يعاني العديد من الناس حول العالم من القلق المرضي الذي يصل أحيانًا للذعر، ويوجد العديد من العلاجات لهذا الأمر إلا أن مستقبل علاج القلق دخل في مرحلة جديدة حيث يمكن أن يتم علاجه عن طريق لعبة واقع افتراضي VR.
وبحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية فالتقنية الجديدة تعلمك المساعدة على التنفس بشكل صحيح وتهدئة أعصابك ثم تضعك في مواجهة إنسان وحشي يريد أن يأكلك للتدرب على التعامل مع القلق والذعر بشكل أفضل.
التقنية الجديدة عبارة عن لعبة فيديو على الواقع الافتراضي وهي من تطوير باحثين في جامعة كامبريدج بمساعدة شركة ألعاب فيديو محلية ويطلق عليها اسم Ninja Theory ويتم اختبارها كوسيلة لتعليم الناس استراتيجية التعامل مع القلق اليومي.
وقالت لوسي دانيال طالبة الدكتوراة وإحدى القائمين على اللعبة الجديدة: “نحن ننظر إلى القلق على أنه شيء يجربه معظم الناس على عكس اضطراب القلق المرضي، وهذا يهدف إلى محاولة تعليم تقنيات تنظيم المشاعر التي يمكن أن تكون مفيدة لمعظم الناس في مرحلة ما من حياتهم”.
وتابعت "دانيال": "غالبًا ما يطلب المعالجون من الأشخاص تعلم تقنيات للتعامل مع القلق مثل تقنيات التنفس بطرق ثابتة وغير متفاعلة ولكن لا توجد طريقة لجعل الناس يجربونها عندما يكونون متوترين وهذا ما يتيحه الواقع الافتراضي عن طريق التلاعب الكامل بالبيئة التي يتواجد فيها الأشخاص وهو ما يمكن أن يكون مفيدًا حقًا".
وأضافت "دانيال": "مع وجود سماعة الرأس VR في مكانها وجهاز مراقبة معدل ضربات القلب متصل بإصبعي المريض، حيث يمكن تجربة مكان هادئ مثل الوجود في قارب تجديف على بحيرة هادئة عند غروب الشمس حيث يشجع الصوت الهادئ على التنفس، ومعرفة أوقات كتم التنفس والشهيق والزفير حيث يساعد الاسترخاء على تنظيم ضربات القلب".
وقالت إن هذه المرحلة تستغرق 5 دقائق، أما المرحلة الثانية من التدريب تكون في زنزانة فبالرغم من علمها أنها مجرد لعبة إلا أن عيش التجربة بكل تفاصيلها يجعل الشخص يشعر بالخوف ويرفع ضربات القلب بشكل كبير وهو ما أوضحه جهاز قياس ضربات القلب حيث ارتفعت ضربات قلبي بشكل أسرع مما كان عليه عندما كنت على متن القارب.
وتوضح "دانيال" أنه أثناء هذه التجربة أبدأ في إبطاء تنفسي حتى عندما أسمع صراخ زميل سجين وأنظر إلى يساري لأرى جسدًا يُسحب للخلف بعيدًا عن الأنظار ثم فجأة ظهر وحش أمامي هزيل ورمادي البشرة وعليه ابتسامة مروعة وأن هذا الوحش يمكنه معرفة موقعي عن طريق نبضات قلبي وهذا ما يحتم علي الهدوء والاسترخاء.
وتختتم طالبة الدكتوراة وإحدى القائمين على اللعبة الجديدة بأن هذا المستوى هو مستوى صعب من اللعبة لأن العديد من الناس في المستويات الأقل استطاعوا بالفعل التدريب على تنظيم ضربات قلبهم وبالتالي استطاعوا اجتياز اللعبة بنجاح.
