تضاعف عدد المتضررين من الجفاف في الصومال بأكثر من ثلاثة أضعاف ليصل إلى ٧.٨ مليون شخص، ونزح أكثر من مليون شخص بسبب الجفاف، ويواجه ٦.٧ مليون شخص على الأقل انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال شهر ديسمبر الماضي، وضرب الجفاف مناطق شاسعة في الصومال، وتسبب في سوء تغذية أكثر من مليون و٨٠٠ ألف طفل في الصومال، ونزوح مئات الآلاف من المناطق المتأثرة بالجفاف، حيث وصف تقرير صادر عن شبكة معلومات الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة حالة ندرة المياه التي تشهدها الصومال حاليا بأنها "حالة جفاف تاريخية" واعتبرها نموذجا صارخا لتأثير التغيرات المناخية في العالم على إحدى دوله النامية التي اجتمعت عليها ويلات التغير المناخى والصراعات المسلحة في وقت واحد.
ولفت التقرير إلى أن الجفاف والصراع على موارد المياه بات أحد الأسباب الرئيسية للصراعات المسلحة في الصومال والتي كان من آخرها الصراع المسلح الذي نشب في منطقة "جالمودو" الصومالية في أغسطس الماضي الذي خلف ٢٠ قتيلا على الأقل، وحذر من أن هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه، وأكد قلق الأمم المتحدة من أن يصير القتال على المياه أمرا معتادا إذا لم يسرع العالم إلى مد يد العون لحكومة الصومال لمساعدتها في التغلب على آثار التغيرات المناخية.
وأوضح التقرير أن الصومال قد دخلت عام جفافها الخامس وأن شح الأمطار أجبر ملايين الصوماليين على النزوح من مناطق سكناهم، كما دمر شح الأمطار عمليات الرعي وإنتاج الألبان وصناعة اللحوم، وأخذا في الاعتبار حالة الأسواق المتدهورة بات الصوماليون يعانون من أوضاع معيشية صعبة وباتت أسعار الأغذية في غير استطاعتهم.
وأشار التقرير إلى أن ١٥ مليون صومالي على الأقل باتوا يواجهون مشكلات في الحصول على الغذاء، وأن ٣٠٠ ألف صومالي باتوا مهددين بالمجاعة في إقليم "باي" الصومالي الأشد جفافا.
وارتفع عدد الصوماليين المتضررين من الجفاف إلى 7.8 مليون في ديسمبر ٢٠٢٢، كذلك ارتفع عدد المشردين والنازحين عن مواطن سكناهم الأصلية داخل الصومال بسبب الجفاف وضيق العيش إلى مليون و١٧٠ ألفا و٨٤٢ صوماليا خلال الفترة من يناير ٢٠٢٢ حتى نهاية ديسمبر الماضي، بينهم ٦٨ ألفا و٣٩٣ نازحا تقطعت بهم السبل في مناطق الشمال الصومالي بنهاية سبتمبر الماضي بزيادة نسبتها ٣٠٪ على العدد المسجل في أغسطس السابق له وفقا للبيانات الصادرة عن بعثات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة العاملة في الصومال.
وتشير البيانات الأممية الاغاثية إلى أن مليونا و٢٥ ألف سيدة صومالية تعانين حالة التشرد الناتج عن النزوح من المناطق التي ضربها الجفاف الممتد في الصومال.
وفي أغسطس الماضي، أطلقت جمعية دبي الخيرية حملة إغاثة إنسانية عاجلة للمُتضرّرين من الجفاف في الصومال تحت شعار (أبشري يا الصومال)، لمساعدتهم في تجاوز المحن التي يعانون منها جراء الجفاف الذي تسبب في القضاء على المحاصيل الزراعية ونفوق الماشية، وحرمان حرم العديد من المجتمعات الرعوية من مصدر دخلها الوحيد.
وتتضمن هذه الحملة التي تمتد حتى منتصف الشهر المقبل، مشاريع سقيا ماء وتوفير سلال غذائية وحفر آبار وكسوة أسر متعففة إضافة إلى جمع تبرعات بأي مبلغ مالي بحسب مقدرة المتبرع.
وفي أول الشهر الجاري جرت اتفاقيات التعاون الأمني بين دولتي الصومال والإمارات العربية المتحدة.
وتعد العلاقة مع دولة الإمارات في قمة الخصوصية حيث حرص الرئيس الصومالي على أن تكون وجهته الأولى التي قام بزيارتها بعد نجاحه في انتخابات الرئاسة لإعادة الروح والدفء في علاقة بلاده مع الدولة الشقيقة وتبديد غيوم الخلافات التي كانت تعكر الصفو خلال عهد سابقه فرماجوو هي الزيارة التي أثمرت عن الاتفاق على مبادرات إماراتية تُسهم في دعم الشعب الصومالي، منها منحة ٢٠ مليون درهم لمواجهة ملف الجفاف، وتسهيل إجراءات دخول المواطنين الصوماليين إلى دولة الإمارات.