قال السفير الأمريكي لدى اليابان رام إيمانويل، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الأربعاء، إنه لا ينبغي أن تتفاجأ الصين من أن واشنطن وحلفائها في آسيا يعمقون العلاقات العسكرية بالنظر إلى سلوك بكين العدواني تجاه العديد من جيرانها.
وأضاف: "لقد خاضت الصين في الأشهر الثلاثة الماضية فقط مواجهة عسكرية أو نوعًا من المواجهة مع كل من الهند، والفلبين، وأستراليا، والولايات المتحدة، وكندا، واليابان. وصُدمت بكين لأن تلك الدول اتخذت خطوات للردع لحماية نفسها. ماذا كانت تعتقد الصين أنهم سيفعلون؟".
وأشار المبعوث الأمريكي إلي سلسلة قال إنها أعمال عسكرية عدوانية من قبل الصين، بما في ذلك "الهجمات" على الهند على طول حدودها المشتركة في الهيمالايا، و سفن خفر السواحل الصينية التي تصوب الليزر على السفن الفلبينية في بحر الصين الجنوبي، وإطلاق الصواريخ على المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان ومضايقة الطائرات الأمريكية والكندية والأسترالية بواسطة السفن والطائرات الصينية.
ونفت بكين كونها معتدية في كل تلك الحالات واتهمت واشنطن بأنها المحرض الرئيسي على تصعيد التوترات في المنطقة.
وحذر وزير الخارجية الصيني الجديد تشين جانج، من أن "الصراع والمواجهة" مع الولايات المتحدة أمر لا مفر منه إذا لم تغير واشنطن مسارها.
وقال خلال أول مؤتمر صحفي له: "تزعم الولايات المتحدة أنها تسعى للتنافس مع الصين لكنها لا تسعى إلى الصراع. لكن في الواقع، فإن ما يسمى بالمنافسة من قبل الولايات المتحدة هو احتواء وقمع شامل."
ورد إيمانويل بأن التعزيزات والتدريبات العسكرية من قبل الولايات المتحدة وشركائها المحيطين الهندي والهادئ ليست أعمال احتواء، كما تقول بكين، ولكنها أعمال ردع ضد المزيد من العدوان الصيني.
وأشاد باليابان لمضاعفة ميزانيتها الدفاعية وتوليها دورًا قياديًا في المنطقة، مستشهداً بخطط لها لنشر دوريات مشتركة على بحر الصين الجنوبي مع الفلبين واتفاقها مع كوريا الجنوبية هذا الأسبوع لتسوية الأزمة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية فيما يتعلق بالحكم الاستعماري لليابان في كوريا.
كما أشاد بكل من رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول لوضع المستقبل قبل التاريخ واتخاذ موقف أثار رد فعل محليًا عنيفًا في كل من طوكيو وسيول.
وقال إيمانويل: "أعتقد أن كلا الزعيمين أظهرا شجاعة وجرأة للتطلع إلى القرن الحادي والعشرين والاستفادة القصوى من ذلك بدلاً من التمسك بالماضي."
كما قارن السفير الأمريكي الدول التي تتعاون معها اليابان، بما في ذلك كوريا الجنوبية والفلبين وأستراليا والهند والمملكة المتحدة، مع الدول التي تعمل معها الصين، بما في ذلك روسيا وكوريا الشمالية وإيران.
وقال إنه على مدى الأشهر 18 الماضية، كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحتفظ بشراكة جيدة أيضًا، مشيرًا إلى سجلها في توحيد الحلفاء والشركاء.
واستشهد إيمانويل بالاتفاقيات متعددة الأطراف مثل الرباعية، وهي تحالف غير رسمي يشمل الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند، واتفاق أوكوس للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة بالإضافة إلى المبادرات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية الأخرى.
وقال السفير الأمريكي: "أعتقد أن ذلك منح حلفائنا الثقة، مثل اليابان التي زادت ميزانية الدفاع، ليكونوا أكثر نشاطًا على الساحة الدبلوماسية،" مشيدا بجهود طوكيو لتأمين أصوات ثمانية من أصل 10 أعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) لإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 مارس.
وتابع إيمانويل إن الدول في جميع أنحاء العالم ستستجيب لليابان، أو كوريا الجنوبية، أو الولايات المتحدة لسبب بسيط لا تفهمه الصين، هو مبادئ "الحرية" التي تنتهجها تلك الدول.