وادي "بلي" .. أحد المعالم الجيولوجية المصرية التي تتميز بشهرة كبيرة، حيث يستقبل عشاق الجيولوجيا والدارسين والباحثين من مختلف دول العالم، ويقع شمال الغردقة، في جبل أبو شعر.
ويعتبر أحد أودية البحر الأحمر ويتميز بتكويناته الجيولوجية المتميزة والمتفردة بين أودية البحر الأحمر، ويعتبر ثاني أكبر وادي للحفريات المائية بالعالم، حيث كانت تغمره مياه البحر الأحمر منذ 600 ألف سنة تقريبًا.
وينبع الوادي من عمق جبال البحر الأحمر من صلعات البلى قرب السفوح الشرقية لجبل الدخان ويمتد من الغرب للشرق وينتهي إلى البحر الأحمر شمالى هضبة أبو شعر بقليل، ويبعد عن البحر الأحمر بمسافة 9 كيلو مترات ويبدو أنه من الأودية التي تظهر على طول مجراها آثار الحركات التكتونية، حيث يمتد عبر أخدود من الغرب إلى الشرق، وفى المنطقة التي تقترب فيها من السهل الساحلى تظهر جوانبه محاطة بتلال من صخور الإنديزيت تغطيها تكوينات من الحجر الجيري حيث يعبر هضبة أبو شعر.
متوسط عرض الوادى 75 مترًا وتظهر به ملامح الشباب فى ثنيات تظهر خلال تلال يزيد ارتفاعها عن 90 مترا فوق مستوى السهل ويغير الوادى اتجاهه، ما يدل على حدوث عملية الشباب، وبالاقتراب من منطقة المصب تنخفض جوانب الوادى انخفاض تدريجيا إلى أن يصل للمصب مندمج مع السهل الساحلى مع ظهور بعض الكتل الجرانيتية بجواره.
وتغطى قاع الوادى رواسب سميكة من الحصى والرمال والتى تزداد درجة نعومتها بالاقتراب من منطقة المصب كذلك تقل درجة الانحدار بوضوح وتكاد تتمشى مع درجة انحدار السهل الساحلى نحو البحر الأحمر.
كما يتميز الوادي بتربة رملية أساسها الصخور النارية المعقدة وتتميز هذه التربة بالمسامية وهى فقيرة جدا فى مواردها العضوية وينمو بها بعض الأعشاب ويزداد بها نسبة الكربونات والأملاح.
ويرجع تسمية الوادي بلي بهذا الاسم إلى قبيلة عربية هاجرت من شبه الجزيرة العربية عبر قرون متتابعة، حيث عبر أفراد القبيلة البحر الأحمر قبل ظهور الإسلام ووصلوا إلى إريتريا وشرق السودان، وانضموا إلى قبائل البجا التى تطلق على من يتحدث العربية إنه يتكلم (بلويتى) أى يتكلم لغة قبائل بالمقارنة بمن يتكلم (تى بداويتى) التى يتكلمها البجاة، كما هاجر باقى أفراد القبيلة عبر شبه جزيرة سيناء ووصلوا إلى شمال الصحراء الشرقية، والتى يقع فيها الوادى، والذى يرجح أنه يحمل اسم القبيلة، وكانت بعض الخرائط تكتبه مُحرّفًا فى شكل بيلى أو بليح، مشيرا إلى أن علماء الآثار استخدموا المنطق حين افترضوا أن وجود الرعى والاستيطان البشرى فى وادى بلى حاليًا لابد أن يكون مرحلة حديثة من مراحل استيطان تاريخية سابقة، وبالتالى بدأوا فى التنقيب عن آثار للإنسان القديم، وعثروا بالفعل على أدوات حجرية ومشغولات يدوية وبقايا عظام لحيوانات كان يتغذى عليها إنسان العصر الحجرى، وتحديدا فى منطقة كهف وادى بلى.
