عندما أدرك محمد علي باشا بحسه الإصلاحي كيف أن ظاهرة أطفال الشوارع من الممكن أن تتسبب في سقوط الدولة المصرية العظمى التي يحلم بها ، اتجه نظره إلى ٣٠٠٠ طفل كانوا مشردين في شتى بقاع المحروسة من مصر الى أسوان.
فتمكن محمد علي من السيطرة على هؤلاء الأطفال ووضعهم في معسكر بالصحراء بأسوان وأقاموا بها لمدة تزيد عن ثلاث سنوات.
آمن محمد علي أن مشكلة هؤلاء الأطفال لن تحل إلا إذا احترفوا مهن يدوية تجعل لهم مكان بالمجتمع و تجعل منهم عناصر فعالة قادرة على العطاء وكسب قوت يومها حتى لا يكونوا مجرد عالة على المجتمع.
فأمر سليمان باشا الفرنساوي قائد الجيش في ذلك الوقت أن يأتي له بأمهر المدربين الفرنسيين في مختلف الحرف اليدوية ليتولوا تدريب هؤلاء الأطفال.
وفي ظرف ثلاث سنوات اخرج محمد علي باشا لمصر ثلاثة ألالاف عامل ماهر في مختلف المهن يجيدون الحرف المختلفة الى جانب اللغة الفرنسية والعربية.
واستعان بالنابغيين منهم في إنشاء مصر الحديثة، كما انشأ الموانئ لمساعدتهم على توصيل إنتاجهم للخارج، بل ان بعضهم أصبحوا خبراء في مجالهم تستعين بهم باقي الدول للنهوض بالصناعة والحرف المختلفة في بلادهم.