تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب مناقشة عامة حول تراجع القوة الناعمة المصرية، واستعراض جهود الدولة في سبيل إحياء الثقافة المصرية وإعادة تقديم مصر للعالم.
وقال “محسب” في المذكرة الإيضاحية، إن الدول الكبرى وجدت أن القوة الخشنة وحدة مكلفة للغاية ولا تحقق النتائج المرجوة، فبدأ الاتجاه إلى استخدام مصادر أكثر مرونة في الضغط والتأثير في الدول، وهو ما عُرِف بالقوة الناعمة، والتى تعني أفكار الدولة ومبادئها وقيمها وهويتها وإنجازاتها، بدءاً بالبنية التحتية، مروراً بالتاريخ والثقافة والفن، وحتى الرياضة وإنجازات كرة القدم، والتي تهدف إلى فرض احترام شعوب العالم وإعجابها، وجذبهم إلى الدولة، وفرض أفكارها وثقافتها وقيمها بسهولة ومن دون استخدام أيّ عنف أو قوة، والغرض من ذلك تحقيق مصلحة الدولة وأهدافها السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأضاف عضو مجلس النواب، أنه قد مرت على مصر مرحلة، كانت قوتها الناعمة (الأزهر، الدراما، السينما، المسرح، الموسيقى والفن المصري بكل أشكاله) في أوجها، وفرضت مصر، من خلال تلك القوة الناعمة والقادرة على الاستقطاب والإقناع، سيطرتها ونفوذها على المنطقة بأسرها، فكانت الثقافة المصرية هى المصدر الرئيسي لكل شعوب المنطقة، ولكن مؤخرا تراجع هذا الدور بشكل ملحوظ، مطالبا بالبحث عن أسباب التراجع ووضع آليات لاستعادة مصر لقوتها الناعمة باعتبارها أحد ركائز القوى الذكية التي يعتمد عليها العالم الآن.
وأكد "محسب"، ضرورة إحياء الثقافة المصرية لتعزيز النمو الاقتصادي، ودعم عمليات التنمية، وترسيخ مفهوم الجمهورية الجديدة، مطالبا بوضع خطة لتحقيق هذه الأهداف من خلال إعادة صياغة دور الدولة من مالك للموارد والإمكانات الثقافية إلى منظم للقدرات الثقافية، وذلك في إطار تخارج الدولة من عدد كبير من الأنشطة لتعزيز مفهوم السوق الحر.
وشدد محسب على أهمية استعادة الدور المصري الرائد في المنطقة، من خلال دعم صناعة الكتاب والسينما والدراما، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في هذه الصناعات لإعادتها إلى سابق عهدها، بما يساهم في تعزيز الدور المصري الإقليمي والدولي، فالثقافة تمثل أكبر مصدر للقوة الناعمة المصري، مطالبا بزيادة مخصصات وزارة الثقافة الموجهة إلى الإنتاج الثقافي، من أجل الوصول إلى منتج ثقافي يليق بمكانة مصر.
كما طالب "محسب"، بتقديم تسهيلات لتشجيع صناع السينما والدراما في مصر على تقديم محتوى يليق باسم مصر، كذلك إعفاءات ضريبية وجمركية علي الآلات والمعدات المستخدمة في هذه الصناعة، والعمل على إعادة رسم الشخصية المصرية وتقديم مصر بشكل مختلف، بعيدا عن الصورة النمطية السائدة خلال السنوات الماضية والتى أظهرت الشخصية المصرية في صورة سلبية فأصبح هناك انطباع لدى الشعوب الأخرى أن مصر تعاني من البلطجة وتفتقد للأمان والاستقرار، موضحا أن تقديم الصورة الايجابية لمصر سيسهم في جذب السياحة وهو ما سينعكس على تحسين الوضع الاقتصادي.