصر القديمة" عن أستاذ التشريح الأسترالي «إليوت سمث» قصة موته من الجروح التي في رأسه، فيقول: "كان فريسة هجمة غادرة قام بها عدوان أو يزيد، فقد أُخِذ على غرة عندما كان نائمًا في فراشه، أو أنهم تسلَّلوا من خلفه وطعنوه بخنجر تحت أذنه اليسرى، فغاص الخنجر في عنقه، ولقد كانت الضربة مفاجئة فلم يَقْوَ على رفع يده ليدرأ عن نفسه ضرباتهم التي انهالت من «البلط» والسيوف والعصي على وجهه فهشمته وهو ملقًى طريحًا".
وتضيف الموسوعة: تدل شواهد الأحوال على أن تجهيز الجثة للدفن كان على عجل، وأن عملية التحنيط كانت بسرعةٍ فائقةٍ، فجاءت غايةً في الاختصار، ولم تعمل أية محاولة لوضع الجسم في وضعه المستقيم الطبعي؛ إذ قد تُرِك منكمشًا كما كان طريحًا وهو في حالة النزع، فكان الرأس مُلقًى إلى الخلف، ومنثنيًا نحو اليسار، ولسانه بارز من فمه يضغط عليه بأسنانه توجُّعًا وألمًا، ولم يمسح سائل مخه الذي كان يجري على جبينه بسبب الجروح التي أصابت رأسه، وكانت ساقاه منبسطتين بعض الشيء، ويداه وذراعاه منكمشتين كما كانتا عندما لفظ روحه، وقد أُزِيلت أحشاؤه من فتحةٍ عُمِلت في بطنه، وقد حُفِظ الجسم بوضع نشارة معطرة عليه وحسب، والواقع أن الجسم في حالته الراهنة يشبه مومية قبطية قد يبست وثقبها الدود".
وقد ظنَّ سمث أنه قد قُتِل بعيدًا عن «طيبة»، ويشير سليم حسن إلى أنه المحتمل أنه مات في ساحة القتال، وأن تحنيطه في مكان القتال كان إجراءً مؤقتًا لعدم توفُّر المعدات للذين قاموا بهذه العملية في هذا المكان. بينما هناك آراء تزعم أن الجسم كان قد تعفَّنَ في أثناء نقله إلى «طيبة»، ولم يعتنِ به في ساحة القتال، ثم حُووِل تحنيطُه ثانيةً بعد وصوله.
وترتكز نظرية قتله في ساحة القتال على ما توحي به محتويات قصة «ورقة سالييه»، التي جاء فيها أن «سقنن رع» كان مناهضًا لملك الهكسوس «أبو فيس»، وليس هناك ما يدعو إلى تجريح هذه النظرية.
وتدل مومية الملك الذي كان يُلقَّب بالشجاع، على أنه كان معتدل القامة بالنسبة للمصريين؛ إذ كان يبلغ طوله نحوًا من 170 سنتيمترًا، عظيم الرأس، وهو نموذج لرأس المصري الأصيل، ويمتاز ببنية عظيمة، فكان مفتول العضلات نشيط الجسم، أما شعره فكان أسود كثيفًا مجعدًا، هذا إلى أنه كان حليق اللحية، ولم يتجاوز الثلاثين ربيعًا من عمره عند وفاته إلا بقليل.